إنتشر مشهد سنيمائي "ذو أبعاد جنسية" جمع الممثل المغربي إدريس الروخ، والفنانة البرتغالية سارة بيرلس، عبر مواقع التواصل الإجتماعي كالنار في الهشيم، وأثار لغطا في صفوف المغاربة الذين إعتبروه منافيا للأخلاق ولا يجب عرضه بالقاعات السينمائية المغربية، وفي هذا الإطار صرح محمد بنعزيز، ناقد سينمائي، ل"رسالة24″ إن المشهد الذي انتشر من الفيلم الذي يظهر فيه إدريس الروخ رفقة الممثلة سارة بيرلس جعلت بعض المواطنين يركضون للقاعات السينمائية لمشاهدة فيلم "جرادة مالحة"… ظنا منهم أنه فيلم يحتوي على مشاهد ساخنة بإمتياز، ليتفاجؤوا بأحداث مغايرة للفيلم الذي يتحدث عن ذاكرة رانيا التي تتعرض للبرمجة… وأوضح المتحدث أن فيلم "جرادة مالحة" يحكي قصة رانيا، وهي شابة وقعت ضحية مؤامرة تهدف إلى التحكم والسيطرة، حيث وجدت نفسها في قلب تجربة يقودها أشخاص لأغراض خاصة سعوا من خلال بروتوكول كامل لتشكيل وخلق شخصية مطلوبة، فحرمت رانيا بسبب ذلك من حياتها وذكرياتها، وصارت لها حياة أخرى تتسم بالفوضى والاختناق والضياع، وتقرر الذهاب للبحث عن حياتها الحقيقية. مشيرا إلى أن المشاهدين صدموا من أحداث الفيلم الذي لا يمثل أي صلة بالمقطع الذي تم تسريبه تزامنا مع صدور فيلم إدريس الروخ، حيث لم يجدوا شخصية الطالبة التي أدتها الممثلة البرتغالية الموهوبة سارة بيرلس؛ الفتاة الجميلة التي تبيع جسدها لتمول دراستها، ومكان للسكن والمأكل ثم وصلت إلى شقة الوزير وهي تتحدث عن الكرامة، مما أثار إستفزاره وفعل بها ما أراد وحذرها من الاستمرار في الحديث عن الكرامة. وبخصوص المقطع المتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أكد الناقد السينمائي، أنه لا يمث بصلة لفيلم جرادة مالحة بل يعود في الأصل لفيلم نور الدين الخماري "بورن آوت" الذي صدر في 2017، وحين تم عرضه حقق نسب مشاهدة عالية، لأنه بكل بساطة بعض المشاهدين يعيشون انفصاما في الشخصية، يحبون تلك المشاهد ثم ينددون بها. ويفسر المتحدث الجدل الذي أثاره هذا المقطع عبر مواقع التواصل الإجتماعي، بأن المتفرج المغربي يرى نموذجا لهذا في الشوارع ويتعايش معه، لكن عندما يراه بالشاشات التلفزية يحتج بإسم الطهرانية. وأكد الناقد محمد بنعزيز، أن مزاج الشعب متناقض كثيرا، حيث يتصدر أحد الأفلام البورنوغرافية على منصة "نيتفلكس" كأعلى نسبة مشاهدة في المغرب، والأكثر من هذا تزامن عرض هذا الفيلم مع شهر رمضان الفضيل، ورغم ذلك ظل تصدر قائمة الأفلام الأكثر مشاهدة. وأخيرا أعطى الناقد السينمائي، توصيفا لهذا الانفصام الذي تحدث عنه نجيب محفوظ في روايته "ثرثرة فوق النيل" والذي يظهر أن الذين يحلمون بالعيش كالأجانب ويريدون أن يموتوا كالصحابة، يشاهدون أفلام الجنس في الأفلام الأجنبية في هواتهم ويمارسون الرقابة على السينما المغربية. يذكر أن الممثلة سارة بيرلس، أكدت في تصريح صحافي سابق عقب إنتشار المقطع المسرب، أنها لا تستطيع تمثيل المشاهد الساخنة إحتراما لوالدتها وجدتها، والمشهد الذي تم تسريبه لها أدته ممثلة أخرى "دوبلييرة"، وتم إعتماد تقنية المونتاج فقط، ومن جانبه، استغرب الفنان إدريس الروخ مما حدث، موضحا أن فيلم "بيرن أوت" صدر عام 2017 في القاعات السينمائية، ولم يثر هذا الجدل آنذاك، متسائلاً عن المغزى من تداولِه الآن، وبعد أيام قليلة من بداية عرض فيلمه الجديد "جرادة مالحة" في القاعات السينمائية المغربية.