تظاهر آلاف الأشخاص أول أمس الثلاثاء، أمام مبنى السفارة الفرنسية بالرباط، احتجاجا على تصريحات مسيئة إلى المغرب، منسوبة لديبلوماسي فرنسي، سفير فرنسا بالولايات المتحدةالأمريكية، الذي شبه فيها المغرب ب"العشيقة التي نجامعها كل ليلة، رغم أننا لسنا بالضرورة مغرمين بها، لكننا ملزمون بالدفاع عنها". حيث رفع المتظاهرون خلال وقفة احتجاجية سلمية، دعت إليها جمعيات من المجتمع المدني، وامتدت على طول شارع عقبة بن نافع بحي أكدال، شعارات منددة بالكلام الساقط لهذا السفير تجاه المغرب والمغاربة. وطالب المحتجون الذين قدموا من مختلف مدن المملكة، حاملين معهم العلم الوطني، السلطات الفرنسية بتقديم اعتذار رسمي عما سببه هذا التشبيه الجارح، الصادر عن السفير الفرنسي بواشنطن من إساءة في حق المغرب والمغاربة، حيث دعوا فرانسوا هولاند، الرئيس الفرنسي باتخاذ قرار بإعفاء السفير المذكور من مهامه، على خلفية تصريحاته التي مس من خلالها كرامة الوطن والمواطنين. وعبر المتظاهرون في الوقفة ذاتها، التي تميزت بمشاركة عدد من القيادات الحزبية والنقابية، من بينها على الخصوص، الدكتور حمزة الكتاني، والدكتور حسن عبيابة، عضوا المكتب السياسي لحزب الاتحاد الدستوري، وبولال التازي، عضو اللجنة الإدارية، كما شارك في هذه الوقفة محمد الخليدي، الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة، وعبد القادر الكيحل عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، وأحمد بريجية، عن حزب الأصالة والمعاصرة، وعدي بوعرفة، عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة الديمقراطية للشغل، عبروا جميعهم- عن رفض تلك التصريحات اللامسؤولة وغير المقبولة، والتي تهدف إلى تسميم العلاقات المتميزة التي تجمع المغرب بفرنسا. وفي هذا السياق، قال الدكتور حسن عبيابة، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الدستوري، ورئيس المنتدى الليبرالي للدراسات والأبحاث، إن هذه الوقفة الاحتجاجية العفوية والسلمية، تأتي "في إطار التضامن والدفاع عن المؤسسات الوطنية"، مضيفا في تصريح ل"رسالة الأمة" على هامش الوقفة ذاتها، أن مشاركة الفاعلين الجمعويين والسياسيين في هذه التظاهرة العفوية الشعبية، تعبير على أن المغاربة جميعا وراء مؤسساتهم ودولتهم، ومجتمعون صفا واحدا للدفاع عن كل ما يمس المقدسات، والمؤسسات سواء الأمنية أو غيرها. ولم يستبعد عبيابة، تورط حكام قصر المرادية بالجزائر، في هذا الملف، مشيرا إلى أن هناك رائحة تفوح من داخل الجزائر، وتوظف فيها الآلة الاعلامية والمالية، لمناوءة المغرب في وحدته، حيث أكد بالمقابل استعداد المغاربة الدائم والمستميت للدفاع عن مؤسساتهم الوطنية، والتصدي للدول المعادية لوحدته الترابية، في إشارة إلى الجزائر. بدوره، اتهم محمد الخليدي، الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة، الجزائر بالوقوف وراء توتر العلاقات المغربية الفرنسية، وقال بأن هناك مؤامرة تحاك ضد المغرب، وأن مصدرها من الجزائر، مضيفا أن الأخيرة تجيش الجمعيات الدولية ضد مصالح المغرب، خاصة بعد الزيارات الناجحة لجلالة الملك إلى عدد من البلدان الإفريقية. من جانبه، أكد عبد القادر الكيحل ، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، أن العلاقة بين المغرب وفرنسا، يجب أن تكون علاقة افقية، تعاقدية وتشاركية، مبنية على الاحترام المتبادل، مبرزا اسهامات الشعب المغربي والجنود المغاربة في استقلال فرنسا، وكذا ما قدمته الجالية بالخارج من مجهودات لبناء فرنسا. واكد الكيحل، ان مثل هذه التصريحات، تعيد بالبلدين الى مراحل التوتر التي قادتها بعض القوى المتطرفة الاستعمارية في تاريح علاقة المغرب بفرنسا، مشددا على ضرورة عدم العودة إلى تلك الحقبة، خاصة وأن المغرب اليوم يعتبر شريكا قويا لفرنسا. يشار إلى أن الوقفة نفسها، عرفت حضور عدد كبير من جمعيات المجتمع المدني، خاصة المنتمية لجهات الدارالبيضاء الكبرى والرباط سلا زمور زعير وفاس بولمان، بالإضافة إلى مشاركة أعضاء من المنتدى الليبرالي للدراسات والأبحاث.