علمت “رسالة 24″، من مصادر متطابقة، أن الغرفة الجنحية التلبسية لدى المحكمة الابتدائية بتطوان، قد أدانت أول أمس الثلاثاء، 28 عنصرا من أفراد القوات المساعدة FA المنتمين لمجموعة المخزن المتنقل فوج 35، وحكمت عليهم بالسجن 28 سنة حبسا مجتمعين، بعدما توبع 6 منهم في حالة اعتقال، و22 في حالة سراح مؤقت من قبل النيابة العامة المختصة لذات المحكمة، من أجل تهم المشاركة وتسهيل الاتجار الدولي في المخدرات والتواطئ مع شبكة دولية لتهريب المخدرات، ومخالفة الضوابط العسكرية العامة، وتسلمهم رشاوي مقابل التغاضي عن أنشطة محظورة واستغلال وظيفتهم العسكرية لتسهيل هذا النشاط الممنوع. وحُكم على المتهمين الستة الرئيسيين الذين كانوا في حالة اعتقال المدعوين (ا.ب)، (ن.ج)، (ج.ح)، (ا.ج)، (ر.م)، و(ع.ن)، بالحبس النافذ، وأصدرت في حقهم أحكاما ابتدائية سجنية تراوحت ما بين سنة ونصف و5 سنوات حبسا نافذا، هذا في الوقت الذي تم فيه الحكم بالبراءة على المشتبه فيهم ال 22 الذين كانوا يتابعون في حالة سراح مؤقت، لعدم ثبوت ما يفيد تورطهم في القضية. وتعود فصول الواقعة، إلى 14 يناير الماضي، حين أخبرت محطة الرصد بالرادار التابعة للبحرية الملكية المكلفة بمراقبة السواحل المغربية ابتداء من الفنيدق إلى أوشتام، دورية متنقلة، كانت تقوم بعملية تمشيط روتينية بعرض السواحل، أنها رصدت زورقين سريعين مشبوهين يتجهان نحو ساحلي "تمرابط" و"سيدي عبد السلام" التابعين لإقليم تطوان. وانطلق الزورقان على التوالي، الاول في اتجاه شاطئ "تمرابط" فيما توجه الثاني نحو ساحل منطقة "سيدي عبد السلام"، حيث تمت معاينة مجموعة من الأشخاص يقومون بتحميل رزم من المخدرات، على متن الزورقين النفاثين المذكورين اللذين كانا راسيين بالقرب من شاطئ "تمرابط" و"سيدي عبد السلام"، على بعد بضعة أمتار من مركزي المراقبة التابعين للقوات المساعدة. وتدخلت في حينه دوريتان تابعتان للبحرية الملكية لمحاصرة وإيقاف القارب النفاث الذي قام حوالي 60 شخصا لم يتم التعرف عليهم بشحنه بالمخدرات من شاطئ "تمرابط"، حيث نتج عن هذه العملية اصطدام قوي بين الزورق النفاث والطراد I-01، مما كاد أن يودي بحياة طاقم الدورية، ليتمكن ربان زورق المهربين من الفرار في اتجاه عرض البحر بسبب قوة المحركات الضخمة المزود بها، وهي العملية التهريبية الكبيرة للمخدرات التي تطلبت التحقيق في الامر من قبل القيادة العليا للقوات المساعدة التي أوفدت لجنة خاصة من المفتشية العامة لذات الجهاز. وكانت القيادة الجهوية للدرك الملكي بتطوان، قد أحالت يوم 14 مارس الماضي، على النيابة العامة 27 عنصرا من القوات المساعدة المتهمين، التابعين لمجموعة المخزن المتنقل رقم 35، المسؤولين عن مراقبة المناطق المتاخمة لشاطئ "تمرابط"، فيما تخلف "ي.و"، عنصر آخر، ينتمي إلى المجموعة نفسها، عن حضور جلسة التقديم. وجاءت متابعة عناصر “ق.س” بتهمة التواطؤ مع شبكة دولية لتهريب المخدرات، عقب تمكن نقيب بالبحرية الملكية التابع للقاعدة الثانية للبحرية بالناظور، بتاريخ 13 يناير الماضي، من رصد زورقين مطاطيين بشاطئي "تمرابط" و"المعاصم"، ومعاينة مجموعة من الأشخاص يقومون بتحميل رزم من المخدرات على متن الزورق النفاث الذي كان راسيا بشاطئ "تمرابط"، على بعد بضعة أمتار من مركز المراقبة التابع للقوات المساعدة، حيث قام المسؤول بتوثيق هذه العملية ب "الفيديو". كما أن قرار متابعة المعنيين بالأمر بتهمة التواطؤ مع شبكة دولية لتهريب المخدرات، اتخذ بعد أن اطلع وكيل الملك على المحاضر المنجزة من قبل فرقة تابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي بتطوان، بعدما أجري بحث تمهيدي مع 28 عنصرا من القوات المساعدة، يشتبه في تسهيلهم عمليات التهريب المصورة، تبين من خلاله تورط بعضهم في مخالفة الضوابط العسكرية العامة، وتسلمهم رشاوي مقابل التغاضي عن أنشطة محظورة.