عاشت منطقة الشرق الأوسط ليلة السبت 13 أبريل 2024 على إيقاع ساخن غير مسبوق، بعدما عزمت إيران على شن هجوم على إسرائيل ردا على قصف قنصليتها بسوريا. هذا الهجوم الذي أرسلت فيه إيران عشرات المسيرات والصواريخ ، تمكنت إسرائيل من التصدي إلى 99 في المائة منها. و في هذا الصدد، يرى الأستاذ الحسين كنون، محلل سياسي في تصريح ل" رسالة 24 "، و باعتبار الأدبيات العسكرية، أن ما قامت به إيران هو مجرد مسرحية. فالمنطق الحربي السليم يقول أنه لا يمكن للدولة التي تريد أن تشن ضربات هجومية على دولة أخرى معادية الكشف عن خطتها و عن المسافة التي ستقطعها الطائرات المسيرة بالدقيقة و بالثانية. بمعنى آخر، هم يؤهلون إسرائيل لصد هذه الطائرات و بالتالي تفادي الخسائر في الأرواح و في الممتلكات… و بهذه المسرحية، تحاول إيران أن تبيض ماء وجهها أمام المنتظم الدولي، و تعتقد عن خطأ أنها دولة قوية و فاعلة في القرارات الدولية، خاصة و أن إيران، بعدما عملت إسرائيل على ضرب سفارتها بسوريا، قد طالبت الأممالمتحدة و مجلس الأمن بالقيام بما يريانه مناسبا، و عملت على إخبار المجلس بردها على فعلة إسرائيل. هذا الرد لا يدخل في أبجديات الحرب، فرغم مشروعيته من ناحية القانون الدولي، إلا أن محتواه هو مجرد مسرحية. وعطفا على ذلك، يثير الأستاذ كنون جانبا ثانيا لا يقل أهمية في قراءة هذا الحدث. يرى الأستاذ كنون أن الرد الإيراني لا يرجع إلى ما تعرض و يتعرض له سكان غزة من تطهير عرقي و تجويع و تقتيل و دمار…بل جاء ردا على ضرب إسرائيل لسفارتها بسوريا. فحتى لا يختلط الأمر على العموم، فإيران لا و لم تدافع قط عن القضية الفلسطينية، بل بالعكس تماما، عملت على توريط حماس في حرب غير متكافئة، من يجعل إيران خطرا على النظام و السلم العالميين. و يشير المحلل السياسي أن الدول التي تدافع حقيقة عن القضية الفلسطينية ظاهرة للعيان مثل الأردن، مصر، قطر، الإمارات، تركيا… و على رأسها المملكة المغربية. هذه الدول تسعى إلى تنفيذ برنامج مسطر بالطريقة التي تراها مناسبة و لا يعارض المنتظم الدولي. و يؤكد الأستاذ كنون أن الخطوة التي قامت بها إيران ليلة السبت 13 أبريل 2024 ستظل أضحوكة للعالم، هذه الحركة لا تخفى عن متتبع الشأن الدولي و لا عن الخبراء العسكريين حتى على طالب مبتدئ في المدرسة العسكرية. فهذه الخطة تعد محاولة يائسة لتغليط الرأي العام الدولي و إيهامه بأنها قادرة على الرد و أن تدافع على نفسها. و يرى المحلل السياسي أن هذا الهجوم الوهمي يؤكد قوة إسرائيل السياسية، فلو كانت لإيران النية في ضرب إسرائيل لاستعملت الطائرات العابرة للحدود، و لما اكتفت بطائرات مسيرة محدودة المدى، لأنها تعلم جيدا أن من يقف وراءها هي أقوى دولة بالعالم 'الولايات المتحدةالأمريكية " التي تملك من القوة العسكرية ما يكفي لتنسف إيران و تقبرها عن بكرة أبيها.