استبشر الجميع خيرا عندما طالعتنا بعض الجرائد الوطنية بأن وزارة الصحة قررت علاج المدمنين بالمخدرات ب «الميتادون» وهو علاج استبدالي يكون عن طريق حقن المدمن بمادة «الميتادون» التي تعد بديل المخدرات أولا وثانيا تساعد على تفادي الأعراض التي تشجع المدمن على السرقة أو ارتكاب جريمة قتل وجعله مواطنا منتجا عبر التتبع الطبي لحالته الصحية والبيداغوجية لحمايته من الإصابة بأمراض فتاكة ك »السيدا» على وجه الخصوص.. وهكذا وزعت وزارة الصحة هذا النوع من العلاجات الحديثة على لمستشفيات العمومية والمصحات الخاصة، مع العلم أنه يتم حاليا الإعداد لمخطط وطني لمحاربة السيدا للفترة 2012- 2016، والذي يتضمن إجراءات للمساعدة والعلاج والتكفل بالمدمنين على المخدرات عبر الحقن. الآن وبعد مرور أكثر من سنة على تنفيذ هذا البرنامج واستعمال حقن «الميتادون» (2010) يطالعنا الإعلام الغربي أن التقارير الرسمية الصادرة عن السلطات الصحية بمختلف الدول كفرنسا وبلجيكا والولايات المتحدةالأمريكية.. أطلقت صفارات الإنذار من مجازفات استخدام «الميتادون» كبديل للهيروين أو كمهدئ للآلام المزمنة. أكثر من هذا فإن التقارير الصادرة عن السلطات الصحية الأمريكية، تؤكد على أن عدد الوفيات نتيجة سوء استخدام «الميتادون» ، قد تصاعد بانتظام خلال السنوات الخمس الماضية. المشكل حسب اختصاصي في علاج الإدمان، أن بعض الأطباء ببعض المستشفيات العمومية لا يقتصرون على مواجهة مشاكل الإدمان على الهيروين وغيره من المخدرات الشديدة باستعمال «الميتادون» بل يلجؤن إلى استخدام هذه المادة كوسيلة لتخفيف الألم، خاصة في الحالات المستعصية.. وهذا يزيد من خطورة هذه0 المادة على المريض. وفي نفس الموضوع يشير الالاختصاصيون إلى أن الإفراط في استعمال «الميتادون» بمعية تعاطي الكحول والهيروين قد يؤدي الى جرعة زائدة قاتلة في بعض الأحيان. في المغرب يعتبر «الميتادون» الحل الأمثل والمتوفر حاليا لعلاج الإدمان، لكن هل ستأخذ الوزاة بتحذيرات الاختصاصيين في هذا الاتجاه، أم سيضاف هذا «الدواء» إلى مجموعة من الأدوية منعت من الاستعمال بالدول الغربية لكنها مازالت تستعمل في المغرب لحد الآن!!