في خطوة نوعية على درب تعزيز آليات التكامل والتنسيق والشراكة بين الأحزاب الليبرالية المغربية، وفي إطار العمل على تكريس الليبرالية داخل المجتمع المغربي وبين أوساط الشباب، كخيار مجتمعي مبني على قيم الحداثة والحرية والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والارتقاء بالشباب المتعطش للعطاء والانخراط في معركة بناء مجتمع مغربي حداثي ديمقراطي تعددي وحر، عقدت شبيبات أحزاب الاتحاد الدستوري والحركة الشعبية والتجمع الوطني للأحرار إضافة إلى جمعية "الشباب والمستقبل" بالمقر المركزي للاتحاد الدستوري بالدار البيضاء، جمعا عاما تأسيسيا تم خلاله الإعلان عن ميلاد " الجامعة المغربية للشباب الليبرالي ". وقد تميز الجمع العام التأسيسي بالكلمة التي ألقاها الأخ الأستاذ محمد تلمدو عضو المكتب السياسي للاتحاد الدستوري ومؤسس شبكة الليبراليين العرب وعضو المكتب الدولي للأممية الليبرالية ، حيث رحب في البداية بممثلي الشبيبات الثلاث وجمعية " الشباب والمستقبل"، وذكر أن مقر الاتحاد الدستوري عرف منذ الاجتماع التاسيسي لشبكة الليبراليين العرب عام 2006، حركية التي عرفها هذا المقر لم تتوقف إلى يومنا هذا من أجل تأسيس خطاب ليبرالي قوي ومقنع داخل المغرب والعالم العربي، معتبرا أن مبادرة خلق جامعة مغربية للشباب الليبرالي في الوقت الراهن هي تكريس للنهج الرامي إلى تجميع جهود كل الليبراليين المغاربة داخل مؤسسات وازنة ومؤثرة في محيطها، موضحا أنه من الخطأ الاشتغال بشكل انفرادي، وأن الليبراليين في الوقت الراهن خاصة الشباب منهم، مطالبون بالعمل في إطار التوافق وتجميع الرؤى والتصورات والاتجاهات وتوحيد الجهود، منبها إلى أن الرهان الأكبر أمام "الجامعة المغربية للشباب الليبرالي" هو تفادي التداخل مع مؤسسات وإطارات أخرى تشتغل داخل الأحزاب الليبرالية الثلاث، وتجنب التعارض مع مبادئ وأسس وأهداف المؤسسات القائمة، وأن لا تسقط الجامعة الوليدة في التكرار وتكون مجرد نسخة من جامعة أخرى أو تنظيم سياسي. داعيا إلى تجديد محيط العمل الذي ستشتغل فيه. مطالبا بأن تعمل الجامعة على إيجاد الطريق الموصلة إلى الليبرالية، وأن تشتغل على ما هو استراتيجي بوضع المخططات والافكار ومقاربة ومقارنة الرؤى الليبرالية فيما بينها، وأن تجعل الوازع الفكري قاعدة لعملها، ولتصحيح مجموعة من الاختلالات عل مستوى الفهم والتطبيق. مؤكدا أن الليبرالية ليست مناهضة للفقراء والطبقات المستضعفة ولم تأت أبدا لحماية الأغنياء والميسورين. منتهيا إلى أن تأسيس "الجامعة المغربية للشباب الليبرالي" كإطار للعمل الميداني كان من الأولى أن يبدأ به الليبراليون الكبار، لكنها تجسدت اليوم على يد الليبراليين الشباب، لتكون إضافة نوعية وقاعدة للارتقاء بالإنسان المغربي على درب العطاء والابداع والحرية. من جهته، اعتبر الكاتب العام الوطني لمنظمة للشبيبة الدستورية الأخ أنوار الزين أن ميلاد الجامعة المغربية للشباب الليبرالي جاء بفضل مجهود جماعي من قبل الأحزاب الثلاثة الاتحاد الدستوري والحركة الشعبية والتجمع الوطني للأحرار إضافة إلى جمعية " الشباب والمستقبل"، مؤكدا أن الليبرالية تمثل الحل الأمثل لمشاكل الإنسان، بما تحمله من مبادئ ورؤى واضحة وأهداف تسعى إلى تمكين الشباب المغربي من تفجير طاقاته ومقدراته في ميدان تسيير الشأن العام، وبالتالي فإن الجامعة تبقى إطارا للعمل والاشتغال على مستوى إنتاج الافكار والتصورات والمخططات القمينة بتعزيز دور الشباب الليبرالي في بناء مجتمع مغربي ديمقراطي حر، مذكرا أن مسؤولية المكتب المسير للجامعة ستكون كبيرة في المرحلة الراهنة، وفي أفق الاستحقاقات القادمة. وعبر ممثل شبيبة الحركة الشعبية عن مساندة منظمته لهذه المبادرة لمبادرة تاسيس جامعة مغربية للشباب الليبرالي، منوها بالجهود التي قامت بها شبيبة الاتحاد الدستوري من أجل إنجاح هذه المحطة المهمة في مسار تعزيز دور الشباب الليبرالي المغربي، وتقوية حضوره داخل الساحة الوطنية. وبدوره ثمن ممثل شبيبة التجمع الوطني للأحرار مبادرة تأسيس الجامعة المغربية للشباب الليبرالي مؤكدا الانخراط القوي والكامل لشبيبة حزبه فيها، والعمل لتجسيد أهدافها المرسومة على أرض الواقع، مشيرا إلى أن القيادة السياسية للأحرار تؤيد هذه المبادرة ومستعدة لتقديم لكل الدعم لها. واعتبر " نائب رئيس جمعية "الشباب والمستقبل" عن سعادة جمعيته بالانضمام إلى "الجامعة المغربية للشباب الليبرالي"، منوها بالدور الذي يقوم به الاتحاد الدستوري على المستوى الدولي، مشيرا إلى أن الإيديولوجيات والمصالح تذوب عندما تكون العائلة الليبرالية في الخارج، مستعرضا جملة من المناسبات التي استطاعت فيها الاحزاب الثلاثة التعبير عن تلاحم قوي بينها خاصة ما تعلق بقضية الوحدة الترابية للمغرب، خلال انعقاد منتديات ومؤتمرات الأممية الليبرالية. مؤكدا أن تأسيس الجامعة المغربية للشباب الليبرالي جاء ليكون ردا على كل المغالطات حول الفكر اليبرالي ، ويتزامن مع الطفرة التي يعرفها من طرف المتدخلين في الشأن الليبرالي المغربي، من خلال الحضور القوي على مستوى الشبكة. العربية لليبراليين الشباب والشبكة الافريقية والشبكة الدولية لليبرالية، طفرة تدل على الحرية في التفكير والمبادرة وأخذ الأمور بعقلانية. وفي كلمته رحب رئيس اللجنة التحضيرية الاخ عبد اللطيف المحمدي عضو المكتب الوطني للشبيبة الدستورية بوفود شبيبات الأحزاب الثلاثة الاتحاد الدستوري والحركة الشعبية والأحرار وجمعية الشباب والمستقبل مؤكدا أن مبادرة تاسيس جامعة مغربية للشباب الليبرالي تستهدف تاطير الشباب المغربي التواق الى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية واشاعة الفكر الليبرالي في اوساطه وترسيخ الليبرالية كاختيار اجتماعي منفتح ضامن للحقوق والحريات. حيث استعرض بعض المراحل التي قطعها عمل اللجنة من خلال اجتماعات ومشاورات بغية بلورة فكرة تاسيس هذا المشروع، والتي انطلقت منذ شهر فبراير 2014، حيث احتضنت مقرات الاحزاب الثلاثة مجموعة من الاجتماعات التحضيرية لدراسة مختلف الخطوات وما يجب القيام به فيما يتعلق بمشروع الارضية الاستراتيجية ومشروع القانون الاساسي، والمصادقة عليهما. وذكر المحمدي ان المشروع الجديد ياتي في ظرفية دقيقة تحتم على شبيبة الاحزاب الثلاثة وجمعية الشباب والمستقبل وكافة الشباب جيل المستقبل النضال من اجل فتج آفاق جديدة امام الفكر الليبرالي وتصحيح كل المغالطات التي تسيء إلى مفهوم الليبرالية الاجتماعية الذي يهدف بالاساس إلى تكريس الحرية والكرامة والتنمية والعدالة الاجتماعية، داعيا الشباب الليبرالي إلى تقوية الصف الليبرالي لمواجه كل محاولات التقزيم والتشويه، والمساهمة في ترسيخ اقطاب ايديولوجية وسياسية واضحة الافكار والتوجهات. وفي الاخير ثمن الاخ المحمدي الجهود التي قام بها اعضاء اللجنة التحضيرية طيلة الشهور الاربعة الماضية والتي تميزت بالجدية والمسؤولية والروح الوطنية العالية حتى امكن إخراج هذا الوليد الليبرالي الجديد ليكون إطار حقيقيا لتكوين الشباب المغربي التواق على العطاء والإبداع والإقناع باحترافية وخبرة عالية داخل كل المنتديات الوطنية والدولية والقادر على الدفاع عن الليبرالية كسبيل انجع لحل القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية وغيرها. هذا، وقد أصدر الجمع العام التأسيسي للجامعة المغربية للشباب الليبرالي بيانا ختاميا باسم شبيبات الاحزاب الثلاثة وجمعية "الشباب المستقبل"، أكد فيه انخراط المجموعات الشبابية الاربعة من أجل خلق قطب ليبرالي شبابي موسع، والعمل على ترجمة الأرضية الاستراتيجية التي تمت المصادقة عليها على ارض الواقع على المستوى السياسي والسوسيو اقتصادي وعلى المستوى الدولي. وخلص إلى أن خلق هذا القطب سيساهم في تكوين وتاطير الشباب المغربي المؤمن بالفكر الليبرالي، وإتاحة فضاء للتواصل والتنسيق بين الهيئات الشبابية الحزبية والجمعيات والمنتديات ذات التوجه الليبرالي، موجها الدعوة إلى مختلف الهيئات الشبابية الوطنية المؤمنة بالفكر الليبرالي إلى المشاركة في هذه المبادرة والانخراط في الجامعة. وفي نهاية الاجتماع، تم التصويت بالإجماع على الأخ عبد اللطيف المحمدي عضو المكتب الوطني للشبيبة الدستورية رئيسا للجامعة المغربية للشباب الليبرالي وباقي أعضاء المكتب التنفيذي للجامعة.