شرعت السلطات المحلية لدى الملحقة الإدارية 15 بالحي الجديد (كاساباراطا)، والملحقة الإدارية 14 بحي فالفلوري، التابعتين للدائرة الحضرية السواني، في طنجة، في تنزيل مخطط شامل لتحرير الملكالعمومي المحتل من طرف الباعة المتجولين دون سند قانوني، والذين أصبحوا يشكلون أحزمة خانقة وقوية حول الدكاكين التجارية، ويحتلون بدون سند قانوني، وبشكل سافر الأرصفة والشوارع، وما ينتج عن ذلك من اختناق وازدحام مروري كبير، يؤدي إلى عرقلة السير والجولان في أكثر من مكان ونقطة، ويحدث بها اختلالات عميقة على مستوى النظام والأمن، ويهدد الصحة العامة للمواطنين الذين يقتنون مواد غذائية غير خاضعة للمراقبة، ولا تحمل مواصفات الجودة والسلامة العامة، ما يشكل خطرا حقيقيا على صحة المستهلك. إلى ذلك، فقد شن قائدا الملحقتين الإداريتين المذكورتين، مدعومين بأعوان السلطة المحلية العاملين بهما، وعناصر فرقتي الحرس الترابي (القوات المساعدة)، التابعتين لهما، وقوات التدخل السريع للأمن بقيادة ضابط كبير، حملة واسعة النطاق بعدد من الأحياء السكنية (المرجة)، وبمحيط سوق نجيبة وملحقاته، وبعدد من الشوارع الرئيسية والهامة بالمقاطعة الترابية المعنية، خاصة على مستوى شارع انفا، شارع مولاي عبد الحفيظ، شارع فيصل بن عبد العزيز، شارع عبد الرحمان اليوسفي، لمحاربة احتلال الملك العام من طرف الباعة المتجولين الذين أصبحوا يحتلونه مؤخرا بشكل ملفة، حيث يعرضون سلعهم، فوق أملاك عامة غير مخصصة لهذا الغرض، دون الخضوع للأنظمة الجبائية والضريبية المعمول بها، ودون الحصول على الرخص الإدارية الضرورية بشكل مسبق من لدن المصالح الإدارية المختصة، بعدما أصبحت هذه الوضعية الشاذة، تهدد الكثير من التجار المنظمين الذين يؤدون الرسوم والضرائب للدولة بالإفلاس، بسبب المنافسة الغير المتكافئة مع "الفراشة" التي غالبا ما يكون المستهلك هو أول ضحاياها الرئيسيين. وأسفرت العملية الحازمة التي لاقت استحسانا وارتياحا كبيرا لدى الساكنة المتضررة وعموم المواطنين، عن حجز كمية من المواد الغذائية التي تم تسليم الصالح منها إلى الجمعيات الخيرية، بالإضافة إلى حجز عدة كراسي وطاولات خاصة بتلك المقاهي والمطاعم خاصة بمدارة ساحة 20 غشت، تم إيداعها المحجز الجماعي، كما تم أيضا خلال نفس العملية التي وصفت بالهامة والنوعية، اقتلاع اللوحات الاشهارية الغير مرخصة، والتي كانت تسيء لواجهة البنايات والمنظر العام للشوارع الرئيسية. المستهدفة بالحملة، وذلك رغم المقاومة الشرية التي رافقت جميع أطوارها من قبل بعض الفراشة. هذا، واعتبرت جهات مهتمة ومتتبعين للشأن المحلي بعاصمة البوغاز، أن تدخل السلطات المحلية لنهار اليوم، يمكن اعتباره من بين أهم التدخلات الإيجابية التي طبعت عملية تحرير الملك العمومي بمدينة طنجة مؤخرا، وذلك بسبب صعوبة المنطقة المستهدفة وشساعة مساحتها، خصوصا بمحيط سوق الحي الجديد أحد اكبر أسواق المنطقة الشمالية، المعروف محليا بكاساباراطا، والذي ينتظر إعادة الهيكلة الشاملة في غطار مشروع طنجة الكبرى التنموي، حيث تمكنت هذه السلطات وفي زمن قياسي، من استعادة زمام المبادرة، والقضاء وبشكل نهائي على ظاهرة البيع بالتجوال داخل وبملحقات السوق المذكور، وتنظيم حركة السير والجولان به، حيث كان الباعة المتجولون يعرضون سلعهم بكل شبر من فضاء المنطقة، محتلين في تحد سافر للقانون الشارع العمومي، وذلك دون أن تكون تلك السلع خاضعة للمراقبة الصحية وللضوابط القانونية المعمول بها. جدير ذكره، أن ظاهرة احتلال الملك العمومي، وإن كانت سمة مشتركة بين جميع المدن الكبرى للمملكة وتحتاج إلى مقاربة اجتماعية عامة حقيقية وعاجلة، فإنها ازدادت حدة في الآونة الأخيرة بشكل لافت للنظر، وخاصة بالمدن التي تعرف رواجا تجاريا واقتصاديا وسياحيا كطنجة، لأسباب عديدة من أبرزها الفقر والبطالة وقلة فرص الشغل، خاصة بعد التسريحات التي عرفتها معامل كثيرة بالمدينة، بالإضافة إلى تنامي الهجرة من مدن الداخل والمدن المجاورة مؤخرا إلى طنجة.