أثارت وفاة طفل يسمى “عدنان ك.”، البالغ من العمر 7 سنوات، ينحدر من دوار الدواهر، قيادة ابريكشة، إقليموزان، إثر تعرضه للسعة عقرب، موجة استياء عارمة في صفوف ساكنة المنطقة، متهمين وزارة الصحة بإهمال سكان هذه المناطق النائية بعدم تخصيص أمصال مضادة للسموم لهم. وكان الطفل “عدنان” قد تعرض نهاية الأسبوع المنصرم، للسعة عقرب بالدوار، ونقل على إثر ذلك على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي أبو القاسم الزهراوي بوزان، قبل أن يقرر الفريق الطبي المعالج نقله مرة أخرى إلى المستشفى الجهوي سانية الرمل بتطوان، بالنظر إلى عدم تجهيز المراكز الصحية المحلية بوزان بالأمصال المضادة لهذه السموم القاتلة، حيث فارق الحياة في الطريق، ليتم إرجاعه الاحد الماضي، إلى مسقط رأسه بدوار الدواهر بوزان لإجراء مراسيم الجنازة والدفن. وقال متتبعون للشأن الصحي المحلي بوزان، في اتصالهم ب”رسالة 24″، أنه كان بالإمكان إنقاذ حياة الطفل الضحية لو توفرت الشروط الأساسية للتدخلات المستعجلة في المراكز الصحية بالمدينة، لافتين الإنتباه في نفس الوقت، إلى أن غياب هذه الشروط، هو ما دفع بأسرته إلى نقله إلى تطوان، ليلفظ أنفاسه الأخيرة داخل سيارة الإسعاف، بسبب البعد وغياب الدواء الشافي، والعلاج الضروري. وأضاف المتحدثون ذاتهم، في حديثهم للجريدة، أن الطفل “عدنان” ليس الضحية الأول للعقارب والأفاعي ومختلف الزواحف السامة التي تنشط خلال فصل الصيف نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، حيث تتزايد فيها حالات لسعات العقارب والافاعي خاصة، مشيرين إلى أن عددا كبيرا من الحالات تسجل كل سنة بالمنطقة، وتضطر للتنقل إلى مستشفيات كبريات المدن المجاورة كتطوان وطنجة، أو المصحات الخاصة المكلفة ماديا ومعنويا بحثا عن العلاج، موضحين أن حالة الهالك “عدنان” ليست عارضة أو استثناء، بل أضحت الساكنة وفي مقدمتها الاطفال، يعيشون تهديدا يوميا يمس أغلى حق من حقوق الإنسان، وهو الحق في الحياة والعيش في ظروف صحية سليمة. وتطالب الساكنة، بتوفير الأمصال الضرورية الفعالة لمقاومة لسعات الزواحف السامة، والإسراع بإعادة فتح وتجهيز وتمويل وحدات صناعية وطنية لإنتاج الأمصال واللقاحات والمنتوجات البيولوجية بشراكة مع القطاع الخاص، طبقا لمقتضيات القانون رقم 12.86 المتعلق بعقود الشراكة ومعهد باستور المغرب، في إطار مخطط استراتيجي لفترة 2019-2030، للحد من الوفيات، وتحقيق الأمن الدوائي في مجال الأمصال واللقاحات.