يسعى المغرب في السنوات الأخيرة إلى تعويض الاقتصاد الريعي المتمثل في التهريب المعيشي وغيره الذي كان ينشط في معبري سبتة ومليلية المحتلة، والذي كان يكبد حسب التقارير المغربية الرسمية ملايير الدراهم في كل سنة مالية. وفي ذات الصدد، قالت الصحيفة الإسبانية "الإسبانيول" أن المملكة المغربية لا تترك شيئا للصدفة حيث قررت إنشاء منطقة تجارية في مدينة تطوان المجاورة تكون منفذا على سبتة ومنطقة للتسوق ابتداء من أبريل المقبل شهرا فقط بعد فتح المعبرين المحتمل. وتقع هذه المنطقة التجارية ، التي طورتها منصة "مناطق طنجة التوسط"، على الطريق الوطنية بين تطوان و المضيق، بالقرب من القرية الساحلية "كابو نيغرو"، الهدف منها هو تحويله إلى منطقة جذب تجارية وسياحية. وفي ذات السياق، حسب "الإسبانيول"، فالرباط تضع اللمسات الأخيرة على خطة تنمية صناعية وسياحية في طنجةتطوان مثل تلك الموجودة في إقليمالناظور، على الحدود مع مليلية، والمتمثلة في مشروع "مارشيكا ميد" وميناء "الناظور ويست ميد" القريب من الانتهاء، الذي وصفته الصحيفة الإسبانية ب"العمل الفرعوني لمحمد السادس في هذا العقد". مجمع طنجة مع سبتة سيستخدمان لتوظيف مواطني المنطقة المتأثرين بإغلاق المعبر الحدودي وانتهاء التجارة غير النمطية. تم تشييده على مساحة 70 هكتارًا وسيشمل أنشطة تجارية ومطاعم ومناطق ترفيهية وملاعب ومشروع منفذ . من المقرر أن ينتهي الجزء الأول ويفتح للجمهور في الربيع. أول علامة تجارية دولية مؤكدة يتم تثبيتها في منطقة تطوان التجارية، هي الشركة الرائدة في قطاع الأثاث "إيكيا"، والتي ستخلق 500 وظيفة مباشرة و 1000 وظيفة غير مباشرة، وفقًا للمعلومات التي قدمتها الشركة السويدية، ومن المقرر افتتاحها في صيف 2022. وسيشغل هذا المتجر أكثر من ثلاثة هكتارات وسيحتوي على مساحة عرض خارجية فريدة من نوعها ل Ikea في العالم، على شكل سقف زجاجي بمساحة 500 متر مربع، والذي سيضم مجموعة من الأثاث الخارجي على مدار العام. وقالت الشركة السويدية في بيان إن "افتتاح هذا المتجر الجديد يمثل استثمارا يقارب 400 مليون درهم، مما سيعزز بلا شك اقتصاد المنطقة الشمالية من المغرب". سلسلة دولية أخرى افتتحت للتو متجرها العاشر في طنجة هي Virgin Megastore، وهي متخصصة في منتجات التكنولوجيا الفائقة والثقافة والترفيه. تبلغ قيمة الاستثمار في هذا المشروع الجديد 8.6 مليون درهم، وخلقت 46 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. ووصل وفد من رجال الأعمال الكوريين الجنوبيين نهاية شهر نونبر إلى جهة طنجة-تطوان-الحسيمة لاستكشاف فرص الاستثمار، لشركاتهم المتخصصة في المواد الغذائية ومستحضرات التجميل والثقافة والرياضة والسياحة والضيافة. وبحسب بيان صادر عن مجلس الجهة الشمالية، فقد أعرب المستثمرون الكوريون الجنوبيون عن استعدادهم للاستثمار في المنطقة للمساهمة في الديناميكيات الإيجابية التي تشهدها البلاد. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال الصين حاضرة بقوة في مشروع "محمد السادس طنجة تك"، مدينة صناعية حديثة ومستقبلية وصديقة للبيئة، متصلة بالتقنيات الجديدة، القريبة التدشين في منطقة عين دالية ضواحي طنجة. وحول مدينة سبتةالمحتلة، أوضحت "الإسبانيول" أن المغرب وضع اقتصادها في "الزاوية"، حيث عرض على رجال الأعمال من سبتة الذين أراض ومستودعات في المنطقة الحرة التي يتم بناؤها في الفنيدق، على بعد كيلومترين فقط من المعبر، واضعة الحد بشكل كلي لتهريب المنتجات عبر باب سبتة. وأضافت أن المغرب استثمر ويستثمر في هذه المنطقة القريبة من المدينةالمحتلة، حيث بدأت العملية بميناء طنجة المتوسط ، المرتبط ب 180 ميناء في 70 دولة، وهو معيار لأفريقيا والبحر الأبيض المتوسط ، والذي دخل بالفعل في مرحلة الرقمنة لخدمات الاستيراد والتصدير. وفي الوقت نفسه، تشير الصحيفة، إلى أن سبتة بدون مطار وتعتمد على السفن القادمة من طنجة المتوسط،، في المقابل، ستوسع تطوان مطارها بمدرج آخر مع اتصال مباشر بالعديد من المدن الأوروبية.