احتفظت الجزائر بالمرتبة السادسة في نادي أكبر الدول المستوردة للسلاح في العالم، حسب ما كشف عنه تقرير دولي حول حالة التسلح في العالم، وذلك خلال الفترة الممتدة بين 2009 و 2013. وأورد تقرير "سيبري" السنوي (معهد ستوكهولم للسلام)، الذي يعنى برصد حالة التسلح وقيمة المبادلات العسكرية في العالم لسنة 2013 الصادر أمس الاثنين أن الجزائر حصلت على نسبة 3 بالمائة من مجمل مبيعات الأسلحة في العالم، محتلة بذلك المرتبة الأولى في إفريقيا ضمن قائمة البلدان المستوردة للسلاح، متقدمة بذلك على المغرب الذي احتل الرتبة 12 عالميا باستيراده ما يمثل نسبة 2 بالمائة من مجمل مبيعات الأسلحة في العالم. وعزا عبد الرحمان مكاوي، الباحث في العلاقات الدولية والخبير في الدراسات العسكرية والإستراتيجة، سياسة الإفراط في التسلح التي تتبعها الجزائر منذ سنوات لها أسباب داخلية وأخرى خارجية ، منها أن الجزائر ترغب في السيطرة على مساحة بلادها الكبيرة، كما أن جيشها يمر من مرحلة جيش العصابات إلى الجيش المهني، علما أن الجزائر كان عليها حظر طيلة الحرب الأهلية، ولم تتمكن من التزود بالأسلحة المتطورة إلا من خلال الأسواق السوداء، كما أن الجارة الشرقية حصلت في العشرية الأخيرة على وعاء مالي كبير من عائداتها من الغاز والبترول يسمح لها بصرف الملايير من الدولارات على الأسلحة، كما أنها ما زالت تواجه إرهاب القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الذي مازال حاضرا سواء في الشمال أو الجنوب أو في الشرق، فضلا عن استفادة جنرالات الجزائر كثيرا من صفقات التسلح المبرمة عن طريق عمولات تقدر بملايين الدولارات. وأضاف مكاوي، في اتصال هاتفي أجرته معه "رسالة الأمة"، أن ما ساعد الجزائر في السنوات الأخيرة على الحصول على عتاد حربي كبير، هو أن الدول الغربية لم تعد تؤكد على ربط بيع الأسلحة بمسألة حقوق الإنسان، موضحا أن الأزمة الاقتصادية الراهنة دفعت بعض الدول الأوربية إلى التراجع عن هذا البند، لأن الاقتصاد العالمي الغربي يقوم على الصناعة الحربية، فلولا هذه الصناعة، يردف المتحدث، لانهارت أوربا والولاياتالمتحدةالأمريكية. وأشار الخبير في الدراسات العسكرية والإستراتيجة إلى سبب آخر يتعلق بما أسماه "نظرية المؤامرة"، مبرزا في هذا الصدد أن "عقيدة الجيش الجزائري تقوم على منطق الهيمنة بالقوة على الداخل"، مشيرا إلى أن النظام الجزائري يريد حماية ما يعتبره منطقة أمنه القومي، وهي منطقة ممتدة من دكار إلى القاهرة، وبالتالي فهو يرغب في لعب دور الدركي بهذه المنطقة. وتصدرت الولاياتالمتحدةالامريكية وروسيا قائمة أكبر الدول المصدرة للسلاح في العالم، بعد أن باعت أكثر من نصف أسلحة العالم في الفترة من 2009 إلى 2013. فيما تمكنت الصين من إزاحة فرنسا كأكبر رابع دولة مصدرة للسلاح في العالم بحصة بلغت 6 بالمائة، خلف ألمانيا التي حلت في المركز الثالث بين مصدري الأسلحة في العالم، بحصة تصل ل 7 بالمائة، كما حافظت الهند على موقع الصدارة كأكبر دولة مستوردة للسلاح في العالم، فيما جاءت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بين أكبر خمس دول مستوردة للسلاح في العالم.