انتقلت عصابة الكوكايين الحاكمة في الجزائر، بسرعة البرق من سقطة احتجاز وتزوير قمصان الفريق الكروي لنهضة بركان المغربي، إلى سقطة مدوية جديدة، فكعادتها في إشعال النيران الملتهبة في غابات بلاد القبايل، وتكرار الجريمة في كل موسم وحين، انشغلت أبواقها الإعلامية الناطقة بالعربية والفرنسية هذا الأسبوع بتنفيذ أوامر وتعليمات مخابرات العصابة بافتعال أخبار ساقطة عن حرائق ادعت فيها أن البيت الملكي المغربي يحترق، وأن الدماء تسيل وتراق، وأن ثمة اقتتالا واشتباكات في جيش العدو المغربي. ولأن هذا الخبر المزور لا يعني المغرب والمغاربة في شيء، ولا علاقة له بما يجري في المغرب من تثبيت لدولة المؤسسات والحريات والحقوق، ومن رفع لتحديات التنمية والديموقراطية، ومن إرساء لدعائم الطمأنينة والسكينة والأمن والاستقرار، ومن تلاحم وثيق وتعبئة متواصلة وراء قائد البلاد لاستكمال حلقات المشاريع النهضوية الكبرى في كل الميادين، فإنه ومن خلال سوابق العصابة في رمي دائها على المغرب، وإسقاط عقدها على الغير، تبين أن هذه الأخبار الساقطة المتكررة عن حرائق في المغرب تأكل الأخضر واليابس، لا تستهدف المغرب الآمن المحتفل بانتصاراته ومكتسباته، بالقدر الذي تستهدف تزييف الوعي الشعبي الجزائري والتحكم في الداخل الجزائري المتهالك والمتداعي للسقوط، بغاية إنتاج مزيد من الأغطية والحجب عن نيران تشتعل بالفعل في بيت العصابة، فالأصبع الإعلامي الموتور للعصابة يشير يسارا وتضليلا إلى المغرب، فيما النيران عن يمينه ونيران أخرى مخطط لها، مقبلة في صائفة هذا العام فوق رأسه المتوسطية للانتقام من حركة تحرير القبائل، وأخرى جنوبه توقد في صحراء الأزواد وعلى الحدود المالية بالتحديد، كل هذه النيران الفعلية المشتعلة في أذيال العصابة وآذانها، وفي أحذية عسكرها وخوذاتهم، لم تلفت أنظار وسائل الإعلام والدعاية العنصرية لدولة العصابة، والتفتت بالمقابل إلى نيران مزعومة ومختلقة لا أثر لها في الواقع المغربي، اللهم إلا ما كان من نيران الأحقاد الدفينة والضغائن الكريهة التي تأكل أكباد العصابة وقلوب أزلامها. ينطبق المثل العربي: "رمتني بدائها وانسلت" على حال هذه العصابة التي توقد نارا حولها، وتتقد الحجارة والنشارة فوقها وتحتها وعن يمينها وعن شمالها، فلا تجد من يطفئ لهيبها إلا بتصدير أزمتها مع النيران إلى الخارج، وتوجيه أنظار المحتجزين في السجن الكبير المسمى بالجزائر خارج التنور والسور والحدود المغلقة، لافتعال نيران إعلامية ومشاهد سينمائية للحرق والقتل في دول الجوار الآمنة والمطمئنة. لا تعبر الأخبار المزورة للعصابة والمتكررة من سنة إلى أخرى وفي نفس موضوع الأهوال والفتن والمحن المزعومة التي يعيشها المغرب ملكا وشعبا وأرضا وتاريخا، وإثارتها في مناسبات متشابهة، إلا عن مدى غباء وعقم العصابة في تدبير خلافها وصراعها الأبدي مع المغرب، وعن مدى ضعف خيالها الإبداعي المسرحي والسينمائي في إخراج الروايات والأخبار المتخيلة، ولو وظفت المخابرات البليدة للعصابة أدباء وشعراء وفنانين ومخرجين مسرحيين وسينمائيين، لأخرجوا لها دررا من وحي الخيال والمشاهد الفنية المشتعلة بالنيران مما يمكن تصديقه والتصفيق له. هذه المشاهد المهلهلة في روايات صحافة العصابة عن حرائق ودماء ورصاص واقتتال وتناحر في المؤسسات العتيدة للدولة المغربية، تستهدف العقول الصغيرة التي لا تستطيع الكشف السريع عن تناقضات وتهافتات الأخبار، ولا علم لها بتفاصيل البروتوكولات الملكية المغربية ولا بخصوصيات العائلة الملكية المغربية ومراتب كل فرد منها ودوره، ولا بالتراتبيات المنظمة وفق البيعة الشرعية ودستور البلاد، ولا بوضعية الجيش المغربي ونظامه في الولاء والانضباط، فإنها تتخيل أن بلدا عريقا في تقاليد الاستخلاف والخلافة والإمارة والحكم والولاء، ومتطورا في منظومة تصريفه للخلافات السياسية الداخلية الصحية، وفي إدارته وتدبيره للمؤسسات، يشبهها في الفوضى والانحرافات الحاصلة في الدولة الحجرية التي لا تعرف سبيلا لا إلى القانون ولا إلى الدستور ولا إلى المؤسسات ولا إلى الإدارة الحديثة، ولا تقاليد مرعية لها في الحكم والديبلوماسية المحترمة، ولا شيء من كل ما يعتقده الناس خاصية إيجابية وفاضلة في الدول والمؤسسات ورجال الدولة في العصر. حرائق بالفعل تشتعل في دولة العصابة بالتزامن مع إطلاق حملة توجيه الأنظار إلى حرائق مغربية على الشاشات الإعلامية الجزائرية، ولِم لا دماء وقتلى في صفوف الجيش ورصاص يلعلع في البيوتات والثكنات والقصور، لم يسمع أحد صوتا ولا أزيزا ولا صيحة ولا استغاثة، ولا بلغه اسم قتيل ولا جريح ولا هارب من المعركة، علما أن كل الأضواء الكاشفة مسلطة على المغرب الشفاف الحريص على سمعته وعلى كل كبيرة وصغيرة في مسيرته الديموقراطية والتنموية. قطعا تمت هذه المعارك والنيران في البيت المظلم للعصابة التي تشتعل الفتن من فوقها ومن تحتها وعن أيمانها وعن شمائلها، كما تشتعل في القلوب الحاقدة والصدور الموغرة والأكباد المنتنة لأزلامها وعسكرها. نحن لا نشم رائحة هذا الحريق والشواء بجنبنا فحسب، بل تنقل الأخبار بالفعل من داخل سجن العصابة ما يشتعل في جبهاتها من صراع أجنحة وكيانات وولاءات، فيوميا تسجن قيادات عسكرية وأمنية وتقتل أخرى في حوادث مفبركة، وتهرب أخرى، ويختطف نشطاء وتختفي رموز الحراك، ويفقد مواطنون، وتضبط كل جماعة من العصابة مخططا ومؤامرة ضدها من الجماعة الأخرى، وهكذا إلى ما لا نهاية له من مسلسل الحرائق المشتعلة في ثوب العصابة. ولأن العصابة متعطشة للدماء والحرائق والأشلاء لتثبيت شرعيتها وترهيب الشعب الجزائري، وتذكيره الدائم بالعواقب الوخيمة للعشرية السوداء، فإن أمرها مُجمِع على إدخال الجزائر من جديد في عشرية دموية ثانية وثالثة ورابعة، بعد خسارة كل الأوراق واحتراقها أمام صمود المغرب في وجه العصابة لأزيد من نصف قرن، بل تجاوز المغرب الصمود في المواجهة، إلى تطوير قدراته في النهضة والانبعاث والديموقراطية والتنمية والاستقرار والاستثمار في الخير والأمن والأمان والشراكات العميقة والصداقات الحقيقية، بما تجاوز لسنين عديدة دولة العصابة بكل ثرواتها وثرائها وترسانتها وأحلافها وأحقادها وميليشياتها البائدة، وهي في الواقع النيران الحقيقية التي يتعبد لها أزلام العصابة وتشتعل داخلهم، وتأكل ما تبقى من أعشاب ونشارة مصداقية بيتهم الزجاجي ومطبخهم الداخلي. وفي انتظار الرماد والسماد لانبعاث جزائر محترَمة من أنقاض الحرائق والبوائق، فليس لنا إلا أن ندعو لبلادنا، المستهدفة بنيران هذه الأحقاد، بمزيد من التوفيق والسداد، محروسة بالعين التي لا تنام لرب العباد، وبمزيد من التعبئة والتلاحم وراء ملك البلاد. ولتخسأ العصابة الغادرة الكاذبة الخائنة، وخاب مسعاها.