دعا سفير المغرب بفيينا لطفي بوشعرة منظمة التعاون والتنمية في أوربا الى اعتماد مقاربة شاملة للتعاون مع بلدان الضفة الجنوبية للمتوسط. وقال بوشعرة في خطاب خلال أشغال الدورة ال 24 للمجلس الوزاري للمنظمة المنعقد يومي الخميس والجمعة بفيينا إن هذه المقاربة باتت ضرورة ملحة مجددا التأكيد على إرادة المغرب العمل بتعاون مع المنظمة وشركائها لتشجيع الحوار وتقوية التعاون بما يتيح تظافر الجهود على الصعيد الاقليمي لمواجهة مختلف التحديات. وقال إن المملكة تأمل في ألا يقتصر التعاون على التهديدات المشتركة بالخصوص التطرف والارهاب والجريمة العابرة للحدود والجريمة الاليكترونية وأن يمتد للجانب الاقتصادي والبيئي والبعد الانساني. وأضاف أن المنظمة بامكانها العمل بشكل ملموس على تقاسم الممارسات الفضلى والتعاون الكلي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة مبرزا أن المملكة تتقاسم الأولويات المحددة من قبل الرئاسة النمساوية الدورية للمنظمة والرئاسة الايطالية لمجموعة العمل المتوسطية في ما يخص قضايا من قبيل إدماج الشباب والنساء في ضفتين المتوسط ما يعكس إرادتها الحقيقة لمواجهة الاسباب العميقة للتوترات في المنطقة عموما وأزمة اللاجئين بالخصوص. وبعد أن سجل أن الاتفاقيات الناظمة لعمل المنظمة وشراكائها لا ينبغي أن تحول دون قيام الدول الاعضاء بتوسيع التعاون وإيجاد الأجوبة المشتركة لمواجهة التحديات المطروحة على المستوى الاقليمي أكد أن المقاربة الشاملة للمنظمة ومفهوم الأمن والاستقرار غير قابل للتجزيء وبإمكانه تقديم أجوبة إقليمية على صعيد المتوسط. وتناول السفير المقاربة المغربية في مجال محاربة التطرف التي بلورها جلالة الملك محمد السادس مبرزا أن المملكة أنشأت في مارس 2015 مؤسسة محمد السادس لتكوين الأئمة باعتماد وسائل حديثة بهدف إشاعة القيم المثلى للاسلام الوسطي المعتدل والمنفتح بعيدا عن الغلو والتطرف مضيفا ان هذه المؤسسة ساهمت لغاية الآن في تكوين مئات الأئمة من المغرب وبلدان إفريقية وأوربية. وتطرق السفير بوشعرة الى إشكالية الهجرة والمقاربة المغربية في التعامل معها بوصفه بلد عبور واستقبال للمهاجرين وكيف عملت المملكة على التعامل مع الهجرة بصفتها عنصرا إيجابيا وتسعى لإيجاد حلول عادلة ومنصفة تلبي تحدياتها من خلال شراكات للتنمية ورفض مختلف المقاربات التمييزية والعنصرية. وتطرق لطفي بوشعرة الى مختلف التهديدات التي تعرفها منطقة المتوسط وتهدد أمنها واستقرارها مؤكدا أنه وحده الحوار والتشاور والمفاوضات كفيلة بمواجهة والتغلب على مختلف التحديات. وقال انه وفقا لهذه الروح لم يفتأ المغرب يعبر عن انشغاله العميق وتنديده بالقرار الذي اعتمدته إحدى الدول الأعضاء في هذه المنظمة ويتعلق الأمر بالولايات المتحدة باعترافها بمدينة القدسالمحتلة عاصمة لإسرائيل معتبرا أن هذه المبادرة منافية للشرعية الدولية ومن شأنها تهديد الجهود المبذولة لإعادة إحياء مسلسل السلام في المنطقة. ومن هذا المنطلق يضيف السفير كان نداء صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس المبنثقة عن منظمة التعاون الاسلامي لفائدة الحفاظ على الطابع التاريخي الشرعي والسياسي للمدينة المقدسة داعيا المجتمع الدولي للاضطلاع بمسوولياته الكاملة في تفادي أي انحراف يمس بهذا الوضع ويدمر مختلف الجهود الدولية لتسوية للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي. وجدد بوشعرة التأكيد على التزام المملكة المغربية بإرساء تعاون بناء ومثمر مع منظمة التعاون والتنمية ودولها الاعضاء وشركائها مجددا دعم المملكة لسلوفينيا التي ستترآس العام 2018 مجموعة الاتصال للمتوسط للعمل على تقوية وتعزيز الشراكة مع البلدان المتوسطية. وقد شارك في هذا المؤتمر الذي جرى تحت إجراءات أمنية مشددة 41 وزير خارجية من الدول ال 56 الاعضاء بالمنظمة بالاضافة الى وفود من 11 بلدا شريكا من آسيا والمتوسط من بينها المغرب. وهيمن على جدول أعمال المؤتمر الأزمة الاوكرانية واشكالية الهجرة ومحاربة الارهاب والتطرف والقضايا الأمنية الراهنة بالمنطقة. كما تميز المؤتمر باعتماد عدد من القرارات ذات الصلة بمحاربة الاجرام الاليكتروني والاتجار في البشر وتشجيع المشاركة الاقتصادية للنساء. وتعد منظمة الامن والتعاون في أوروبا محفلا للنقاش في المجال السياسي والعسكري والاقتصادي وقضايا حقوق الانسان ل 57 بلدا، بدءا بالولايات المتحدة، وصولا الى منغوليا، ومرورا بكندا والقارة الاوروبية وآسيا الوسطى وروسيا.