علمت “رسالة24” من مصادر مقربة، أن السلطات المحلية مدعومة بقوات التدخل للأمن والقوات المساعدة، قد باشرت صباح أمس الجمعة، وللمرة الثانية في أقل من 4 أشهر، عملية أخلاء واسعة للكاتدرائية الإسبانية الواقعة بشارع الحسن الثاني بطنجة، من العشرات من المهاجرين السريين الأفارقة المسيحيين المنحدرين من دول جنوب الصحراء، والذين أصبحوا يحتلونها دون سند قانوني بحثا عن المأوى والغذاء من جهة، ولتفادي الملاحقة الأمنية والترحيل، بسبب عدم قانونية وشرعية تواجدهم فوق التراب الوطني، من جهة أخرى، وقد علمنا أن المهاجرين الأفارقة الغير الشرعيين المعنيين بالأمر المقدر عددهم بحوالي 100 شخص، قد استجابوا لأمر الإخلاء الصادر عن النيابة العامة المختصة دون مقاومة، وقد تم ترحيلهم إلى بلدانهم في ظروف قانونية وإنسانية، حيث تعتبر هذه العملية هي الثانية من نوعها التي تنفذها سلطات طنجة بالكاتدرائية المذكورة، بعد عملية إخلاء المهاجرين الأفارقة منها يوم 13 يونيو الماضي. معلوم، أنه ومنذ ترحيل المهاجرين السريين الأفارقة من حي العرفان بمنطقة بوخالف شهر يوليوز 2015، نجح المئات منهم خاصة المسيحيين منهم، من اقتحام باحات بعض دور العبادة المخصصة لغير المسلمين بطنجة، للاحتماء بها ولتفادي ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية، وذلك بعد ما تدخلت السلطات المحلية ساعتها لإخلائهم من الشقق السكنية التي كانوا يحتلونها بطرق غير قانونية، بحي العرفان بجماعة بوخالف، حيث دافعت البعثات الدبلوماسية لبعض الدول الأفريقية على عملية إخلاء المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء وأثنت على تعامل السلطات الأمنية المغربية معهم، فيما شجبت تصرف المقتحمين للشقق السكنية، ورأت أن ذلك “ينتهك حقوق الملكية الخاصة”. وتوافد هؤلاء المهاجرون بأعداد غفيرة إلى عدد من كنائس المدينة، وعلى رأسها الكاتدرائية الإسبانية، والكنيسة الإنجليزية بالسوق البراني، وأخرى موجودة في حي خوصافات، وكذا بالسوق الداخل بالمدينة القديمة، وذلك طلبا للحماية والمساعدات الاجتماعية والإيواء. وفي الوقت الذي استمر فيه تدفق المهاجرين جنوب الصحراء، على باحات هذه الكنائس، فقد اضطر مسؤولو هذه المؤسسات الدينية إلى إشعار الملتجئين إليها بعدم قدرتهم على الاستمرار في إيوائهم ومساعدتهم، وأن على الجميع المغادر في أقرب الآجال. وطلب القيمين على الكنائس المذكورة في أكثر من مناسبة، تدخل السلطات المحلية والأمنية المغربية، لإخلاء فضاءات باحاتها وتحريرها من عشرات المهاجرين المحتمين بها، الذين توافدوا عليها بكثافة كبيرة من مختلف المناطق، وهو ما بدأ يشكل موجة قلق وتوجس لدى الساكنة المجاورة لهذه الكنائس، بسبب اقتحام بعض المهاجرين للفضاءات الخاصة والعامة الملحقة بأحيائهم السكنية. وتشير نفس المصادر، إلى أن أعداد المهاجرين الوافدين على مختلف الكنائس، في ارتفاع مستمر، متجاوزا بكثير الطاقة الاستيعابية للمرافق التي تهتم بتقديم المساعدات الاجتماعية إليهم، تتقدمهم في ذلك الجالية الكاميرونية. وحسب المتتبعين، فإن لجوء المهاجرين الأفارقة الغير شرعيين للتحصن بهذه الكثافة بالكنائس، فاجأ سلطات طنجة ومعها القائمون على أمر هذه الأماكن، وهو ما بدأ يطرح عدة صعوبات للقوات العمومية في التعامل مع الوضع القائم لعجزها في ملاحقتهم داخل هذه الفضاءات التي تعتبر مقدسة، وذات حساسية دينية كبيرة، باعتبارها مراكز للعبادة لها حرمتها الخاصة.