سجل المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات عبد الرحيم هومي، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن المساحات المحروقة بالمغرب خلال 2022 تعتبر ضئيلة مقارنة مع المساحات المحروقة في الدول المماثلة ودول الجوار، ومع المساحة المهددة بالحرائق. وأوضح السيد هومي، خلال ترؤسه اجتماعا للجنة المديرية للوقاية ومكافحة الحرائق الغابوية خصص لتقييم وعرض النتائج والدروس المستقاة من حرائق الغابات في 2022 ، أنه تم تسجيل ما يقرب 500 حريق أتى على 22 ألف و762 هكتار من المساحة الغابوية 37 بالمائة من هذه المساحات المحروقة عبارة عن اعشاب ثانوية ونباتات موسمية. وبالاعتماد على التوزيع الجغرافي للمساحات المتضررة من الحريق في الموسم الفارط، يضيف المتحدث ذاته، تأتي جهة طنجةتطوانالحسيمة في مقدمة المناطق المتضررة من الحريق ب 188 حريقا، أتت على 18 ألف و704 هكتار تليها جهة فاسمكناس- ب 99 حريقا اجتاحت 1775 هكتار من المساحة الغابوية، مشيرا إلى أن هذا التوزيع يفسر بالكثافة العالية للغطاء الغابوي بهذه المناطق، والظروف المناخية الجافة خلال موسم الصيف، وكذلك ارتفاع الضغط البشري على الموارد الغابوية. قال المدير العام للوكالة، في تصريح للصحافة، إن هذا التقييم هو فرصة للوقوف على جميع الإكراهات، التي تخص محاربة الحرائق وكذا الوقوف عند جميع التدابير اللازمة استعدادا للموسم الحالي، داعيا الجميع إلى الحيطة والحذر لحماية الارث الغابوي والاملاك وارواح الساكنة. وعلى صعيد بلدان البحر الابيض المتوسط، ساهمت الظروف المناخية والجوية الاستثنائية في نشوب وانتشار حرائق مهولة، فحسب ما ورد بالنظام المعلوماتي الأوروبي لحرائق الغابات EFFIS، فقد قدرت المساحات المتضررة بكل من إسبانيا ب 288 ألف و 86 هكتار، والبرتغال ب 90 ألف و 158 هكتار وفرنسا ب 62 ألف و154 هكتار ، وإيطاليا ب 47 ألف و228 هكتار، وأخيرا الجزائر بمساحة تقدر ب 47 ألف و 170 هكتار. من جانبه، أوضح رئيس المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية، بالوكالة، فؤاد العسالي، أنه إلى حد الآن تم تسجيل 65 حريق على المستوى الوطني، مضيفا أن المجلس تدارس التدابير التي يتعين اتخادها إن على المستوى الوقائي والتنبؤ والانذار، أو على مستوى التنسيق أو مكافحة الحرائق جويا أو بريا. وبعدما أوضح الدور المهم للوصلات التحسيسية، أبرز أن 95 في المائة من الحرائق المندلعة على المستوى الوطني، ناجمة عن عوامل بشرية خاصة الفئات التي لها علاقة وطيدة مع الغابة، داعيا إياهم إلى إبلاغ السلطات المحلية للتدخل السريع و إخماد الحريق بسرعة. وبالنسبة للمغرب، وعلى الرغم من النتائج الاستثنائية المسجلة خلال موسم 2022 بالمقارنة بالسنوات السابقة، فإن سياسة الوقاية من الحرائق ومكافحتها، المعتمدة من طرف جميع الشركاء المعنيين، وخاصة وزارة الداخلية والوكالة الوطنية للمياه والغابات والسلطات المحلية والوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات الملكية الجوية والقوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة، ساهمت بشكل كبير في التقليل والحد من الأضرار والخسائر الاجتماعية والبيئية المحتملة. وقد تم اتخاذ جميع التدابير الاستباقية من طرف الشركاء المعنيين لمواصلة الجهود الرامية إلى تثمين سياسات الوقاية ومكافحة حرائق الغابات.