تتواصل إلى حدود الساعة، محاولات السلطات المحلية وعناصر الوقاية المدنية بدوار إغران بالجماعة الترابية تمروت، ضواحي باب برد، بإقليم شفشاون، لإنقاذ الطفل ريان، البالغ من العمر خمس سنوات، وانتشاله من قعر البئر "الصوندا" الذي سقط فيه منذ عصر أول أمس الثلاثاء. وتشير المعطيات الواردة من عين المكان، إلى أن الطفل ما يزال على قيد الحياة إلى حدود الساعة، رغم مرور ساعات على وجوده بعمق حوالي 30 متر، وسط البئر المحاذي للمنزل الذي يقطن به رفقة أسرته. ودفعت السلطات المحلية بآليات لحفر حفرة عمودية مايلة موازية للبئر على شكل نصف دائرة، فيما مساعي عناصر الوقاية المدنية متواصلة لانتشال الطفل ريان حيا، وسط جموع غفيرة من سكان المنطقة التي تترقب العملية. وأفاد مصدر من السلطات المحلية، بأن خمس من الاليات الثقيلة "جرافات" والعشرات من عناصر الوقاية المدينة والسلطات المحلية والقوات المساعدة ورجال الدرك الملكي، تخوض بإشراف من النيابة العامة المختصة، جهودا حثيثة ومتواصل منذ اكثر ر من 40 ساعة لإنقاذ الطفل ريان، الذي سقط في ثقب مائي بعمق يصل إلى 32 مترا. وأضاف المصدر نفسه، بأن الآليات تقوم بالحفر عموديا بالموازاة مع الثقب المائي، موضحا أن أشغال الحفر وصلت إلى عمق يفوق 25 مترا من أصل 32 مترا، حيث يتواجد الطفل حيا بعد سقوطه في جوفه. وأكد المصدر ذاته، أن جهود الإنقاذ لم تتوقف منذ انطلاقها على أمل إنقاذ الطفل الذي لا زال لحد الان على قيد الحياة، مشددا على أن السلطات عبأت مختلف الوسائل الضرورية لهذه الغاية، حيث تم إيصال الماء والأوكسجين عبر أنابيب إلى الطفل العالق. وفي سياق متصل، وتحسبا لأي طارئ، تناقل نشطاء من المنطقة صورة وصول طائرة هليكوبتر إلى عين المكان، لنقل الطفل إلى المستشفى بعد إخراجه سالما من قعر البئر. وكان الطفل المعني بالأمر، قد سقط بعد زوال أول أمس السبت الثلاثاء، في قعر البئر في ظروف غير محددة، حيث قضى ليلتين في قعره وسط ظروف مناخية باردة وأجواء موحشة، بعدما باءت جميع محاولات انتشاله منه بالفشل، بسبب صغر فتحة البئر وضيقه الطولي التي عقدت عملية الإنتشال من جهة، ولغياب معدات الانقاذ المناسية من جهة أخرى، والتي يجب أن تتوفر في مثل هذه المناطق الهشة التي تكثر فيها الآبار باعتبارها أحد أهم موارد الماء المستعمل من قبل الأهالي في الري والشرب. وتشير المعطيات الواردة من عين المكان، أن الطفل العالق بقعر البئر لا زال لحد الآن حيا يرزق، وذلك بناء على المعطيات التقنية للهاتف المحمول الذي تم إنزاله في البئر موصول بخيط طويل للتواصل معه عبر تقنية الفيديو المباشر. وفي سياق متصل فقد اعطت النيابة العامة المختصة تعليماتها بتكثيف مجهودات محاولة إنقاذ الطفل العالق، حيث تسارع جميع السلطات المعنية الزمن لانقاءه في أسرع وقت ممكن قبل فوات الأوان، بمافيها التعاون مع الساكنة المحلية وفرق الاستغوار والمتطوعين في هذا الباب.