كشفت صحيفة "إلبيريوديكو"، أن السلطات الإسبانية، وبتشاور واتفاق مع المغرب، لن تسمح لحوالي 3،2 مليون مغترب مغربي، بعبور التراب الاسباني هذا الصيف، للتوجه صوب بلدهم الأصلي لقضاء العطلة الصيفية، بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19، استنادا إلى مصادرها المشرفة على عملية العبور "باسو ديل استريتشو" السنوية، والتي تنطلق كل سنة ابتداء من 15 يونيو. وكشفت الصحيف ذاتها، أن الخبراء يعترفون بصعوبة تنظيم عملية استقبال المهاجرين الاعتيادية، في ظل وجود مجموعة كبيرة من المسافرين الذين يصعب التأكد من خلوهم من الفيروس التاجي، مشيرة إلى أن العبور سيكون مستحيلا قبل نهاية شهر غشت القادم، إذ يتطلب الأمر جهودا مضاعفة لتوفير الأمن، والمراقبة الصحية اللازمة، مستدركة أن عملية عبور 2020، يتم التحضير لها بالتنسيق مع السلطات المغربية. وذكَّرت الصحيفة نفسها، بتصريحات الأمينة العامة لوزارة النقل الإسبانية التي قالت، “إن هناك شكوكا كبيرة حول كيفية تنظيم عملية عبور 2020″، علما أنه وقبل ذلك بعشرة أيام، أعلن المفوض الرئيس بالشرطة الوطنية، خوسي أنطونيو غارثيا مولينا، “أن إمكانية تنظيم العملية في هذا الصيف غير ممكنة”. وتروم عملية العبور “مرحبا”، التي تسهر على تنظيمها السلطات المغربية ومؤسسة محمد الخامس للتضامن، لتسهيل عبور الآلاف من الجالية المغربية التي تعود إلى المغرب في فصل الصيف لقضاء عطلتها في أرض الوطن، ثم تعود إلى بلدان الإقامة في أوروبا. ويعبر سنويا بين إسبانيا والمغرب من أفراد الجالية المغربية أكثر من 3 ملايين مهاجر مغربي، وهو ما يجعل حركة العبور بمضيق جبل طارق حركة دؤوبة ونشيطة، تتطلب تنسيقا وثيقا بين السلطات المغربية ونظيرتها الإسبانية. وفي الفترات العادية، تقوم السلطات الإسبانية ونظيرتها المغربية، بعقد عدة لقاءات تحضيرية مسبقة، من أجل دراسة ومناقشة الاجراءات التي سيتم اتخاذها في كل عملية مرحبا جديدة، إلا أن ظروف الوباء الحالية تعقد من عقد أي لقاء بين الطرفين. وفي حالة ما إذا استمرت جائحة الفيروس التاجي في الانتشار، سواء في المغرب أو إسبانيا، فإن العملية المذكورة مهددة بالإلغاء كليا، خشية وقوع كارثة إنسانية جراء التنقل بين البلدين، وما يحمل ذلك من مخاطر نتيجة انتقال العدوى في صفوف المسافرين.