قال مدير مستشفى الرازي بسلا السيد جلال التوفيق إن المستشفى يعد «مرجعا» لعلاج الإدمان على المخدرات بالمغرب، مؤكدا اعتماده على تقنيات مرجعية ومعايير دولية. وأوضح السيد التوفيق، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المستشفى، التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، لا يقتصر فقط على استقبال المرضى بل يعمل أيضا على تكوين أطر مختصة في مجال علاج الإدمان على المخدرات عبر إحداث دبلوم جامعي يفتح الباب لتكوين مختصين في المجال. وأشار مدير المستشفى إلى أن المغرب انخرط مؤخرا في إحداث مراكز لعلاج الإدمان على المخدرات بعدة مدن (الرباط، الدرالبيضاء، طنجة، الناظور، فاس، وجدة ومراكش) وذلك لكون مستشفى الرازي غير قادر لوحده على استيعاب الأشخاص المدمنين على المخدرات. كما أن المغرب، يضيف السيد التوفيق، نهج منذ سنة 2010 مقاربة تنبني على التعامل مع المدمنين كمرضى يتمتعون بحقوقهم كاملة وذلك بهدف التصدي لظاهرة الإدمان على المخدرات وعلاج المدمنين. وأبرز، من جهة أخرى، أن من بين العوامل المساهمة في انتشار المخدرات شساعة مساحة المغرب وطول حدوده وشواطئه وواجهاته البحرية وكذا تواجد مطارات دولية وموانئ تعرف حركية كبيرة من طرف المهاجرين لاسيما الأفارقة منهم، إضافة إلى سهولة النظام المصرفي الذي يسهل عملية تنقل الاموال وتبييضها. وعن تطور ظاهرة الإدمان على المخدرات بالمغرب، أشار مدير المستشفى إلى أن وزارة الصحة قامت خلال سنة 2006، بمساعدة المنظمة العالمية للصحة، بإجراء بحث ميداني أظهر أن ما بين 2،4 بالمائة و8،4 بالمائة من ساكنة المغرب الذين تتراوح أعمارهم ما فوق 17 سنة يتعاطون للمخدرات. وأكد أن المغرب يبقى، بالرغم من انتشار الظاهرة، ضمن خانة الدول المتوسطة في التعاطي للمخدرات وذلك مقارنة مع المعدل العالمي الذي يتراوح ما بين أربعة وخمسة بالمائة, موضحا في هذا السياق، أن نسبة الأشخاص المتعاطين لمخدر «الحشيش» بالمغرب تناهز 90 بالمائة، أي ما يفوق 500 ألف شخص، وأن ما بين عشرة آلاف و15 ألف شخص بالمغرب يتعاطون لمادة «الكوكايين»، وهو نفس العدد تقريبا يهم الأشخاص المتعاطين لمادة «الهيرويين».( وأشار مدير المستشفى إلى أن وزارة الصحة قامت خلال السنة الماضية بإعداد استبيانات (دراسات) بعدة مدن بشمال المملكة أظهرت أن أمراض «السيدا» و»التهاب الكبد الفيروسي» (نوع «سي») هي أكثر الأمراض انتشارا عبر الحقن لدى المتعاطين للمخدرات. ولتقليل مخاطر التعاطي ل «الهيرويين»، أبرز السيد التوفيق، أن المغرب وضع سنة 2010 البرنامج الوطني «الاستبدالي» الذي يروم العلاج عن طريق مادة «الميطادول» بالمستشفى والتي تساعد على تفادي الأعراض التي تشجع المدمن على السرقة أو ارتكاب جريمة قتل وجعله مواطنا منتجا عبر التتبع الطبي لحالته الصحية والبيداغوجية لحمايته من الإصابة بأمراض فتاكة ك»السيدا». كما أن الوقاية، يضيف السيد التوفيق, تعد من أهم الوسائل في محاربة الإدمان، مشيرا إلى أن المستشفى قام خلال السنة الماضية بتنظيم حملات تحسيسية محليا وجهويا، وكذا تكوين فاعلين من جمعيات المجتمع المدني في المجال، داعيا إلى إحداث مزيد من مراكز العلاج. ويتوفر مستشفى الرازي بسلا على 176 سريرا بينهم 22 سريرا للنزلاء المدمنين على المخدرات، منهم 16 سريرا للرجال وستة للنساء، يشرف عليها حوالي 45 إطارا طبيا، موزعين على بروفيسور واحد وخمسة أطباء مبرزين وطبيبين اثنين مساعدين و34 طبيبا مقيما وثلاثة أطباء نفسانيين. كما عرفت المؤسسة، خلال سنة 2011، إنجاز عدة مشاريع تروم الرفع من جودة الخدمات وحسن استقبال الوافدين على المؤسسة، حيث تم إصلاح وحدة النساء «أ» بكلفة تقدر بثلاثة ملايين و500 ألف درهم، وذلك وفق المعايير الدولية في مجال سلامة النزلاء والعاملين بالوحدة (تنصيب أجهزة رصد وإنذار الحرائق وكاميرات للمراقبة). كما تم إحداث مركز للأنشطة التكميلية العلاجية بتعاون مع إحدى جمعيات المجتمع المدني يحتوي على قاعة للرياضة مجهزة بآلات حديثة وثلاث قاعات للأنشطة الترفيهية (رسم، قراءة، طبخ) وذلك بكلفة تقدر ب100 ألف درهم. وفي ميدان التشخيص، قام المستشفى باقتناء آلتين جديدتين للتخطيط الكهربائي للدماغ بكلفة تقدر ب 600 ألف درهم.