تسبب انخفاض عدد المتبرعين بالدم خلال أشهر جائحة كورونا بما يزيد عن الثلثين، في تقليص مخزون الدم الحيوي، حيث بادرت المراكز الجهوية بمناشدة المواطنين وحثهم على التبرع بالدم من خلال حملات تواصلية مكثفة، غير أن مخاوف عدد كبير من المواطنين من تداعيات الوباء والإصابة بالعدوى دفعت يبعضهم لتأجيل تبرعه بالدم لفترة لاحقة. فالمخزون المتوفر حاليا ضعيف جدا، ويشكل عائقا بسبب الكلب المتزايد طل يوم على مخزون الدم بحيث يعد الاحتياطي الوطني في ظل تراجع عدد المتبرعين غير كافيا، إذ انخفض لحوالي 1250 كيسا فقط. وفي هذا الصدد قالت أمال دريد مديرة مركز تحاقن الدم بالدارالبيضاء، في تصريح ل"رسالة 24″ أن المغرب يعيش أزمة وطنية بسبب نقص مخزون الدم، مشيرة إلى أن جهة الدارالبيضاء – سطات هي أكبر جهة، وتتوفر على أكبر مستشفى جامعي، بالإضافة إلى المستشفيات الخاصة والعمومية، وبالتالي يتوصل المركز يوميا بأكثر من 400 طلب، ويتم يوميا توزيع 600 كيس، رغم أننا نستقبل 50 إلى 60 متبرع يوميا كحد أقسى، وهذا راجع لتخوف الناس من انتقال عدوى فيروس كورونا المستجد، تردف مديرة المركز، أن جهة الدارالبيضاء تعيش خصاصا كبيرا في مخزون الدم،ولهذا قام المركز بمراسلة جميع المصحات الخاصة لتأجيل جميع العمليات الغير مستعجلة، والتي لا يمكن أن يؤثر تأجيلها على حياة المريض، بالإضافة إلى ذلك قام المركز بتعزيز المداخيل ونقص الاستهلاك، لأن جهة الدارالبيضاء هي الأكثر طلبا للدم سواء قبل ظهور الوباء أو أثناء الحجر الصحي، ولحد الآن لازلنا نتلقى طلبات عديدة كل يوم وبدورنا يجب أن نلبي جميع احتياجات المستشفيات. ولهذا قام المركز ببعث رسالة تحسيسية لجميع المؤسسات الصحية والمصحات الخاصة، لتوعية العائلات المرضى بضرورة التبرع، وتم ربط شراكة مع المجتمع المدني بالمدن المجاورة للتحسيس بالنقص الكبير الذي نعيشه هذه الفترة في مخزون الدم، واعتمد المركز أيضا على شباب الكلية لتشجيع زملائهم على التبرع بالدم، بالإضافة إلى انخراط بعض المؤثرين بمواقع التواصل الاجتماعي الذين يحظون بمتابعة كبيرة من قبل الشباب، ليشجعوهم على التبرع بالدم ومدى أهمية هذه العملية في انقاد أرواح العديد من الناس، وليظهروا أيضا المسار الذي يمر منه المتبرع والإجراءات التي نقوم بها في ظل الوضعية الوبائية التي يعيشها المغرب، مؤكدة أن هذه العملية كان لها تأثير إيجابي حيث أزداد عدد المتبرعين في الآونة الأخيرة لكننا في الوقت ذاته نطمح لزيادة عدد المترعين أكثر من ذلك. وأكدت مديرة مركز تحاقن الدم، أن الوضعية تتحسن بشكل تدريجي،فالمركز حاليا يقوم بتلبية جميع الطلبات اليومية، وهذا في حد ذاته نجاح كبير لكن في الوقت ذاته نحن نتوفر على مخزون الدم يكفي لمدة 24فقط. وأشارت المتحدثة ذاتها أن المركز يحترم جميع الإجراءات الاحترازية التي أقرتها وزارة الصحية لكي لا تنتقل العدوى بين العاملين والمتبرعين، ويوفر للجميع الكمامات والمعقمات، وأردفت المتحدثة ذاتها أنه منذ ظهور الوباء، لم يتم تسجيل سوى 6 حالات مصابة بالفيروس فقط جاءت من الخارج. في حين تبرع أكثر من 40الف متبرع منذ شهر مارس إلى حد الآن، بما فيهم ما يقارب 200شخص من الموظفين.