لم يتوقع مخرجا مسلسل “الماضي لا يموت” وفيلم “مول البندير”، اللذين راهنا على تحقيق نسبة مشاهدة مرتفعة، أن يثيرا غضبا في صفوف رجال التعليم والمحامين، بدعوى الإساءة للمهنة. وفي هذا السياق، رد هشام الجباري مخرج مسلسل “الماضي لا يموت”، على انتقادات المحامين بكون الفيلم يرسم صورة نمطية تسيء لجسم المحاماة كمهنة نبيلة لها أدوار نبيلة، بكون الإنتاج الرمضاني الذي قدمه لا يمس بأصحاب البذلة السوداء، وإنما يطرح واقعا اجتماعيا يستحضر منطق الخير والشر. وبالمقابل، أكد جباري ، في اتصال هاتفي أجرته معه”رسالة 24″، أن مسلسله يرفع من مستوى المحامين ويظهر نزاهتهم وتمسكهم بمبادئ المهنة، مستحضرا في ذلك،الدور الذي يجسده الممثل رشيد الوالي ، والذي قاده للتمسك بتطبيق المساطر القانونية واحترام أخلاقيات المهنة، رغم الأذى الذي سيلحق أبناءه، وتابع قائلا”كان من الممكن أن نقبل انتقادات المحامين لو أننا تحدثنا عن المهنة من زاوية واحدة، دون إدراج نقيضها” وأضاف الجباري، أن القصة في جوهرها تتناول مجموعة من القضايا، وتعبرعن أب يحاول الدفاع عن عائلته بنزاهة ويحارب الفساد، مشيرا إلى أن الفكرة في كواليس الإخراج، كانت تتجه لإبراز الشخصية الرئيسية في بذلة رجل أعمال، ولكن نظرا لأن هذه الفكرة مستهلكة، ارتأينا أن ندرج شخصية المحامي بحكم نزاهة هذه المهنة التي نكن لها كل الاحترام، وعموما الفيلم يسير حسب قواعد الدراما المتمثلة في معاقبة الأشرار في نهاية المطاف”. من جانبه، اعتبر شكيري، مخرج فيلم”مول البندير” أن الفيلم يعالج فكرة التعليم في قالب كوميدي من نسج الخيال، يحمل نوعا من الإبداع بعيدا عن الواقع، ولا يمس بتاتا بالشغيلة التعليمية، ولا ينقص من قيمتها شيئا. وتابع شكيري في اتصال هاتفي معه”رسالة 24″، أن “الموضوع يتعلق بالفكاهة وليس بفيلم وثائقي أوسينما .. وعموما نحن نقدر الجهود التي يقدمها رجال ونساء التعليم باعتبارهم أساس تقدم المنظومة”. وفي رده على مضامين فيلم” مول البندير”، قال عبد الغني الراقي الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل،إن النقابات التعليمية تتعبأ للرد بشكل متوازن على الموضوع، باعتباره يسيء بشكل كبير للمهنة وللرسالة النبيلة لرجال التعليم ، التي من المفروض أن تعطاها مكانتها الاعتبارية، ليس لسواد عيون المدرسين وإنما لسواد عيون أبنائنا التلاميذ، الذين يرون في المعلم قدوة لهم .” وأضاف الراقي، في اتصال هاتفي أجرته معه”رسالة 24″ أن هذه الواقعة مجرد محاولة للمس بالمنظومة واختيار رجل التعليم كحائط قصير للسخرية منه، حيث نعت التجسيد الذي راهن عليه المخرج ب” التبهديل”.