بعد مخاض عسير صدر للكاتب والباحث المغربي رشيد أيلال كتابه المتفرد الموسوم: "صحيح البخاري.. نهاية أسطورة"، عن دار الوطن للطباعة والنشر. قبل أشهر، صدر إعلان ترويجي عن هذه الدار يبشر بقرب صدور كتاب "صحيح البخاري.. نهاية أسطورة" الذي ألفه باحث مراكشي شاب، وهو الزميل رشيد أيلال، وهو يعتبر باكورة أعماله الفكرية، استند في مؤلفه إلى كتاب (صحيح البخاري) نفسه، حيث رصد الكثير وتابع حياة البخاري منذ نشأته في منطقة بخارى في أوزباكستان ثم استند إلى كتب (أهل السنة والجماعة) ورأيهم في الشيخ البخاري الذي غالبا ما كان يدون أحاديثه وأساطيره بناء على رؤى يراها في المنام. الباحث المراكشي الشاب لم يأت بشيء من عنده، بل رصد وتابع عبر ثلاث سنوات من البحث والتنقيب في أمهات الكتب الفقهية وخلص إلى أنه ليس هناك إجماع على صحة كتاب البخاري، بل أكد أن الإجماع حاصل على كتب الإمام مالك أكثر مما هو إجماع على البخاري، وذلك بشهادة العلماء والفقهاء المتخصصين.وكل كلام يضمنه رشيد أيلال بمصنفه كان يستشهد بالأدلة التي تؤيد كلامه، وهو كتاب يستحق أن ينال جائزة القرن بدل أن يمنع حتى من التوقيع في قاعة تابعة لبلدية مراكش ممثلة في رئيس مجلسها الجماعي؟؟؟ وهو سلوك غير قانوني وغير حضاري بكل المقاييس،خاصة وأن الكتاب صدر عن دار نشر مغربية ويتوفر على كافة الشروط القانونية للنشر والتوزيع. منع توقيع كتاب في قاعة بلدية مؤدى عنها الرسوم من طرف جمعية / منتدى المغرب المتعدد / الجهة التي ترعى حفل توقيع الكتاب إنما هو سلوك يحيلنا إلى سنوات عهود القمع والظلام. إن حرية الفكر لا يمكن أن تتوقف لمجرد أن الكتاب يتطرق لشخصية أسطورية وكتاب بشري معرض للنقد والاختلاف، ولطالما اعتبرنا أن مثل هاته الكتب هي التي يستند إليها المتطرفون فيلصقون ما ورد فيها إلى الإسلام، والإسلام منها براء.