عقد محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال أمس الثلاثاء بمدينة إشبيلية سلسلة من اللقاءات مع مسؤولي جهة الأندلس بإسبانيا تمحورت حول السبل الكفيلة بتنمية وتطوير التعاون بين المغرب وإسبانيا في المجالين الثقافي والفني. وقال محمد الأعرج في تصريح بالمناسبة، إن المغرب " يولي اهتماما خاصا للتنمية الثقافية ودعم وتعزيز مختلف أشكال التعبيرات الفنية والثقافية التي تساهم في نشر وتكريس قيم السلام والتعايش والرفاه للجميع " . وأضاف أن المباحثات التي أجراها مع مختلف المسؤولين بجهة الأندلس تعكس بحق " علاقات الصداقة والجوار الممتازة القائمة بين المغرب وإسبانيا " مشيرا إلى أن هذه اللقاءات تروم بالأساس دعم وتقوية التعاون بين المملكة المغربية والمؤسسات الأندلسية التي تشتغل وتهتم بالمجالات الثقافية والفنية. وأجرى وزير الثقافة والاتصال في إطار هذه الزيارة مباحثات مع عمدة مدينة إشبيلية خوان إيسباداس سيخاص استعرض خلالها التقدم والمكتسبات التي حققتها المملكة في الميدان الثقافي مؤكدا على الإرادة التي تحدو المغرب لدعم وتعزيز نشر قيم التسامح والتعايش عبر مختلف الأشكال التعبيرية الفنية والثقافية . وذكر وزير الثقافة والاتصال خلال هذا اللقاء بالأهمية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتثمين وتقوية مختلف التعابير الثقافية المغربية مبرزا إنجازات المغرب في مجال تعزيز ودعم التنوع اللغوي والتي يعكسها التنصيص في الدستور على الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية وإنشاء المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية . وتميزت زيارة الأعرج لإشبيلية بعقد جلسة عمل مع نائب رئيس الحكومة المحلية لجهة الأندلس مانويل خمينيس باريوس وكذا مع المسؤول عن قطاع الثقافة بالحكومة المحلية ميغيل أنخيل فاسكيز . وقدم وزير الثقافة والاتصال خلال هذا اللقاء الذي احتضنه قصر ( سان طيلمو ) مقر الحكومة المحلية لجهة الأندلس لمحاوريه التزامات المغرب في مجال توطيد مجتمع المعرفة مشيرا في هذا الصدد إلى النجاح الذي حققه المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي احتضنته مدينة الدارالبيضاء باعتباره شكل بامتياز فضاء للحوار والتبادل من خلال احتضانه لأزيد من 900 نشاط ثقافي وفني كما سجل زيارة نصف مليون زائر بالإضافة إلى مشاركة أزيد من 1700 من المثقفين والمفكرين والكتاب والمبدعين الذين توافدوا من عدة دول لحضور هذه التظاهرة الثقافية والفنية الدولية. وبهذه المناسبة وجه السيد محمد الأعرج لوزير الثقافة بالحكومة المحلية لجهة الأندلس دعوة لحضور الفعاليات والأنشطة المخلدة لاختيار مدينة وجدة عاصمة للثقافة العربية والتي ستحتضنها الجهة الشرقية يوم 13 أبريل المقبل. وأوضح وزير الثقافة والاتصال أن اللقاءات والمباحثات التي أجراها مع المسؤولين بجهة الأندلس " مكنتنا من استحضار والوقوف على الإنجازات والمكتسبات التي حققها المغرب في ميدان السياسة الثقافية والإرادة التي عبرت عنها ولا تزال السلطات العمومية من أجل دعم وتقوية المبادلات وتقاسم الخبرات مع جهة الأندلس خاصة في مجال حماية والمحافظة على التراث ". وذكر في هذا الصدد بأن المملكة انخرطت في مسلسل تحديث وتحيين الترسانة القانونية والتشريعية المرتبطة بحماية وتثمين موروثها الثقافي والحضاري. وضمن نفس الزيارة عقد محمد الأعرج جلسة عمل مع مدير مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط خوسي مانويل سيرفيرا . وأشار بهذه المناسبة إلى أن المملكة المغربية ستشارك في تنظيم الدورة الخامسة للمؤتمر العالمي للدراسات حول الشرق الأوسط ( ووكميس ) التي سيحتضنها مقر المؤسسة بإشبيلية خلال الفترة ما بين 16 و 22 يوليوز المقبل مؤكدا أن المشاركة المغربية في هذا الحدث الدولي ستكون ممثلة بوفد كبير. وضمن نفس الزيارة استقبل وزير الثقافة والاتصال من طرف ماريا خوسي سانشيز الوزيرة المكلفة بالمساواة والسياسات الاجتماعية بالحكومة المحلية لجهة الأندلس ونيستور فيرنانديز رودريغيز مدير الوكالة الأندلسية للتعاون الدولي ( أييسدي ) . واستهدفت اللقاءات التي عقدها وزير الثقافة والاتصال مع المسؤولين بجهة الأندلس والتي حضرها على الخصوص السيد فريد أولحاج القنصل العام للمغرب بإشبيلية " إعطاء دينامية جديدة لمشاريع وبرامج التعاون بين جهة الأندلس والمغرب ". ومن بين المشاريع التي تهم علاقات التعاون بين الجانبين برامج التكوين لفائدة أطر وزارة الثقافة في المجالات التي تتعلق بإنقاذ وصيانة وتثمين التراث الوطني المادي واللا مادي بالإضافة إلى تقوية وتعزيز التعاون في ميدان إحداث هيئات موجهة للبحث الثقافي.