يبدو أن الزاوية "العجيبية" التي مقرها غدير الدفلة بالجماعة القروية ملوسة بإقليم الفحص أنجرة، ولاية طنجة، قد دخلت منعطفا خطيرا بعد وفاة شيخها "عبد الواحد بنعجيبة" شهر غشت المنصرم، وتنصيب نجله "أحمد بنعجيبة" خلفا له على رأس الزاوية شهر دجنبر الماضي، بسبب الصراع على رئاسة الزاوية بين نجلي الراحل أحمد والمهدي، حيث يرى كل واحد منهما احقيته بها. وحسب أنصار الشيخ عبد الواحد عبر الفيسبوك، فإن تنصيبه ممثلا للزاوية العجيبية، تم بطريقة شرعية وقانونية، مشددين أن الشرفاء العجيبيون من قضاة ومحاميين ومهندسين ودكاترة وأساتذة وأطباء وفقهاء وعلماء وأطر في الإدارات وإخوان الشيخ أحمد وأعمامه، هؤلاء جميعهم هم الذين نصبوا الشيخ أحمد، وارتضوه وعينوه ليكون شيخًا وممثلاً لهم في الزاوية العجيبية، سيرًا على نهج أجداده الكرام، باعتباره وبصفته الإبن لأكبر لأولاد الشيخ الراحل "عبد الواحد"، ولتوفره على الأهلية والكفائة الخلقية والعلمية من حفظه لكتاب الله وإحاطته بالعلوم الشرعية من فقه وحديث وتصوف، وغيرها من العلوم، وملازمته وصحبته لأبيه وجده لمدة زمنية تزيد على 45 سنة، بالإضافة إلى نيابته عنهما في الزاوية عند غيابهما أو سفرهما. وأكد اتباع الشيخ أحمد، أن تنصيبه الشهر الفارط بالزاوية، كان فقط تثبيتاً وتأكيداً بصفة قانونية للتنصيب السابق الذي تم في شهر شتنبر الماضي، وقد حضره كل من الشرفاء العاجبيين من قرية الزميج، وبعض مريدي الشيخ أحمد، بحضور الصحافة ووسائل الإعلام، والعدول من أجل الشهود وإعداد وثيقة قانونية تثبت تنصيب شيخ الزاوية العجيبية من جهة، ومن أجل أيضا مواجهة ومتابعة بطريقة قانونية بعض المرتزقة من المريدين المنشقين الذين وصلت بهم الوقاحة والجرأة والسفه والهمجية ورعونة أهل الجاهلية، بأن يجمعو البطائق الوطنية بالمقاهي والأسواق والطرقات والبوادي وطَرْقِ بعض الأبواب من أجل أن يعينو بها شيخهم في "إسطبل البقر" بقرية الطيف بطريقة شيعيةٍ داعشية تكفيرية تخالف ثوابتهم المذهبية والخصوصية الحضارية والتارخية للمملكة المغربية الشريفة، من جهة أخرى. كما استنكر وتبرأ المتحدثون أنفسهم، أمام جميع مؤسسات الدولة من هذا الفكر المتطرف الذي تتداوله هذه الجماعة من المريدين المنشقين عبر مواقع التواصل الإجتماعي، سالكة سبيل التهديد والترهيب والتحريض على البغض والكراهية ورفع السلاح في وجه من يخالف عقيدتهم وتوجههم الظلامي المنحرف الذي يخالف ثوابت الامة المغربية، وعقيدتنا الأشعرية والتصوف المعتدل للإمام الجنيد رضي الله عنه، يضيف انصار الشيخ أحمد المنصب رئيسا لهذه الزاوية الصوفية العريقة. من جهتهم، أصدر الرافضون لتنصيب الشيخ أحمد بنعجيبة رئيسا لزاوية غدير الدفلة، بلاغا مضادا – توصل موقع "رسالة24" بنسخة منه – يتبرؤون فيه من هذا التنصيب، ويطعنون فيه ويرفضونه جملة وتفصيلا. وأكد البلاغ ذاته، أنه وباسم الطريقة العجيبية الدرقاوية الشاذلية، ونيابة عن جميع المريدين داخل المغرب وخارجه، نؤكد أن ما تم نشره على بعض مواقع التواصل الإجتماعي من أن الزاوية العجيبية عينت شيخا جديدا للمريدين، هو خبر عار من الصحة ولا أساس له، وأن كل من حضر في هذا الاجتماع الذي دبر بليل، مخالف للقانون، وخارق لحالة الطوارئ والحجر الصحي المفروض بالبلاد للوقاية من تفشي الجائحة، وهو اجتماع لا يمثلها كمريدين، ولا ينتسب إلينا ولا إلى الزاوية، وإن كان من ضمن الحضور بعض الأشراف العجيبيين وقلة من الناس غالبهم مجاهيل، وغرباء عن الزاوية، إذ أن غالب المريدين إن لم نقل كلهم عدا زمرة لا تتجاوز عدد أصابع اليد، ارتضوا الشيخ "محمد المهدي بن عبد الواحد بن عجيبة" شيخا لهم خلفا لوالده الشيخ عبد الواحد. وأوضح البلاغ نفسه، أنهم لم يحتفوا بالشيخ المهدي رئيسا جديدا للزاوية العجيبية خلفا لوالده، احتراما للتدابير الاحترازية المتخذة من قبل السلطات العمومية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، حيت تم إرجاء إجراءات التنصيب إلى حين رفع الحجر الصحي، وانحسار الوباء، متبعين في ذلك، أوامر شيخهم المتوفى عبد الواحد بن عجيبة الحسني، والذي أمرهم قيد حياته وقد أحس بدنو أجله – حسب البلاغ – أن يلتزموا بالحجر الصحي بملازمة البيوت، وبعدم الحضور إلى الزاوية، بل والأكثر من ذلك، فقد ألح عليهم بأن لا يحضروا جنازته أصلا، خوف من تفشي عدوى الفيروي التاجي. وخلص بيان أنصار الشيخ المهدي، أنهم امتثلوا لأوامر الشيخ الراحل بعدم الاختلاط، فمنعوا على أنفسهم زيارة الزاوية، ومقاطعة حضور مجالس الذكر بها، منذ بداية الحجر الصحي، فضلا أن يحضروا تنصيب شيخ جديد لها، مشددين أن سندهم في عدم حضور هذه المجالس، وعمدتهم في ذلك، شيخهم ووارث سر أبيه محمد المهدي بنعجيبة الحسني، العامل بوصية والده، الحريص على تنفيذ مقتضيات الحجر الصحي حفاظا على سلامة البلاد وصحة العباد، تنفيذا لقرارات الدولة في هذا الشأن. وكان عدد من المتتبعين للشأن الصوفي، قد استغربوا حدوث هذه الخلافات بين ابناء الشيخ الراحل حول أحقية رئاسة الزاوية، والتي قد تندر بحدوث انشقاقات في صفوف الفقراء والمريدين والاتباع، خصوصا وان ثقافة الزوايا والفكر الصوفي يزهد في الرئاسة على حد قول ابن عاشر رحمة الله عليه، رأس الخطايا كلها حب الرئاسة، كما أن من مقاصد التصوف طرح الآتي، مع الالتزام بالتحلية والتخلية، بالتحلي بالفضائل والتخلي عن الهوى والابتعاد عن حب الزهو. وتابع المتحدثون قولهم، بأنه كان لزاما على الشيخ المتوفى أن يحسم أمر رئاسة الزاوية قبل مماته بوصية واضحة لا خلاف عليها ولا جدال فيها، إما شفهية أو عبر الشهود، أو كتابة بواسطة العدول لتفادي هكذا مأزق الذي من شأنه أن يضر بواقع ومصالح الزاوية إذا ساءت الامور وتطور الخلاف أكثر الذي قد يتسبب في الإنقسام وتشتت المريدين، إذ سيكون لزاما حين ذاك، تدخل السلطات المعنية والقائمين عن الشأن الديني والصوفي لمعالجة الأوضاع بهذه الزاوية.