انها الحياة اليومية المتسمة بالأعمال والمواقف الإيجابية والسلبية، حيث للإنسان أهم الأدوار في هذا الجانب أو ذاك . إن عطاءاته رهينة بمدى جدواها وفعاليتها في الزمن والمكان، إذ تتأرجح ما بين الصالح والطالح : فكلما فشل في أداءاته ، تسمع بعضهم يعلق " لا زين لا مجي بكري " . والزين ، زينة الروح ومكارم الاخلاق والسلوك ، وليس زين الخلقة، ولا مجي بكري اعني التخطيطات المستقبلية والدراسات السوسيو/ اجتماعية الى السوسيو/ثقافية اقتصادية التي تعنى بالظواهر الطارئة في المجتمع لسبب من الاسباب . ومن الظواهر التي بدات في هذه الآونة تنخر المجتمع "ظاهرة التشرميل"، نعم انها ظاهرة لا تعدو ان تكون سوى ظاهرة انحراف الأحداث " Ladelinquance juvenile" فلا داعي لتغطية الشمس بالغربال . لقد بدات هذه الظاهرة بالكتابة على طاولات الاقسام الدراسية ، لتنتقل الى الجدران المتوارية عن الانظار الى الحلاقة " موضة التشويكة " الى السروال الممزق على مستوى الركبة الى المخدرات والقرقوبي ... الى السلاح الابيض : لقد اعتنق شبابنا الظلام ، واستهوت ابتكارات الخيال من فيسبوك والتويتر ... لقد ظهرت مؤثرات جدابة وأخاذة ومبهرة ، فانساق شبابنا في هذا الخضم ، حيث أثرت في وجدانه حضارة الصورة والصوت ووسائلها التكنولوجيا التي زادت الشباب انبهارا تلو الانبهار . لذا والحالة هذه، ألا يرى المسؤولون عن الشأن التربوي ان القطار خرج عن سكته وعن سياقه ومضماره ؟ ألا يستلزم الأمر الدراسات الاستباقية الكفيلة بالحد من هذا الزيغ ؟ واين وصل علم المستقبل La futurologie والمغرب يضم مابين احضانه رائدا متمكنا من عيار دولي " المهدي المنجرة " شفاه الله . فما اعددنا للحضارة الرقمية ؟ هل علينا تحمل تابعاتها ؟ إن شباب الفيسبوك لم يعد يكترث بلغة : احشم ، اجمع يديك ، اسكت ... ، بل أصبح له كلام مكون من قبيل : "اهرف ، اطحن، دور 100 ، دور صفر، ما نعقلش عليك ... " لقد عرف العالم ظواهر أخطر، تذكر بأحداث ملعب هيسل Heyssel ببليجيكا ظاهرة الهوليكانز سكين هيد Skean head بإنجلترا ، الهيبي Hepy بالعالم أجمع ...، لكن العلاج لم يكن الردع والعقاب والسجن فحسب ، بل كانت إعادة التربية وإعادة التجنيد وفتح أوراش الشباب فتم إنقاذ ما يمكن انقاذه ... إن هاهنا يتجلى دور علماء علم الاجتماع، علماء علم النفس وعلماء الاقتصاد وعلماء علوم التربية ... إن البطالة من أهم أسباب هذا الخروج ، لذا لا مناص من عقلنة الشغل والتشغيل وإيجاد وظائف كفيلة بامتصاص هذا الوضع المزري . فما هو نظر الجهات المسؤولة : في أمر تكوين وتشغيل المعطلين ، للعمل في المدارس الابتدائية خاصة في ميدان التربية البدنية والرياضية التخصص ؟ ان هذه المادة لا زالت تعيش أزمة هوية ، ونادرا ما تعطى لها الأهمية القصوى، فلا أعتقد أن معالجة التشرميل خارجة عن سياقات التشغيل والزيادة في الاستثمار البشري . لذا علينا أن نحافظ ونوطد ونرسخ الأخلاق والسلوك Behaviorisme ، كما علينا أن نخطط استباقيا وباكرا حتى لا تنطبق علينا مقولة : "لا زين لا مجي بكري ". "ربنا وسعت كل شيء علما " صدق الله العظيم . واللهم خفف ما نزل ياذا الجلال والإكرام .آمين يارب العالمين .