أفادت صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية، إن المغرب لا يترك شيئا للصدفة، حيث قرر افتتاح المنطقة التجارية نواحي سبتة، فور انتهاء المرحلة الأولى من أشغالها، شهر أبريل المقبل، وهو الموعد الذي من المرتقب أن سيأتي بعد شهر واحد فقط من افتتاح المعابر الحدودية مع المدينة المتمتعة بالحكم الذاتي. وأضافت الصحيفة ذاتها، أن هذه المنطقة التجارية، التي طورتها منصة "Tanger Med Zonas"، على الطريق بين تطوانوالمضيق، بالقرب من محطة "كابو نيغرو" الساحلية الفاخرة، بعمالة المضيق/الفنيدق، تهدف إلى جعل المنطقة جذّابةً من الناحية تجارية، وملبيةً طلبات السياح. وتابعت اليومية الإسبانية نفسها، أن الرباط، تضع اللمسات الأخيرة على خطة تنمية صناعية وسياحية متكاملة في طنجةوتطوان، مثل تلك المتواجدة في شمال شرق البلاد، بإقليم الناظور على الحدود مع مليلية، التي تقودها شركة "مارشيكا ميد"، إضافة إلى أن ميناء الناظور غرب المتوسط، بات على وشك الانتهاء. وأردفت الصحيفة دائما، أن المنطقة التجارية نواحي سبتة، شيدت على مساحة 70 هكتارا، وستشمل الأنشطة التجارية، والمطاعم، ومناطق الترفيه والملاعب، ومن المقرر أن ينتهي الجزء الأول منها، وتفتح للمواطنين شهر أبريل المقبل، مبرزةً أنها ستخصص لتشغيل مواطني المنطقة المتأثرين بإغلاق المعبر الحدودي، وانتهاء التهريب المعيشي. وذكرت الصحيفة، أن أول علامة تجارية دولية مؤكدة، تم تثبيتها في المنطقة، هي الشركة متعددة الجنسيات الرائدة في قطاع الأثاث "IKEA"، والتي ستخلق 500 وظيفة مباشرة، و1000 وظيفة غير مباشرة، وفقا للمعلومات التي قدمتها الشركة السويدية، ومن المقرر أن تفتح أبوابها الصيف القادم. وأوضحت "الإسبانيول" أن المتجر، المشيد على أكثر من ثلاثة هكتارات، وسيحتوي على مساحة عرض خارجية فريدة من نوعها ل"IKEA" في العالم، حيث ستكون على شكل سقف زجاجي شفاف بمساحة 500 متر مربع، ستضم مجموعة من الأثاث الخارجي على مدار العامّ. وقالت الشركة السويدية في بيان لها، حسب ما جاء في "إل إسبانيول"، إن "افتتاح هذا المتجر الجديد يمثل استثمارا يقارب 400 مليون درهم، ما سيعزز بلا شك اقتصاد المنطقة الشمالية من المغرب". واسترسلت اليومية، أن شركة دولية أخرى، افتتحت لتوها متجرها العاشر في مدينة طنجة، هي "Virgin Megastore"، وهي متخصصة في منتجات التكنولوجيا الفائقة والثقافة والترفيه، وتبلغ قيمة الاستثمار في هذا المشروع الجديد 8.6 مليون درهم، وخلق 46 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. وذكرت أنه مع استئناف العلاقات الدبلوماسية وإطلاق خطوط جوية مباشرة بين إسرائيل والمغرب، تستعد الدولة المغاربية لاستقبال المزيد والمزيد من الزوار والسياح الإسرائيليين"، مردفةً: "بهذه الطريقة بدأ المرشدون السياحيون في طنجة، تعلم العبرية". وواصلت : "هناك أيضا رجال الأعمال من سبتة، الذين عرض عليهم المغرب أراضٍ ومستودعات في المنطقة الحرة التي يتم بناؤها في الفنيدق، على بعد كيلومترين فقط من حدود الترخال، وبذلك ينتهي تهريب المنتجات عبر المعبر الحدودي"، وفق اليومية الإسبانية. وأبرزت أنه بهذه الطريقة، يستثمر المغرب في هذه المنطقة القريبة مع حدود سبتة، ويحيط ب"المدينة الإسبانية"، بدأت العملية بميناء طنجة المتوسط، المرتبط ب 180 ميناء في 70 دولة، وهو معبر لإفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، والذي دخل بالفعل في مرحلة الرقمنة لخدمات الاستيراد والتصدير. ونبهت الصحيفة الإسبانية الواسعة الانتشار، إلى أن سبتة، التي لا تتوفر على مطار، وتعتمد على السفن المتجهة إلى شبه الجزيرة، تعاني من اختناق كبير منذ أن أغلق المغرب الحدود، حيث عملت عدة شركات على تعليق خدماتها في المنطقة، مثل شركة الملاحة البحرية والشحن "FRS"، بالإضافة إلى شركة ملابس الأطفال "شارانغا"، التي قامت بإغلاق متاجرها في سبتة، وترك الموظفين عاطلين عن العمل. جدير ذكره، أن طنجة المتوسط للمناطق (Tanger Med Zones) تشرف على تجهيز وتنمية ما يناهز 2.000 هكتار، تشمل 6 مناطق أنشطة مخصصة للصناعة واللوجستيك والخدمات، تضم أزيد من 1.100 شركة ساهمت في خلق 90.000 منصب شغل.