كشفت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن تدخلها عبر مندوبيتها في إقليمشفشاون، من أجل المساهمة في وقف نزيف الانتحارات، التي سجل الإقليم أعداد كبيرة منها، خلال السنوات الأخيرة. وقال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، حول ظاهرة الانتحارات في شفشاون، إن مندوبية وزارته عقدت على مدى شهر كامل سلسلة لقاءات مع الأئمة، والوعاظ، والمرشدين، والخطباء، لدراسة تنامي ظاهرة الانتحار في الإقليم في الآونة الأخيرة، وخلصت اللقاءات إلى حث المعنيين بالأمر على معالجة الظاهرة مع صياغة برنامج لتفعيلها على أرض الواقع. وشدد التوفيق، على أنه تم الشروع في تطبيق الخطة، منذ مارس الماضي، من طرف الأئمة والمرشدين والمرشدات من خلال القيام بحملات تحسيسية مكثفة، وإلقاء دروس الوعظ والإرشاد، بالإضافة إلى عقد لقاءات مباشرة مع سكان الإقليم، طوال الأسبوع بتنسيق مع السلطات المحلية. وأضاف التوفيق، أنه وفي ذات السياق، فإننا نعكف حاليا للإعداد لتنظيم ندوة علمية تحت عنوان : “دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في التصدي لظاهرة الانتحار”، وذلك بتنسيق مع المجلس العلمي المحلي، وبتعاون مع المدرسة العتيقة “عمر بن الخطاب”. من جهتها، دقت جمعية “وضوح طموح شجاعة” بتطوان، ناقوس الخطر بسبب تصاعد حوادث الانتحار بمدينة شفشاون خاصة، وبجهة طنجةتطوانالحسيمة عامة، موضحة في بلاغ لها عبر صفحتها الخاصة بالموقع الاجتماعي فيسبوك الاسبوع المنصرم، أن عدد الحالات المسجلة بكل من أقاليم طنجة، تطوان، شفشاون ووزان، قد تجاوز 62 حالة من مختلف الأعمار والفئات الإجتماعية، منذ مطلع السنة الجارية، ضمنها 22 من الإناث، مقابل 40 من الذكور، بالإضافة إلى تسجيل 6 محاولات انتحار فاشلة. ودعا بلاغ الجمعية، كافة المؤسسات وفعاليات المجتمع المدني المعنية، إلى التعاون والعمل المشترك، لإعداد ملف متكامل حول تصاعد حوادث الانتحار بالجهة الشمالية، والخروج بخلاصات من شأنها أن تسهم في توقيفها. وأكدت الجمعية في البلاغ ذاته، بأنها تبدي استعدادها التام لإنجاز دراسة علمية وميدانية، تحت إشراف خبراء ومختصين، بغرض تشخيص وكشف الأسباب الحقيقية للظاهرة المقلقة، وتقديم مقترحات والعمل عليها رفقة باق الفعاليات المتداخلة لمواجهة الظاهرة التي أصبحت تهدد كيان الأسر وتفكك المجتمع، وبالتالي العمل على حماية الحق في الحياة كحق من حقوق الانسان المقدسة.