منذ تفشي فيروس كورونا المستجد، وإجبار المواطنين المغاربة بضرورة ارتداء الكمامات، بدأت تروج بعض الأخبار والأقاويل التي تقول أنها تشكل خطرا كبيرا على الجهاز التنفسي، إذ تؤدي إلى انخفاض مستوى الأكسجين في الجسم، ما يزيد من ظهور أعراض جانبية مثل الدوار وضيق التنفس، ولهذا ارتأينا أن نسأل الدكتور جمال البوزيدي اختصاصي في الأمراض التنفسية والحساسية والمناعة السريرية، ورئيس العصبة المغربية لمحاربة السل والأمراض التنفسية، ليفسر لنا هل الكمامات تشكل خطرا على صحة الإنسان؟ انتشرت خلال ذروة تفشي وباء كوفيد-19 مزاعم بشأن التأثيرات السلبية للاستخدام المطول للأقنعة الطبية أو الكمامات، وفي هذا الصدد، يقول الدكتور جمال البوزيدي، أن هذه الأقاويل ليس أساس من الصحة، وليس لها أي سند طبي، ومع ذلك تلقى أذانا صاغية، ورواجا كبيرا لدى المواطنين المغاربة، ولهذا ينصح البوزيدي بضرورة تحري مصدر الخبر قبل تصديقه، فهناك مجموعة من المجالات الطبية المعتمدة التي لها مصداقيتها، وتتحرى الخبر والطرق السليمة والعلمية والموضوعية في الدراسات التي تقام. وفي ما يخص الآثار السلبية التي تحدثها الكمامات يؤكد الدكتور أن هذا الخبر لا أساس له من الصحة، فقد تم العمل على العديد من الدراسات من طرف هيئة طبية معتمدة بالولايات المتحدةالأمريكية، وهي دراسة بيطرية يتم من خلالها ربط الشخص "بالأوكسيمتر" الذي يقيس نسبة الأوكسجين في الدم، وأكدت أن الكمامات ليس لها علاقة بنقص مستوى الأكسجين في الدم وأنها تمكن مرتديها من التنفس بشكل طبيعي عند استخدامها. من جهة أخرى يشير الدكتور، أن أمهاتنا في السابق كن يرتدين دائما "اللتام" أو "النقاب" أثناء خروجهن لمدة طويلة ولم يكن يعانوا من أي مشاكل في التنفس، كما أن سكان المناطق الشرقية يضعون العمامات على رؤوسهم، ويلثمون وجوههم من الرمال لمدة طويلة، وهذا أيضا لا يؤثر على جهازهم التنفسي، إضافة إلى ذلك، فالأطباء الجراحة والممرضون يضعون الكمامات لساعات طويلة، ولا يعانون من أي مضاعفات أو مشاكل صحية. ولتفنيد كل هذه الشائعات، يقول الدكتور البوزيدي، يمكن أن يجري اختبار نسبة الأوكسجين في الدم لكل من يقول أن الكمامات تأثر على الجهاز التنفسي لكي يتأكد، من أن نفس كمية الأوكسجين في الدم لا تتغير رغم ارتداء الكمامة ، وأكد في الوقت ذاته أن إحساس الشخص بتغير وثيرة تنفسه عند ارتدائه الكمامة راجع للعامل النفسي فقط. وفي هذا الصدد يحث الدكتور جمال البوزيدي جميع المغاربة بارتداء الكمامة واحترام التباعد الاجتماعي، وتنظيف اليدين، في انتظار إنتاج لقاح طبي ضد هذا الفيروس لا تكون له أي مضاعفات صحية. وبخصوص ضرورة ارتداء الأطفال للكمامة الطبية، شدد الدكتور جمال البوزيدي، على عدم إجبار الأطفال على ارتداء الكمامة لأنها غير صحية بالنسبة للأطفال الأقل من ستة سنوات، ويستحسن أن يرتدوا الواقي البلاستيكي أفضل بكثير من الكمامة، ويرجح الأسباب بأن الأطفال لن يحسنوا استعمال الكمامة، ويمكن أن تعود عليهم بالضرر، إضافة إلى ذلك فنسبة الإصابة عند الأطفال قليلة جدا، وحسب الدراسات الطبية التي أجريت فهم لا ينقلون العدوى للآخرين. يذكر أن منظمة الصحة العالمية، دعت عبر صفحتها الرسمية إلى استخدام الكمامة الطبية مرة واحدة، مع إمكانية استبدالها بالكمامة القماش أو أخرى متعددة الاستخدام، والتخلص من الكمامة الطبية حال تعرضها للبلل والرطوبة، بالإضافة إلى ضرورة غسل الوجه واليدين جيدًا بالماء والصابون قبل ارتدائها، لإزالة الأتربة التى تسبب التهابات البشرة عند احتكاك الجلد مع نسيج الكمامة.