باشر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بسطات مسطرة البحث التفصيلي مع المدعو "ا. ا" عون سلطة متهم بقتل زوجته طبقا لفصول المتابعة من القانون الجنائي، وجاءت مسطرة إجراء تحقيق من طرف قاضي التحقيق بناء على ملتمس النيابة العامة بالمحكمة ذاتها في إطار جناية القتل العمد الذي ارتكبها عون سلطة في حق زوجته. وكانت عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية ببرشيد، قد أحالت عون سلطة من رتبة "مقدم قروي" متهم بقتل زوجته، على أنظار النيابة العامة باستئنافية سطات صباح يوم الجمعة 4 غشت، بعد إجراء أبحاث حول شكاية في شأن الإيذاء العمدي في حق الزوجة المفضي إلى موتها، التهديد الشفاهي بارتكاب فعل من أفعال الاعتداء على الأشخاص والإمساك عمدا عن تقديم مساعدة لشخص في خطر. وتعود وقائع هذه القضية إلى صباح يوم 31 يوليوز الماضي، عندما نقلت سيدة تبلغ من العمر حوالي 28 سنة متزوجة وأم لطفلين سقطت من شرفة مطبخ منزلها المتواجد بالطابق الثالث، إلى مستشفى الرازي ببرشيد، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة، وقد انتقلت عناصر الأمن إلى المستشفى حيث أشعرت من لدن الطاقم الطبي أن السيدة توفيت بعد أن استقدمها على متن سيارة الإسعاف، وقامت عناصر الأمن بجميع الإجراءات القانونية اللازمة، وكذا استفسار الزوج الذي كان يتواجد بالمستشفى . وأفاد الزوج خلال استفساره عن ظروف الحادث، أنه إثر خلاف بينه وبين الهالكة، التي رفضت العودة معه إلى بيت الزوجية المتواجد بمسقط رأسه بدوار أولاد صالح حيث يعمل عونا للسلطة، وأن النزاع احتد بينهما صباح اليوم نفسه، مما جعلها ترمي بنفسها من شرفة المطبخ فجأة، كما قامت عناصر الأمن بالانتقال إلى منزل الضحية رفقته و إجراء معاينة، حيث تم الاستماع إلى أبناء الضحية والمتهم وهما على التوالي الابن "و. ا" البالغ من العمر حوالي 9 سنوات و الابنة"ج. ا" البالغة من العمر حوالي 3 سنوات، اللذين أكد أن الأب والأم دخلا في مشاداة كلامية وانه أثناء ذلك قامت الأم برمي نفسها من شرفة المطبخ، كما تم خلال البحث الاستماع إلى الجيران الذين أفاد بعضهم أن الضحية أسرت لهم بأنها على خلاف مع زوجها ويقوم بتعنيفها وأنه قد وجه لها في الآونة الأخيرة وعيدا برميها من نافذة المنزل بسبب رفضها الرحيل معه إلى مسقط رأسه للسكن هناك، كما سبق لها أن أشعرتهم بأنها تفضل وضع حد لحياتها على أن تسافر معه إلى البادية، فيما شاهدة أخرى أكدت أن الضحية كانت تخبرها أن زوجها يعرضها للتعنيف وأكدت لها أنها تفضل الموت على أن ترافق زوجها إلى مسقط رأسه. وخلال البحث تقدمت أم الهالكة وشقيقاها إلى مصلحة الأمن وخلال الاستماع إليهم، أكدوا أن الهالكة كانت تعنف على يد زوجها وأنه سبق لها أن سجلت عدة شكايات ضده بخصوص العنف، حيث قدموا نسخا من الشكايات وكذا من التزام محرر من الزوج يلتزم فيه بعدم الاعتداء على زوجته مرة أخرى، وأشاروا إلى كونها قد استصدرت إذنا بالتطليق فيما سبق، كما أكدت والدة الضحية أن الهالكة قد أسرت لها أياما قليلة قبل وفاتها أن زوجها يهددها برميها عبر نافذة المنزل.