احتلت لسعات العقارب المرتبة الأولى من مجموع التسممات، وفقا لمعطيات المركز الوطني لمحاربة التسمم، بالنظر إلى أنها تمثل أكثر من 50 في المئة، إذ يتم سنويا تسجيل حوالي 30 ألف لسعة أي بمعدل 100 حالة وفاة، نسبة 95 في المئة منها تهمّ أطفالا دون سن الخامسة عشرة، والمسنين دون مناعة. معطيات رقمية أعادتها للواجهة الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة، التي أكدت أن عدد الوفيات نتيجة لسعات العقارب فاق 1434 حالة وفاة خلال الفترة مابين سنة 2003 و 2016، معتبرة أن هذا العدد المرتفع تم تسجيله بعد إلغاء العلاج بالأمصال من طرف المغرب، خلافا لدول أخرى تكثر فيها هذه الزواحف، مما يدفعها إلى مواصلة إنتاج واستعمال الأمصال ضد سموم العقارب، التي توقف العمل بها منذ سنة 2003 من طرف معهد «باستور» لاعتبارات، وصفتها الشبكة في تقرير لها ب « المركنتيلية والتجارية المحضة، والتي لا علاقة لها لا بالفعالية وجودة العلاج ولا بالمخاطر والأعراض الجانبية ولا بدراسات أوأبحاث تقول بعكس ذلك»، وضدا عن تصريحات وزير الصحة التي تشدد على أن حذف الأمصال من بروتوكول العلاج ضد لسعات العقارب «جاء نتيجة لعدم فاعليته وفق ما أثبتت معظم الدراسات والأبحاث والعلمية. « وأبرزت الشبكة، أنه بناء على معطيات علمية شفافة، وتقارير دولية لشبكة معاهد» باستور» الدولية، والعديد من مؤسسات صناعة وإنتاج الأمصال واللقاحات في العديد من الدول العربية والأوربية والأمريكية، فإن الأمصال ضد سموم العقارب تنقذ حياة ملايين البشر، ويتم إنتاجها من قبل العديد من الدول كما هو الحال بالنسبة لمصر، تونس، الجزائر، السعودية، الإمارات العربية المتحدة، والأردن في الوطن العربي، إضافة إلى إيران في آسيا، والمكسيك والبرازيل والولايات المتحدةالأمريكية في أمريكا الشمالية والجنوبية، وتركيا وفرنسا … ، التي تقوم جميعها بإنتاج كميات كبيرة وكافية من الأمصال ومضادات السموم» ANTITOXINS «ضد سموم العقارب والثعابين وبعض السموم البكتيرية، وتغطي 100% من احتياجاتها من الأمصال ذات الفعالية والجودة العالية، كما تقوم بتصدير منتجاتها إلى بلدان مجاورة. ودعت الشبكة إلى إعادة تأهيل معهد» باستور» المغرب كمركز للأمصال واللقاحات، طبقا لمقتضيات المرسوم الملكي عدد 176 .66 (23 يونيو 1967) المنظم للمعهد، والعمل على إعادة فتح مصلحة إنتاج الأمصال المضادة لسموم العقارب و الأفاعي بالمعهد، مع توفير تجهيزات طبية، وأدوية العناية المركزة، وتوفير أطر طبية مؤهلة مع سيارات الإسعاف، إضافة إلى الأمصال المضادة لسموم العقارب والأفاعي بالمراكز والمستوصفات الصحية النائية بالخصوص في المناطق الأكثر ضررا كمراكش، الحوز، تانسيفت ، عبدة ، دكالة، الشاوية ورديغة و تادلة ازيلال، من أجل التقليص من حالات الوفيات الناتجة عن لدغات الأفاعي ولسعات العقارب.