يعاني مركز طب الإدمان بتطوان العديد من المشاكل، سواء على الصعيد الطبي أو النفسي. وكشفت مصادر طبية مطلعة ل"المساء" عن معاناة كبيرة للطاقم الطبي الذي لا يتجاوز عدده 3 أطباء، من بينهم طبيبة نفسانية، و6 ممرضين، مقابل الآلاف من المدمنين الذين يفدون إلى المركز ليحظوا بمادة الميتادون (Methadone) كبديل للهيروين أو كمهدئ للآلام المزمنة. وأضافت مصادرنا أن الطاقم الطبي في حاجة إلى تعزيز موارده البشرية بممرضين وأطباء آخرين، مشيرة إلى أنهم يتلقون تهديدات يومية من طرف المدمنين، إذ تعرضت طبيبة للتهديد بالقتل من طرف أحد المدمنين الذي يعاني من وضعية نفسية مضطربة بسبب تعاطيه للمخدر الصلب ووضعه في لائحة الانتظار التي قد تدوم سنة. وأوضح محدثنا أن مركز التكفل بالشباب ضحايا الإدمان يقدم حاليا العلاج عبر توفير مادة "الميتادون" ل 60 مدمنة ومدمنا، فيما يوجد 1000 مدمن آخر ضمن لائحة الانتظار، وهو ما يزيد من حالة الاحتقان والغضب لدى هؤلاء، فيما استغرب المصدر نفسه عدم قيام المندوب الجهوي الجديد للصحة بالإقليم بزيارة لتفقد وضعية اشتغال الطاقم الطبي وظروف العمل بالمركز الجديد، في الوقت الذي زار العشرات من المراكز والمستوصفات الطبية الأخرى، مشيرا إلى أن هذا الأخير يحاول فقط تهدئة الأوضاع بالمركز هاتفيا. وقال المصدر ذاته إن بعض الأطباء سبق لهم أن هددوا بتقديم استقالاتهم بسبب تعرضهم لبعض الضغوطات لتقديم أسماء مدمنين للعلاج على حساب آخرين من طرف بعض الأطراف، وهو ما يرفضه هؤلاء، مؤكدين أنهم لن يمارسوا منطق المحسوبية في علاج المئات من المدمنين من شباب تطوان الذين فتك بأجسادهم وصحتهم المخدر القاتل. وعبر مصدرنا عن قلقه من تفاقم أوضاع مركز علاج الإدمان، بعد مغادرة طبيبة من الطاقم المكون من ثلاثة أطباء في إجازة لوضع حملها، مطالبين وزارة الصحة بتوفير المزيد من الأطباء والأخصائيين النفسانيين، كما يطالبون بتأمين الحماية لهم ضد ما يتعرضون له داخل المركز من تهديدات من طرف بعض المدمنين، رغم وجود حارس أمن خاص. وكانت العديد من الأصوات قد طالبت بفتح المركز، بعد تأخر افتتاحه عن موعده المقرر سابقا، حيث كان الملك قد وضع حجره الأساس قبل أربع سنوات. فالمركز بقي مغلقا رغم اكتماله منذ أكثر من سنة، بعد أن تم تشييده بتعليمات ملكية في إطار البرنامج الوطني الذي تنجزه مؤسسة محمد الخامس للتضامن بشراكة مع وزارتي الصحة والداخلية، بهدف التصدي لتعاطي الشباب بالخصوص للمخدرات بكل أنواعها. كما يسعى، حسب قول المشرفين عليه، إلى القيام بأنشطة تهم التحسيس والوقاية من مخاطر تعاطي المخدرات وإشراك الأسر في مختلف الأنشطة الخاصة بالوقاية، والتكفل الطبي والاجتماعي بالأشخاص ضحايا الإدمان، مثلما يتوخى إعادة الإدماج الاجتماعي للأشخاص المستهدفين، وتأطير وتكوين الجمعيات النشيطة في مجال الوقاية من أضرار المخدرات، لاسيما من خلال تنفيذ وتطوير أنشطة للقرب بالنسبة للشباب والمدمنين الشباب والشباب في وضعية الخطر. هذا المركز تم تشييده على أرض تابعة للأملاك المخزنية مساحتها 4230 مترا مربعا، منها 880 مترا مربعا مغطاة، تشمل بهوا للاستقبال وفضاء حميميا للقاء وقاعة لعرض الأشرطة وقاعة للعلاج الوظيفي وقاعة للمعلوميات وورشة للفنون التشكيلية والتعبير المسرحي وقاعة للاجتماعات ومكتبا للجمعيات ومكتبا للوحدة المتنقلة وآخر خاصا بالإدارة.