فتحت سلطات سبتةالمحتلة، أول أمس الاثنين، تحقيقا قضائيا بخصوص الرسائل العنصرية المعادية للمسلمين بالمدينة، من بينها كتابات جدارية معادية للمسلمين، حملت توقيع حزب "فوكس اليميني المتطرف". وقال خوان فيفاس حاكم مدينة سبتةالمحتلة في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسبانية، أن سلطات المدينة تبذل قصار جهدها لتجنب مثل هذه الحوادث، خاصة أن مدينة سبتة هي عكس الصورة التي يحاول البعض رسمها لها عبر هذه الرسائل العنصرية، فهي مدينة بها العديد من عوامل الجذب، ويفاجأ الناس عندما يقومون بزيارتها، وهي مثال للعيش المشترك في جميع أنحاء إسبانيا. وأكد فيفاس، على ضرورة احترام التعايش بالمدينة وعدم استخدام الاختلافات الدينية أو الإثنية أو الثقافية في المواجهات السياسية، لأن جميع المواطنين متساوون في سبتة، حيث لا يوجد مواطنون من درجة أولى، وآخرون من درجة ثانية، فالكل سواسية بغض النظر عن الثقافة أو العرق أو الدين، فجميع مواطني سبتة لهم نفس الحقوق والواجبات، وهذا بحسبه جزء من التراث غير المادي للمدينة، والذي ينبغي للجميع الالتزام به. وأبرز المتحدث نفسه، أنه تحدث مع ممثلين من حزب "فوكس" اليميني المتطرف، المتهم بالوقوف خلف هذه الرسائل، وأنهم جميعا استهجنوا هذا الحادث، وطلبوا فتح تحقيق في الموضوع، وعبروا عن ثقتهم في أن العدالة ستأخذ مجراها. وأشار فيفاس، أن حكومته وفي ظل هذه الظروف استطاعت اعتماد ميزانيات ليست بالسهلة، لتطوير الخدمات بالمدينة وتلبية جميع حاجيات المواطنين. ولم يفوت فيفاس الفرصة لمهاجمة المغرب، معتبرا أن "سبتة تعيش ضغوطا عديدة من البلد المجاور" في إشارة منه إلى المغرب، ومنتقدا في نفس الوقت حكومة بيدرو سانشيز المركزية لأنها مترددة جدا بحسبه في دعم سبتة. من جهته، عبر الإمام أحمد ليزيد بمدينة سبتةالمحتلة المؤسس الأول لمنتدى الثقافات الأربعة والتعايش بالمدينة، عن إدانته الشديدة ورفضه القاطع للرسائل والعبارات المسيئة التي تم نشرها الاسبوع الماضي، وتوجيهها نحو المجتمع السبتاوي المسلم من قبل اليمين المتطرف الذي يمثله حزب Vox، هذه الرسائل التي اعتبرها الإمام أحمد ليزيد سلوكا غير دستوري وغير أخلاقي في سبتة، التي عرفت بالتعايش بين مختلف مكوناتها الاثنية والدينية والثقافية المتنوعة. ودعا ليزيد إلى التهدئة بالمدينة باعتبار سبتة دائما ما كانت ملاذا سياسيا لجميع المواطنين الذين يأتون إليها من أجل حقوقهم في العيش والكرامة والحرية، وقال ليزيد: لقد وجهت تحذيرا كبيرا لممثلي حزب Vox في سبتة عن أي إهانة أو رسالة ضد المجتمع المسلم السبتاوي والذي ستكون لها عواقب وخيمة على مصير العيش المشترك في سبتة. يذكر أن مدينة سبتةالمحتلة، شهدت في الأيام الثلاثة الماضية سجالا سياسيا حادا بين ائتلاف Caballas اليساري بزعامة محمد علي مع ممثلي حزب Vox بمجلس المدينة، على إثر دعوات عنصرية أطلقها الحزب المتطرف ضد المهاجرين وضد المجتمع السبتاوي المسلم الذي يعتبر بحكم القانون والدستور الإسباني مواطنين إسبان. وتجدر الإشارة إلى أن حزب podemos سينظم مع عدد من ممثلي الأحزاب داخل المدينة مسيرة شعبية اليوم الخميس في ساحة بلازا دي لوس رييس بوسط المدينة بشراكة مع عدد من منظمات المجتمع المدني. وتأتي هذه الدعوة، بعد 3 أيام من التوتر السياسي في سبتة، على إثر نشر رسائل عدة عبر تطبيق التواصل الفوري في الهواتف المحمولة “واتساب”، يقال عنها أنها أرسلت من قبل قادة حزب Vox في سبتة السليبة، والتي حملت عبارات مسيئة، وتهما ضد السكان المسلمين بالمدينة، إضافة إلى عبارات كتبت على جدران المدينة تحرض على الكراهية والعنصرية ضد مختلف مكونات المجتمع السبتاوي المسلم.