تم اليوم الثلاثاء بتمارة تدشين مركز المغرب للبيانات، أول منصة مغربية مائة بالمائة للحوسبة السحابية (كلاود كامبيوتنغ) في إفريقيا الناطقة بالفرنسية. ويعتبر هذا المركز، الذي تم إنشاؤه وتمويله بشراكة مع الوكالة الوطنية لإنعاش المقاولات الصغرى والمتوسطة في إطار برنامج "امتياز"، أول إنجاز لمجموعة "ميداسيس" ضمن استراتجيتها الرامية إلى إنشاء مراكز بيانات في المغرب وإفريقيا. ويمثل هذا المشروع، الذي تم تدشينه بحضور عثمان الفردوس، كاتب الدولة المكلف بالاستثمار، وعدد من الشركاء الوطنيين والدوليين لمجموعات "المغرب داتا سنتر" و"ميداسيس" و"زيركوم"، تتويجا ل20 سنة من العمل والخبرة للمهندسين المغاربة لمجموعة "ميداسيس" الذين عملوا على إنجاز مركز بيانات مصمم وفقا للمعايير الدولية للسلامة. وستشكل هذه المنصة، حسب وثيقة للمركز، نواة لنظام تكنولوجي ذي تأثير اقتصادي كبير، لاعتباره منصة لإنتاج الخدمات الموجهة للشركات الصغيرة والصغيرة جدا، والشركات الكبيرة، والإدارات العمومية والمسثتمرين، عبر التحول الرقمي لجيل جديد من المقاولات ذات القيمة المضافة. وبهذه المناسبة، أوضح الفردوس، في تصريح بالمناسبة، عقب حفل التدشين، أن مشروع ‘داتا سنتر' سيكلف الدولة 370 مليون درهم، وهو إنجاز هام من ناحية السيادة التكنولوجية للمغرب، مبرزا أن مشروع اتفاقية الشراكة مع المستثمرين البريطانيين، التي تم توقيعها اليوم، والبالغة قيمته 800 مليون درهم، سيعزز القدرة التنافسية للمقاولين الذاتيين والشركات المتوسطة والصغيرة. وتابع أن هاذين المشروعين الهامين يندرجان في الاستراتيجية الرقمية للمغرب وسيمكنانه من أن يكون منصة قارية وهمزة وصل ما بين إفريقيا وأوروبا، مشيرا إلى أن المنصة المنشأة ستساهم في انبثاق منظومة تكنولوجية فعالة على الصعيد الوطني، وهي مدعومة بمخطط المغرب الرقمي 2020 الذي يهدف إلى جعل المغرب ضمن الدول الثلاثة الأكثر تقدما في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجال البنيات التحتية وتكنولوجيا المعلومات. وفي تصريح مماثل، أوضح المدير العام لمركز المغرب للبيانات، محمد بنميرة، أن المركز "سيقدم خدمات مضمونة من ناحية السلامة"، مبرزا أن هذه المنشاة تعد خطوة أولى لدينامية التطور الرقمي، على اعتبار أن المغرب يروم تأسيس عدة مراكز بيانات بالمغرب وإفريقيا. وأشار إلى أن الهدف من هذا المشروع هو المساهمة في النمو والإشعاع التكنولوجي للمملكة في إفريقيا والعالم، من خلال موقعه كمحور مركزي تكنولوجي إقليمي. من جهته، أوضح مدير مجموعة "زيركوم" البريطانية، مارك تايلور، أن هذه الاتفاقية تتوخى إنشاء، رفقة المشغلين المحليين، مركز بيانات في المغرب مع تعزيز المراكز في إفريقيا، مضيفا أن هذا المشروع المشترك سيمكن من تعزيز النمو وخلق العديد من فرص العمل.