تظاهر زوال اليوم الأربعاء أكثر من 70 شابا من المدمنين على المخدرات الصلبة خاصة الهيروين الذين يطلق عليهم اسم أل "جناكا" بباب مركز طب الإدمان الواقع بحي كورزيانة بمقاطعة بني مكادة في طنجة، وذلك للمطالبة بتزويدهم بحصتهم الأسبوعية من الدواء الذي هو عبارة عن مادة الميتادون التي تمنح للمدمنين كبديل عن الهيروين أو كمهدئ للآلام المزمنة المرافقة لأعراض الإدمان على تلك السموم. وأقدم المدمنون الغاضبون على قطع الطريق الرئيسية على مستوى شارع المملكة العربية السعودية، المر الذي استدعى الحضور الفوري بعين المكان لرئيس الدائرة الحضرية بني مكادة وقائد الملحقة الإدارية 20 مدعوما بالقوات المساعدة، ورئيس الدائرة الأمنية 7، لاحتواء انتفاضة المدمنين على الهيروين، ومحاولة تهدئتهم وإقناعهم بإخلاء الشارع وفتحه أمام حركة السير والجولان. هذا، ويعاني مركز طب الإدمان بطنجة من عدة مشاكل بنيوية، سواء على الصعيد الطبي أو النفسي، حيث يعاني الطاقم الطبي والتمريضي من الخصاص المهول في الموارد البشرية، مقابل الآلاف من المدمنين الذين يفدون إلى المركز من مختلف مناطق المدينة ليستفيدوا من مادة الميتادون، ومع ذلك فقد أجمع المهتمون أن المركز لعب دورا مهما في تغيير حياة الكثير من المدمنين الذين كانوا شبه أموات، والآن تعالجوا تقريبا واندمجوا في المجتمع، مؤكدين أن المركز أدى دورا هاما جدا في تغيير حياتهم نحو الأفضل. وأكدت جهات مهتمة بأن طاقم المركز الصحي يحتاج إلى تعزيز موارده البشرية بممرضين وأطباء آخرين من أجل العلاج الجسدي والنفسي والمواكبة النفسية البعدية للمدمنين، مشيرة إلى أن طاقم المركز يتلقى في أحيان كثيرة تهديدات خطيرة قد تصل إلى حد التطاول عليهم لفظيا وجسديا من طرف بعض المدمنين العنيفين، وهو ما دفع المسؤولين المعنيين إلى عقد لقاء مع الطاقم الطبي والتمريضي صباح يوم تزامنا مع احتجاجات المدمنين، علما أن المركز يتكفل بعلاج حوالي 75 شابا وشابة من ضحايا الإدمان على الهيروين الفتاك، فيما يوجد أكثر من 1500 مدمن ومدمنة ضمن لائحة الانتظار، وهو ما يزيد من حالة الاحتقان والغضب في صفوف المدمنين بشكل ملحوظ، ما يفرض على الوزارة الوصية أن تعمل من أجد زيادة عدد الأطباء النفسانيين لمواكبة هذا العدد الهائل من المرضى. يذكر أنه وفي إطار برامج مواجهة انتشار المخدرات القوية المدمرة وفي مقدمتها الهيروين، اعتمدت السلطات الصحية مؤخرا عدة برامج لمكافحة هذه الظاهرة، ومن ضمنها تلك البرامج التي تعتمد على توزيع مادة الميتادون كبديل، تحت الرقابة الصحية، بغرض مد يد العون والمساعدة للمدمنين على الهيروين لحمايتهم وحماية المجتمع من مشاكل الإدمان، خاصة مشكلة انتشار مرض الإيدز نتيجة تبادل الحقن الملوثة لتعاطي المخدرات، إذ أن استخدام الميتادون لا يقتصر على مواجهة مشاكل الإدمان على الهيروين وغيره من المخدرات الشديدة فحسب، وإنما يلجأ إليه الأطباء بصفة متزايدة منذ بضع سنوات كوسيلة لتخفيف الألم، خاصة في الحالات المستعصية. وكان جلالة الملك محمد السادس، قد دشن مركز طب الإدمان بحي بئر كورزيانة (بئر الشفاء)، في يوليوز من سنة 2015، والذي أنجزته مؤسسة محمد الخامس للتضامن باستثمار إجمالي قدر ب5.7 ملايين درهم، على مساحة 3800 متر مربع، مشتملا على قطب للمصاحبة الاجتماعية والحد من المخاطر، وعلى فضاء للضيافة، ومكتبة مع قاعة للمطالعة، وقاعة متعددة الوظائف، وقاعة للإعلاميات وأخرى للرياضة.