استقبل الأخ محمد أبيض، الأمين العام للاتحاد الدستوري أمس الثلاثاء بالمقر المركزي بالدار البيضاء السيد اسماعيل العمصي، مدير دائرة التعاون مع الأحزاب العربية بمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي كان مصحوبا بالسيد علي عبد الله فيلاوي، مستشار سياسي بسفارة دولة فلسطين، وذلك بحضور الأخ المحمدي العلوي، و الأخ محمد تملدو، والأخت بشرى برجال، وأعضاء من المكتب السياسي للحزب. وتمحور هذا اللقاء حول آخر مستجدات القضية الفلسطينية، خاصة مسألة حصول فلسطين على عضوية دولة (مراقب) في الأممالمتحدة، كما شكل مناسبة لطرح مقترحات حول أوجه التعاون الممكنة بين الطرفين لحمل إسرائيل على الرجوع إلى طاولة المفاوضات المباشرة تحت رعاية دولية بما يضمن تطبيق قرارات الشرعية الدولية . وفي هذا السياق، هنأ الأخ أبيض ضيوفه بمصادقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على منح دولة فلسطين صفة مراقب غير عضو في المنظمة الأممية، معربا عن سعادته لهذا الاعتراف الدولي، الذي يمثل هزيمة كبرى لإسرائيل، وقال في هذا الصدد "إن الاتحاد الدستوري وكل الأطياف السياسية ومعها مجموع الشعب المغربي تابعوا باهتمام كبير هذا التصويت الإيجابي لصالح فلسطين، معتبرا أن هذا الاعتراف جاء تتويجا لنضال الشعب الفلسطيني في سبيل استرجاع جميع حقوقه الوطنية المغتصبة، ويمثل نقطة أولى وتحولات تاريخية وفرصة للعالم لتدارك الظلم التاريخي الفادح الذي تعرض له الفلسطينيون منذ إنشاء إسرائيل. وأوضح الأخ أبيض أن موقف المغرب من القضية الفلسطينية ثابت، فهو يدعم نضال الشعب الفلسطيني الشقيق حتى ينتصر لقضيته العادلة ويحقق طموحاته المشروعة٬ وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة والموحدة وعاصمتها القدس، مؤكدا أن المغرب كان عبر الدوام يساند الشعب الفلسطيني ولا يتدخل في شؤونه، حيث يترك له صلاحية اتخاذ القرار، على خلاف بعض الدول التي تحاول الحديث باسم فلسطين، وهو الأمر الذي عقد القضية، خاصة أمام التواطؤ الذي تنهجه مكونات المجتمع الدولي، الذي مكن الكيان الإسرائيلي من تنفيذ برنامجه التوسعي والاستيطاني على حساب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني. وأكد الأخ أبيض أن المطلوب في هذه المرحلة هو تحرك جميع الدول العربية وبكل مكوناتها واستغلال علاقتها الخارجية لتقديم دعمها لدولة فلسطين وإيجاد حلول للمرحلة المقبلة، مبرزا في هذا السياق الدور الهام الذي يلعبه الاتحاد الدستوري على مستوى اللبيرالية الأممية بطرحه موضوع القضية الفلسطينية أمام جميع الأحزاب العربية والدولية التي تقاسمه نفس التوجهات، حيث اقتعت بعدالة القضية، حتى ان حزبا إسرائيليا له مرجعية ليبرالية يعترف بدولة فلسطين. ولم يفت الأخ أبيض طرح اقتراح يرمي إلى خلق نوع من التواصل بين الاتحاد الدستوري ومنظمة التحرير الفلسطينية، من خلال بحث سبل التعاون والتنسيق المستمر، ووضع أجندة محددة لتبادل الزيارات بين الطرفين، مؤكدا استعداد الحزب لتقديم كل الإمكانيات المادية والمعنوية للمنظمة. من جهته، قال اسماعيل العمصي مدير دائرة التعاون الحزبي والمنظمات الأهلية العربية عن منظمة التحرير الفلسطينية إن الهدف من هذا اللقاء هو تعزيز العلاقة بين منظمة التحرير وحزب الاتحاد الدستوري، باعتباره حزبا له وزن كبير على مستوى الليبرالية الأممية، معبرا عن ارتياحه لدعم ومساندة الاتحاد الدستوري للملف الفلسطيني ولقضية الشعب الفلسطيني من أجل تحرير أرضه المغتصبة, واستعرض العمصي معاناة الشعب الفلسطيني ،وقال بهذا الخصوص" إن شعبنا يتعرض يوميا للاعتداءات الوحشية المخلة بكل قواعد القانون الدولي الإنساني وبكل المواثيق الدولية ومنها ميثاق روما المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية، وذلك أمام توالي الجرائم التي ترتكبها الآلة العسكرية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، من خلال تدشين حملتها الجديدة من مسلسل التصفية والاجتثاث الذي يحصد البشر والحجر والشجر، ولا يستثني الأطفال والنساء والشيوخ العزل". وختم مدير دائرة التعاون الحزبي والمنظمات الأهلية العربية عن منظمة التحرير الفلسطينية بالتأكيد أن القضية الفلسطينية بحاجة اليوم إلى التعريف بها أكثر٬ مشيرا إلى أن "هدفنا الأساسي هو إنهاء الاحتلال٬ الذي حال دون تطورنا ودون قيام دولتنا، خلال أكثر من 64 سنة". من جهته، أشاد علي عبد الله فيلاوي، مستشار سياسي بسفارة دولة فلسطين بالدور البارز الذي يلعبه المغرب في سبيل القضية الفلسطينية، حيث كان دائما في طليعة المتضامنين والمناضلين من أجل القضية الفلسطينية، كما إن المغرب يساهم ب 80 بالمائة في تمويل وكالة بيت مال القدس، مؤكدا أن "الشعب الفلسطيني لن ينسى للمغرب ولجلالة الملك محمد السادس٬ رئيس لجنة القدس٬ ولكافة القوى السياسية المغربية الجهود التي تبذلها لدعم القضية الفلسطينية". وأجمع الحاضرون على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة الحرة ذات السيادة على ترابه الوطني إسوة بباقي الشعوب، مؤكدين أن اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بدولة فلسطين كدولة عضو في الأممالمتحدة يعتبر أحد أهم ثمار النضال الفلسطيني في مواجهة كل محاولات الطمس والتذويب والتوطين والتهويد..