أكد شيخ الأئمة بالمجلس الأعلى للأئمة ورئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية كوت ديفوار، الشيخ أبو بكر فوفانا، أمس السبت بالرباط، أن المكانة المرجعية لإمارة المؤمنين والعناية بالشأن الديني، يشكلان عامل نهضة علمية وروحية تنبعث من المغرب لتعم وتشمل أرجاء العالم. وأوضح الشيخ فوفانا، في كلمة خلال الدورة التواصلية العلمية الثالثة التي تنظمها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تحت عنوان "إمارة المؤمنين ومكانتها المرجعية في حفظ الثوابت الدينية المشتركة"، وتتواصل أيام 18 و19 و20 ماي، أن المكانة المرجعية لإمارة المؤمنين تعد "رسالة فاضلة وأمانة نبيلة في عنق علماء هذه الأمة"، مشددا على ضرورة العناية بالشأن الديني ب"شتى وسائل العناية، وحفظ الثوابت الدينية المشتركة بكل أنواع الحفظ الممكنة، إيمانا بأن إمارة المؤمنين وجهودها في خدمة الشأن الديني، يمثلان تجربة رائدة ومتميزة، ويشكلان عامل نهضة علمية وروحية تنبعث من المغرب لتعم وتشمل أرجاء العالم". وتقديرا لما تفرضه إمارة المؤمنين من واجبات تجاه محيطها الجهوي والإقليمي، وشعورا منها بما يناط بهذه الأمانة من مسؤوليات، تجسيدا لعمق الأواصر التاريخية والصلات الروحية التي تربط إمارة المؤمنين بالمغرب بالشعوب الإفريقية، أشار رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية كوت ديفوار، إلى مبادرات جلالة الملك الرائدة والتي تهدف إلى "توحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين بأرجاء القارة الإفريقية، والتعريف بقيم الإسلام السمحة، بالإضافة إلى إشاعة روح التسامح والاعتدال والوسطية، مع خدمة الأمن والاستقرار والتنمية في جميع ربوع القارة". واعتبر الشيخ أبو بكر فوفانا ملتقى اليوم ثمرة من ثمرات مبادرات إمارة المؤمنين التي تتغيى تحقيق الانفتاح والاعتدال والتسامح والحوار، كما تؤسس قواعد التفاهم بين الثقافات والحضارات الإنسانية، مشيدا بحرص الإمامة العظمى على "جلب مصالح الأمة وحماية مقدساتها، وتحصيل ضرورياتها". وخلص السيد فوفانا إلى أن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة التي "تجسد مظهرا من مظاهر عناية إمارة المؤمنين بإفريقيا، سهرت منذ تأسيسها على ربط الصلات وتوطيد العلاقات، مع توحيد الطاقات في مجال خدمة الشأن الديني والتنموي على الصعيد الإفريقي"، مثمنا عاليا دعوة جلالته إلى تمتين جسور التعاون، وتقوية أواصره بين علماء القارة الإفريقية، من أجل النهوض برسالتهم النبيلة، والتعريف بقيم الإسلام النبيلة، ترسيخا للثوابت الشرعية المرعية، وعملا على إشاعة روح التسامح والاعتدال والوسطية. يذكر أن قرار إحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة يندرج في إطار منظور متكامل، للتعاون البناء، والتجاوب الملموس، مع مطالب عدد من البلدان الإفريقية الشقيقة، على الصعيدين الرسمي والشعبي، في المجال الديني.