الأندية المشاركة في بطولة القسم الممتاز لكرة القدم النسوية تعلن استنكارها لقرار العصبة الوطنية وتأثيره السلبي على مسار البطولة    ريال مدريد يتوج بكأس القارات للأندية لكرة القدم            فريق مستقبل المرسى ينتزع فوزًا ثمينًا على حساب فريق شباب الجنوب بوجدور    الولايات المتحدة.. الاحتياطي الفدرالي يخفض سعر الفائدة الرئيسي للمرة الثالثة خلال 2024    الرئيس الموريتاني يحل بالمغرب في زيارة خاصة    ما هي التحديات الكبرى التي تواجه القيادة السورية الجديدة؟    الملك يعزي الرئيس ماكرون في ضحايا إعصار تشيدو بأرخبيل مايوت    برعاية مغربية .. الفرقاء الليبيون يتوصلون إلى اتفاق جديد في بوزنيقة    حجز آلاف الأدوية المهربة في مراكش    النقض يرفض طلب "كازينو السعدي"    وزير الخارجية الشيلي: العلاقة الشيلية المغربية توفر إمكانيات كبيرة للتعاون    الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي يخضع للرقابة بسوار إلكتروني لمدة سنة بعد إدانته بتهم الفساد واستغلال النفوذ    فرنسا تقيم الخسائر بعد إعصار مايوت    الأمن يطلق بوابة الخدمات الرقمية    شباب جمعية "أسوار فاس" يواصلون الإبهار بعروض مسرحية متنوعة بطنجة    تسجيل أول حالة إصابة خطيرة بإنفلونزا الطيور في أمريكا    حزب العدالة والتنمية يواجه رئيس الحكومة بتهم تنازع المصالح بعد فوز شركته بصفقة تحلية المياه    الرجاء يستجدي جامعة كرة القدم لمساعدته في رفع المنع من التعاقدات    مؤجلات الجولة 31 من الدوري الاحترافي .. الوداد ضيف ثقيل على الجيش الملكي بالقنيطرة والكوديم يتحدى نهضة بركان    تألق رياضي وتفوق أكاديمي للاعبة الوداد الرياضي سلمى بوكرش بحصولها على شهادة الدكتوراه    النقيب عبد الرحيم الجامعي يراسل عبد الإله بنكيران حول بلاغ حزبه المتعلق بعقوبة الإعدام    لماذا أرفض الرأسمالية ؟    بوريطة يؤكد الحاجة الماسة إلى "روح الصخيرات" لحل الملف الليبي    كلمة .. شعبنا آيل للانقراض    شركة "أطلنطاسند" للتأمين تعلن عن تقليص مدة الخبرة والتعويض إلى 60 دقيقة فقط    معاناة متجددة لمرضى السل بفعل انقطاع الدواء باستمرار        وداعا أمي جديد الشاعر والروائي محمد بوفتاس    فاس.. انطلاق أشغال الدورة العادية السادسة للمجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة    زيان يسقط فجأة خلال محاكمته ويُنقل للإسعاف    المغرب وإسبانيا يعيشان "أفضل لحظة في علاقاتهما الثنائية" (ألباريس)    الناظور.. ارتفاع معدل الزواج وتراجع الخصوبة    حفل توقيع "أبريذ غار أوجنا" يبرز قضايا التعايش والتسامح    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    جمعيات تعبر عن رفضها لمضامين مشروع قانون التراث الثقافي    مزور يشرف على انطلاق أشغال بناء المصنع الجديد لتريلبورغ بالبيضاء    أزمة اللحوم الحمراء بالمغرب بين تراجع الأغنام وسياسات الاستيراد    تداولات الافتتاح ببورصة الدار البيضاء    اختيار الفيلم الفلسطيني "من المسافة صفر" بالقائمة الطويلة لأوسكار أفضل فيلم دولي    تطوان تُسجّل حالة وفاة ب "بوحمرون"    مزرعة مخبرية أميركية تربّي خنازير معدلة وراثيا لبيع أعضائها للبشر    علماء يطورون بطاطس تتحمل موجات الحر لمواجهة التغير المناخي    كأس إيطاليا: يوفنتوس يفوز على كالياري برياعية ويتأهل لربع النهاية    الكعبي عقب استبعاده من جوائز الكرة الذهبية: "اشتغلت بجد وفوجئت بغيابي عن قائمة المرشحين"    المغرب يتجه نحو الريادة في الطاقة المتجددة... استثمارات ضخمة    حماس تصف محادثات الدوحة حول الهدنة بأنها "جادة وإيجابية" وإسرائيل تنفي توجه نتانياهو للقاهرة    دبي تطلق خدمة التوصيل بالطائرات بدون طيار الأولى من نوعها في الشرق الأوسط    كيفية تثبيت تطبيق الهاتف المحمول MelBet: سهولة التثبيت والعديد من الخيارات    كنزي كسّاب من عالم الجمال إلى عالم التمثيل    السينما الإسبانية تُودّع أيقونتها ماريسا باريديس عن 78 عامًا    السفير الدهر: الجزائر تعيش أزمة هوية .. وغياب سردية وطنية يحفز اللصوصية    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمير المؤمنين يترأس بالدار البيضاء حفل الإعلان عن إحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة

بهذه المناسبة، ألقى الناطق باسم القصر الملكي مؤرخ المملكة، عبد الحق المريني، كلمة بين يدي جلالة الملك، أكد من خلالها أنه "تنفيذا للتعليمات الملكية السامية لجلالتكم، التي أصدرتموها بصفة جلالتكم أميرا للمؤمنين، تم إحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تحت الرئاسة الفعلية لجلالتكم أعزكم الله".
وأبرز المريني أن أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، تفضل بتعيين أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية رئيسا منتدبا لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة.
إثر ذلك، ألقى أحمد التوفيق الرئيس المنتدب للمؤسسة كلمة أكد من خلالها أن قرار إحداث هذه المؤسسة ليس وليد ظرفية خاصة أو فكرة طارئة، بل هو عمل في العمق، يعتمد على رصيد ثري في علاقات المملكة المغربية مع حوالي ثلاثين دولة افريقية في الماضي، كما يستند إلى جملة من الاهتمامات المتصلة بالحاضر والمستقبل.
وبخصوص وشائج الماضي، أكد الوزير أنها تتمثل في اللحمة البشرية بين المملكة المغربية وبين العمق الإفريقي جنوبي الصحراء، كما تتمثل في تراث حضاري وثقافي مشترك، يتجلى على الخصوص في وحدة المقوم الديني بأبعاده العقدية والمذهبية والروحية، تراث مادي وروحي، عقلاني وعاطفي، صمد لمحاولات عزل المغرب عن هذا العمق في القرون الأربعة الأخيرة، كما صمد وما يزال يصمد للإغراء الإيديولوجي المتنوع المصادر.
وأضاف أن إنشاء "مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة" مشروع يندرج في إطار الاستمرارية والتراكم التاريخي، والتعهد المتجدد في تنزيلاته للأمانة التي تتحملونها في رعاية هذه العلاقات، ولاسيما في جانب حماية الملة والدين المنوطة بإمارة المؤمنين.
ومن تجليات هذا التعهد في العقود الأخيرة، إقامة بعض المساجد في هذه البلدان، والحضور المستمر للعلماء الأفارقة في الدروس الحسنية، وتأسيس رابطة علماء المغرب والسينغال، وإنشاء معهد الدراسات الإفريقية، واحتضان لقاءات للطرق الصوفية.
"أما علاقة إحداث هذه المؤسسة باهتمامات الحاضر والمستقبل يضيف التوفيق - فتتمثل في أمرين مشهودين، أولهما انتظارات معبر عنها رسميا من جانب بلدان إفريقية، وتتجلى على الخصوص في الطلبات الموجهة إليكم يا مولاي، بخصوص تكوين الأئمة والمرشدات، اقتناعا من الدول بضرورة تأطير سليم للتدين، وفق تقاليد السماحة والاعتدال كما درجت عليها تلك البلدان".
وأضاف أن العنصر الثاني يتعلق "بتشوف العلماء الأفارقة الصادر عن وفائهم لأسلافهم الذين تنتهي معظم أسانيدهم في العلم والسلوك إلى مشيخات في المملكة المغربية.
وأشار الرئيس المنتدب للمؤسسة إلى أن "مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة" فضاء لبذل الاجتهاد المطلوب للاستفادة المكيفة وبالقدر الممكن من نموذج تدبير الشأن الديني الذي بنيتموه في جانبه الفكري والتأطيري والخدماتي.
ومن جهته قال الشيخ إبراهيم صالح الحسيني رئيس هيئة الإفتاء والمجلس الإسلامي النيجيري، في كلمة باسم العلماء الأفارقة، "ونحن إذ نعيش أحزانا وآلاما بسبب ما آل إليه أمر الأمة من انتشار الغلو والتطرف في كثير من البلدان إذ بنا نسمع ونلبي نداء صاحب الجلالة مولانا أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين الملك محمد السادس، حفظه الله، لتكوين هذه المؤسسة".
وأضاف أن هذه المؤسسة تجمع بين العلماء الأفارقة مغاربة وغيرهم قياما بواجب الدعوة إلى الله تبارك وتعالى اقتداء بأسلافنا الأوائل الذين نشروا الإسلام بصفائه ونقائه في ربوع القارة السمراء بالأخلاق الفاضلة والقيم التي جاء الإسلام لنشرها لإسعاد البشرية جمعاء.
وقال إن المغرب الذي له الفضل في نشر القيم الإسلامية، تجمعه مع كل الدول الإفريقية العقيدة والمذهب والمنهج السني في التصوف والسلوك "فنحن جميعا أشاعرة ومالكية على مذهب الإمام الجنيد في السلوك"، مضيفا "لذلك فإننا نعتبر النداء إلى هذه المؤسسة عملا جاء في وقته". وتابع "من هنا فنحن باسم أصحاب الفضيلة العلماء من إفريقيا الحاضرين والذين تغيبوا لأعذار شرعية مع تصميمهم على الحضور لاحقا إن شاء الله، نعلن قبولنا النداء لهذه الدعوة وبأن هذه الدعوة جاءت في وقتها".
وفي ختام هذا الحفل، تقدم للسلام على أمير المؤمنين الأساتذة إبراهيم صالح الحسيني عالم من نيجيريا، وعبد الله بن بية ،عالم من الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وروحان أمبي عالم من جمهورية السينغال، وعبد العزيز ميغا عالم من جمهورية مالي، وعبد الرحمان أمادو التوجداني من جمهورية النيجر، وحسين حسن أبكر، من جمهورية تشاد، وأبو بكر دوكوري من بوركينا فاصو، وفانسو محمد جامي من جمهورية غامبيا، وممادو أوري بالدي من جمهورية غينيا بيساو، ومحمد غزالي جكني من جمهورية غينيا، وإسماعيل إبراهيم كروما من جمهورية سييراليون، والشيخ كافومبا كونيه عالم من جمهورية ليبيريا، وبواكاري فوفانا من جمهورية الكوت ديفوار، ومصطفى إبراهيم من جمهورية غانا، وعبد الرحيم شئت الثاني من جمهورية البنين، وعلمي عبد الله عطر من جمهورية دجيبوتي.
كما تقدم للسلام على جلالة الملك عبد الله شريف حسن الحسني من الجمهورية الفدرالية للصومال، وصالحو أنداي من جمهورية إفريقيا الوسطى، وحياتو محمد جبريل من جمهورية الكامرون، وأبيبو رشيدي ماكنكا من الكونغو، وويلفريد فيكاس منير من الجمهورية الديمقراطية لساو تومي وبرانسيب، وإسماعيل أوسيني أوسا من جمهورية الغابون، ومحمد أشيبوانا عالم من جمهورية كينيا، والشيخ أبوبكاري زبيري من الجمهورية المتحدة لتانزانيا، وماتيا لزولا عالم من جمهورية أنغولا، ومحمد إسلام بوانا عالم من اتحاد القمر، ومحمد كارلو عالم من جمهورية جنوب إفريقيا، وأساري موكو فوندي عالم من جمهورية مدغشقر، ومحمد فاكمي ساه عالم من جمهورية موريس.
وتتمثل أهداف مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، في اتخاذ كل مبادرة من شأنها تفعيل قيم الدين السمحة في كل إصلاح تتوقف عليه عملية التنمية في إفريقيا سواء على مستوى القارة أو على صعيد كل بلد، وتنشيط الحركة الفكرية والعلمية والثقافية المتصلة بالدين الإسلامي الحنيف، وتوطيد العلاقات التاريخية التي تجمع المغرب وباقي دول أفريقيا والعمل على تطويرها.
كما ستعمل على إقامة مراكز ومؤسسات دينية وعلمية وثقافية، وإحياء التراث الثقافي الإفريقي الإسلامي المشترك من خلال التعريف به ونشره والعمل على حفظه وصيانته، إلى جانب ربط الصلات وإقامة علاقات التعاون مع الجمعيات والهيئات ذات نفس الاهداف.
حضر هذا الحفل الديني، رئيس الحكومة، ورئيسا مجلسي النواب والمستشارين، ومستشارو صاحب الجلالة، وأعضاء الهيئة الوزارية، وسفراء الدول الإسلامية المعتمدون بالمغرب، وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، والعلماء الذين شاركوا في الدروس الحسنية الرمضانية، ورؤساء المجالس العلمية والمنتخبون وعدة شخصيات مدنية وعسكرية.
مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة.. القوة الناعمة للمغرب في مواجهة التطرف
عبد الغني اعويفية (و م ع) بوأت المكتسبات التي حققها المغرب في مجال إشاعة الإسلام المتسامح في عالم تعصف به الاضطرابات مكانة متميزة ضمن كبريات الدول التي تسهم بقوتها الناعمة في مواجهة التطرف الذي بات يرخي بظلاله في مناطق عدة.
وبالفعل، فإن المغرب القوي بتاريخه العريق القائم على الوسطية والاعتدال والتسامح، يفرض نفسه كمحضن للإسلام الوسطي يحظى بتقدير متزايد من لدن الدول الإفريقية الشريكة التي ترغب في الاستفادة من تجربة المملكة لتكريس استقرارها السياسي والروحي وقطع الطريق على تنامي الأفكار الظلامية.
وتعد الجهود الذي يبذلها أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لإشاعة الصورة الاصيلة للإسلام، مثار إعجاب وتقدير العديد من هذه الدول التي ترى في المملكة، ليس مجرد مصدر للإلهام، وإنما مرجعا متينا في مجال الإصلاحات السياسية والدينية.
ويتعلق الأمر بصورة ما فتئت تتجسد في كل مرة يزور فيها جلالة الملك بلدا إفريقيا، حاملا جلالته رسالة السلام والتنمية في منطقة يتهددها خطر اللاتسامح الديني.
وقد شكلت مختلف الجولات التي قادت جلالة الملك إلى إفريقيا، والتي تمثل تجسيدا بليغا لكثافة الروابط الثقافية والدينية القائمة بين المغرب وامتداده الإفريقي، مناسبة للشركاء على مستوى القارة للوعي بوجاهة البديل المعتدل الذي يقدمه المغرب لإشاعة قيم التسامح والعيش المشترك في منطقة معرضة لمخاطر التطرف.
وعلاوة على المسؤولية التي يتولاها جلالة الملك باعتباره سليل الدوحة النبوية الشريفة، وقيما على الإمامة العليا، فإن جلالته يجسد هذا الإسلام المستنير القادر على الوقوف سدا منيعا أمام تنامي التطرف الذي بلغ مستوى مقلقا ويعصف بأي جهود للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ووعيا منها بالخطوات التي قطعها المغرب في مجال إصلاح الحقل الديني وكذا بالسلم والاستقرار اللذين تنعم بهما المملكة بفضل دستور طلائعي يقر بالهوية التعددية للمملكة، طلبت العديد من البلدان الإفريقية من المغرب الاستفادة من تجربته الرائدة.
وفي هذا السياق، كانت عدد من البلدان من قبيل مالي وغينيا كوناكري وكوت ديفوار ونيجيريا والغابون وليبيا وتونس، قد قدمت طلبات لتمكين أئمتها من الاستفادة من تكوين بالمغرب حول تعاليم الإسلام الوسطي والمتسامح والنهل من قيم الوسطية والحوار الثقافي واحترام الأديان المشهود للمغرب بريادته فيها.
وفي هذا السياق بالضبط، يندرج إطلاق مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. وتهدف هذه البنية الجديدة التي تعد ثمرة العبقرية المغربية إلى توحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين بالمغرب وباقي الدول الإفريقية بغرض التعريف بقيم الإسلام المتسامح ونشرها وتوطيدها.
وستنكب هذه المؤسسة التي ستتخذ من الرباط مقرا لها، على إدماج قيمة التسامح الديني في كل عمل تنموي بإفريقيا.
وهكذا، فإن الأمر يتعلق بلبنة جديدة تأتي لتعزز مهمة المغرب باعتباره مركزا روحيا لصد المناورات المغرضة الرامية إلى الإلقاء بالشباب في أحضان التطرف.
يذكر أن مراكز البحث العالمية المرموقة ما فتئت تؤكد هذه الريادة الدينية للمغرب، واصفة إياه بالنموذج الذي يتعين احتذاؤه في أفق عالم ممنع ضد الأفكار المتطرفة التي تشكل مهد العنف والإرهاب المدمرين.
كما تثير القوة الناعمة للمغرب اهتمام القوى العالمية من قبيل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي يأمل في التعاون مع المملكة كشريك لا محيد عنه مؤثر وحكيم وذي إسهام قيم في ردع المتطرفين وبهذه المنطقة الاستراتيجية.
وهكذا، ستفرض مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة التي ستشكل مدرسة لمكافحة التطرف نفسها كتجسيد جديد لوجاهة دبلوماسية جلالة الملك محمد السادس الرامية إلى ضمان تنمية شاملة للقارة الإفريقية قائمة على الأمن الروحي والتفاهم وقبول الآخر.
بفضل الرؤية الملكية، المغرب فاعل محوري في المخطط العالمي لمكافحة التطرف الديني
فؤاد عارف يتميز المغرب، بفضل الدور المركزي لمؤسسة إمارة المؤمنين، والاستراتيجية التي وضعها صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه عرش البلاد، بمقاربته الشاملة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف الديني، وبانتهاجه الاعتدال بجميع مناحي الحياة والتشبث بقيم العيش المشترك، في إطار رؤية متكاملة تروم تعزيز المكتسبات الديمقراطية في المملكة ووضع البلد على سكة البلدان الصاعدة.
فعلى الصعيد الداخلي، تمت ترجمة هذه الاستراتيجية من خلال تأهيل الحقل الديني على أساس التمسك بالقيم والمبادئ الثابتة للمذهب المالكي والعقيدة الأشعرية، ووفق رؤية للإسلام المتجذر في التاريخ العريق للمملكة، والذي تبلور حوله الإجماع الوطني.
وترتكز هذه الرؤية، على الصعيدين الإفريقي والدولي، على قوة الإشعاع والإقناع الذي تعززه المكانة الروحية لجلالة الملك، أمير المؤمنين، وكما يدل على ذلك التقدير الكبير الذي حظيت به في إفريقيا، وخاصة بتونس وليبيا ومرورا بغينيا وكوت ديفوار ونيجيريا، وهي البلدان التي أعربت عن رغبتها في الاستفادة من التجربة المغربية في هذا المجال، لاسيما في ما يتعلق بتكوين الأئمة.
وتسعى مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة إلى ترجمة هذه الرؤية الملكية من خلال اعتماد الاعتدال في كل شيء، وعيا بأهمية الروابط الدينية والتاريخية والثقافية التي تجمع المغرب بإفريقيا باعتباره جزءا لا يتجزأ منها، كما نص على ذلك الظهير الشريف المتعلق بإحداث هذه المؤسسة.
وجاء تقرير الخارجية الأمريكية حول الإرهاب في العالم برسم سنة 2014 ليسلط الضوء على الطابع "الشمولي" لاستراتيجية المغرب في مجال مكافحة الإرهاب، في إطار "شفافية معززة" و"التزام بمعايير حقوق الإنسان".
وأكدت الدبلوماسية الأمريكية أن "المغرب وضع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب، تقوم على تدابير أمنية أساسها اليقظة والتعاون الإقليمي والدولي، وكذا على سياسات لمكافحة التطرف"، مبرزة "التزام السلطات المغربية بمكافحة ظاهرة الإرهاب دون أن يشكل هذا الأمر ذريعة لحرمان الأفراد من حقوقهم".
وكدليل على الاعتراف الدولي بالمقاربة المغربية، سارعت واشنطن والرباط إلى إقامة تعاون ثلاثي في مجال مكافحة الإرهاب لفائدة بلدان الساحل، لاسيما من خلال التوقيع، في غشت الماضي، على اتفاق إطار ثنائي للمساعدة في مجال مكافحة الإرهاب.
وبموجب مذكرة التفاهم هاته، التي تم التوقيع عليها على هامش القمة الأولى الولايات المتحدة إفريقيا التي استضافتها العاصمة الفيدرالية الأمريكية، يلتزم البلدان بتعزيز القدرات الإقليمية، لا سيما في مجال تكوين عناصر مصالح الأمن المدني بالبلدان الشريكة بالمنطقة المغاربية والساحل، من خلال تعبئة الخبرات المتبادلة في العديد من المجالات كإدارة الأزمات وأمن الحدود والتحقيقات.
واعتبر صناع الرأي بالولايات المتحدة، في هذا الصدد، أن الاستراتيجية الملكية في مجال مكافحة الإرهاب هي جزء لا يتجزأ من التزام المملكة بتحقيق الاستقرار الإقليمي، كمطلب أساسي جيو استراتيجي غير قابل للتفاوض، في الوقت الذي يواصل فيه النظام الجزائري التنصل من مسؤولياته، متجاهلا مخيمات تندوف، التي أصبحت مجالا خصبا للتجنيد بالنسبة لتنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) و(داعش)، أو ملاحظة الفشل الذريع لما سمي ب"دول الميدان" خاصة مع تنامي قوة الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل، التي تستفيد بكل سهولة من الانسلال عبر الحدود الجزائرية.
وبالنسبة للسفير الأمريكي السابق، إدوارد غابرييل، فإن هذه المقاربة "تستمد فعاليتها ونجاعتها من دينامية الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية وفي مجال حقوق الإنسان".
وأبرز الدبلوماسي الأمريكي الأسبق أهمية البرامج التي انخرطت فيها المملكة بهدف تشجيع الإسلام المعتدل الذي يقوم على قيم الوسطية والانفتاح، موضحا أن هذه السياسة جعلت من المغرب "مرجعا" لا محيد عنه بالقارة الإفريقية.
كما أشاد غابرييل ب"الدور الريادي" الذي يضطلع به المغرب في مجال محاربة الإرهاب العابر للحدود في إطار تعاون "متين واستراتيجي" مع الولايات المتحدة الأمريكية.
من جانبه، أكد بيتر فام، مدير (إفريقيا سانتر) التابع لمجموعة التفكير الأمريكية (أطلانتيك كاونسيل)، أن التجربة المغربية في مجال محاربة التطرف العنيف تشكل "مثالا ملهما يحتذى، ليس فقط من قبل بلدان الشرق الأوسط والمنطقة المغاربية وإفريقيا، بل من طرف العالم بأسره".
واعتبر فام أن "التجربة المغربية تعتبر نموذجا ملهما، من شأنها أن تشكل باعثا على وضع مقاربة شاملة تعالج منابع الإرهاب عبر مشاريع اجتماعية واقتصادية، في سياق يعزز الإسلام الوسطي المتشبع بقيم الوسطية والاعتدال".
وفي هذا الصدد، أشار الخبير الأمريكي إلى الدور المركزي لمؤسسة إمارة المؤمنين التي تجعل المغرب في منأى عن المزايدات واستغلال الدين لأغراض سياسية، وأهمية برامج تكوين الأئمة التي ساهمت في تكريس الثوابت الدينية والروحية للمملكة المبنية أساسا على العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني.
وبالنسبة للمراقبين في واشنطن، فإن كل هذه المزايا والمؤهلات، التي تميز المغرب في محيطه المباشر، جعلت من المملكة شريكا محترما وبصوت مسموع بين الأمم، وكذا فاعلا محوريا في المخطط العالمي لمكافحة التطرف الديني، خاصة من خلال مشاركتها الناجحة في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، وقمة البيت الأبيض ضد التطرف الديني التي عقدت في فبراير الماضي بالعاصمة الفدرالية الأمريكية. واشنطن (و م ع)
علماء: جهود المغرب في مجال الحقل الديني على مستوى القارة الإفريقية 'نادرة واستثنائية'
أكد علماء ينتمون لعدد من البلدان الإفريقية والأجنبية، اليوم الإثنين بالدارالبيضاء، أن جهود المغرب في مجال الحقل الديني على مستوى القارة الإفريقية " نادرة واستثنائية".
وأوضح هؤلاء العلماء الذين حضروا مساء اليوم بالعاصمة الاقتصادية، الإعلان عن مراسم تأسيس " مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة " التي ترأسها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن المملكة المغربية تضطلع بدور هام وبارز في تقوية الروابط الدينية بين الأفارقة.
واستحضروا، في تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء اليوم الإثنين بالعاصمة الاقتصادية، مبادرات المغرب المتعلقة أساسا بتعزيز التعاون بين بلدان القارة في ميدان الحقل الديني، ونشر قيم الاسلام المعتدل والمتسامح، فضلا عن إشراف المملكة على تكوين العديد من الأئمة الأفارقة بالمغرب.
وفي هذا السياق، أبرز مصطفى سوناتا الخليفة العام للطريقة التيجانية بالكوت ديفوار، أن ما يقوم به المغرب في مجال الحقل الديني على مستوى القارة، يعد "نادرا واستثنائيا" بكل المقاييس، وذلك بفضل المبادرات الهامة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وهذا يعني من ضمن ما يعنيه، حسب مصطفى سوناتا، أن ملك المغرب يفكر في أشقائه الأفارقة خاصة، والمسلمين عامة، وفي مستقبل الأمة الإسلامية.
أما أحمد التيجاني عمر (عالم مكلف بتعليم اللغة العربية والعلوم الدينية بالولايات المتحدة الأمريكية)، فقد اعتبر أن أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يحظى بتقدير كبير في أوساط العلماء والأئمة في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بالنظر لدور جلالته الكبير في إعطاء صورة مشرقة عن الدين الإسلامي الحنيف.
وأضاف هذا العالم المنحدر من غانا والمقيم حاليا بالديار الأمريكية، أن المغرب يقدم نموذجا لدولة عصرية استطاعت أن تجمع بين العراقة والحداثة، مع تقديم نموذج لفهم صحيح للدين الإسلامي يساير الحياة المعاصرة.
أما محمد طه من علماء السينغال، فقد أشاد ب "المكانة الرفيعة للمملكة المغربية" في مجال الحقل الديني، ودور المغرب في الانفتاح أكثر على الأفارقة في هذا المجال.
وقال إن المغرب والسينغال تربطهما علاقات دينية وروحية تترسخ مع مر الزمن، مشيرا إلى أن الفضل في ذلك يعود إلى جلالة ملك المغرب الذي يولي أهمية خاصة لعلاقات المغرب الدينية والاقتصادية مع بلدان القارة الإفريقية برمتها.
واستحضر أبو بكار عمر عبد الواحد (عالم من الكامرون)، العلاقات الممتازة التي تجمع المغرب وبلده في عدة مجالات، معربا عن أمله في أن تتواصل جهود المغرب في المجال الديني التي تروم خدمة الإنسان الإفريقي والرقي به روحيا.
حضور المغرب في إفريقيا.. إشعاع روحي قائم على انخراط مستمر لترسيخ القيم النبيلة للإسلام
دكار: حسن أوراش (و م ع) إذا كان حضور المغرب مترسخا بقوة في إفريقيا جنوب الصحراء، فإن الفضل في ذلك يعود، أساسا إلى مختلف الروابط الثقافية والعقائدية والدينية التي توطد العلاقات العريقة التي تربط المملكة بالبلدان الشقيقة والصديقة في هذه المنطقة من القارة، القريبة من قلوب المغاربة.
ويعد إحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي ترأس أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفل تأسيسها اليوم الاثنين بالدار البيضاء، حلقة جديدة ضمن سلسلة الروابط العريقة التي تجمع المملكة وبلدان القارة، وخاصة بلدان غرب إفريقيا. كما أن إحداث هذه المؤسسة يشكل تكريسا للإشعاع الروحي لأمير المؤمنين، وشهادة ملموسة على العناية السامية التي يخص بها جلالة الملك الحقل الديني في هذه البلدان.
الإشعاع الروحي للمغرب في إفريقيا ضارب في التاريخ، كما أن إسهامه الهام في نشر مبادئ الإسلام المتسامح والوسطي، يتجلى من خلال قيم السلم والتسامح والتضامن، كما ينص عليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والتي تساهم في نشرها مختلف الزوايا الصوفية الإفريقية.
ويشير التاريخ أيضا إلى أن انتشار الإسلام بمنطقة غرب الساحل، من السنغال إلى النيجر، تم انطلاقا من المغرب، كما تم ترسيخ المذهب المالكي الذي تتبناه المملكة في هذه المناطق عن طريق المتخصصين في التعليم الديني، وكذا الشخصيات الصوفية الوازنة التي يضمها الحقل الديني بغرب إفريقيا.
ومن بين هذه المكونات، هناك أساسا الطريقة التيجانية، التي تعود جذورها إلى فاس حيث تم دفن مؤسسها الشيخ سيدي أحمد التجاني (1150 1230 ه)، والذي انتشر تفرد فكره وإشعاعه الروحي على المستوى العالمي ومكن الإسلام من التواجد في العديد من بلدان إفريقيا.
وتشكل الصوفية، بمختلف مدارسها، في الحاضر كما في الماضي، نواة تعزز تماسك العلاقات العريقة مع المملكة، والتي تستمد قوتها من القرارات والمبادرات المنتظمة التي توطد الريادة الروحية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة، والتي تشهد على التزام المغرب الراسخ إلى جانب الدول الشقيقة بالقارة.
ومن ضمن هذه المبادرات المحمودة، يجدر التذكير بالاتفاقيات الموقعة مع العديد من الدول لتكوين الأئمة بالمغرب، ويتعلق الأمر بعمل يندرج في إطار تقليد عريق على اعتبار أن المملكة شكلت دوما وجهة متميزة للتكوين الاسلامي العالي للشباب المنحدرين من عائلات دينية بالعديد من الدول الافريقية.
ومنذ ذلك الحين، تضاعفت طلبات العديد من الدول الراغبة في تكوين أئمتها بالمغرب وهو ما يشهد على نجاعة السياسة المغربية في مجال تدبير الشأن الديني التي رسمت ملامحها من طرف أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ومست العديد من مظاهر الحياة الدينية للوطن.
وحاليا، فإن التزام المملكة بنشر قيم التسامح الأصيلة والوسطية والاعتدال والانفتاح ليس بحاجة إلى برهان بالنسبة للعديد من الدول الافريقية التي تعلق آمالها على معهد محمد السادس لتكوين الأئمة الذي دشن قبل أشهر بالرباط من طرف صاحب الجلالة.
كما تشهد على الروابط الدينية المعاصرة بين المغرب ودول القارة المنشآت الدينية البالغة الأهمية التي بنتها المملكة بهذه الدول، كما هو الحال بالنسبة للمسجد الكبير بدكار ومسجد الحسن الثاني بليبروفيل وكذا من خلال المساهمة في تجديد عشرات المساجد بمختلف أرجاء منطقة الساحل والصحراء.
ومن خلال هذا الالتزام الملموس من أجل تعاون ثقافي عميق وتشاركي، فإن المغرب يبذل قصارى جهده من أجل تكريس وترسيخ قيم السلام والتسامح والتضامن كما يحث عليها الدين الإسلامي الحنيف، ويساهم في الجهود الرامية إلى كبح انتشار وتنامي التطرف والإرهاب الذي يثقل كاهل المنطقة على نحو متزايد.
والواقع أن هذه المقاربة النموذجية بناءة على أكثر من صعيد ليس بالنسبة للفاعلين الدينيين المحليين فحسب ولكن من أجل تكريس مبادئ السلام والتفاهم والتسلح بالقيم النبيلة للإسلام أيضا، في مواجهة الدمار الذي يخلفه الفكر الظلامي والعنف الطائفي في العالم.
كما أن هذه المقاربة تجسد الإرادة الراسخة للمغرب في عهد أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس في الحفاظ على الاستقرار والأمن الروحي في إفريقيا، وخاصة في منطقة الساحل التي تغزوها بشكل خطير الحركات الجهادية المتشبعة بالأيديولوجيات الهدامة المناهضة لقيم الإسلام الأصيلة.
ووعيا منه بجسامة هذه المسؤولية، فإن المغرب تحت القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لا يدخر أي جهد للمضي قدما في طريق تكريس القيم النبيلة للدين الإسلامي في الدول الشقيقة بإفريقيا جنوب الصحراء. وما إنشاء مؤسسة محمد السادس لعلماء إفريقيا إلا نموذجا حيا على هذا الالتزام التام ومثالا آخر على الإشعاع الروحي للمملكة.
المغرب منارة لنشر قيم التسامح في إفريقيا
* عبد الله شهبون تعطي الريادة الدينية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مرة أخرى بعدا جديدا للصراع ضد التطرف بإفريقيا، حيث يتجسد الإرث المشترك لإسلام متسامح، بشكل كامل في قيمة وصفة جلالة الملك كأمير للمؤمنين.
* وهذه المكانة التي يوجد المغرب في طور تكريسها، تحت قيادة جلالة الملك، تجذب الأنظار حتى ما وراء حدود القارة والعالم الإسلامي.
* ومرة أخرى، يتجسد الانخراط الكبير من أجل تعاون ديني معزز مع بلدان إفريقيا اليوم، من خلال إطلاق مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. ويتعلق الامر بمبادرة بارزة تثمن الدور الرئيسي الذي يقوم به المغرب ويعتزم القيام به في مكافحة المتطرفين المزعزعين للاستقرار والذين يسعون بدون هوادة إلى إحراق المنطقة الواسعة للساحل والصحراء، تحت غطاء إيديولوجية لا تحمل من الإسلام إلا الاسم.
* والدليل على هذا الدور، هو تنفيذ مركز تكوين الأئمة بالرباط الذي يحظى بإقبال كبير، لبرنامج غير مسبوق لفائدة أزيد من 800 إمام قادمين من مالي وغينيا وكوت ديفوار والسينغال وكذا من تونس وفرنسا.
* واعتبر الباحث في الشأن الديني، إسماعيل الركراكي، أن هذه المؤسسة جاءت لتؤكد مكانة المملكة باعتبارها مركزا للإشعاع العالمي للإسلام الأصيل، المنفتح والمعتدل.
* وأخذ الاهتمام بالتجربة المغربية في مجال التأطير والمواكبة الدينية يتزايد بشكل كبير في السنوات الأخيرة، إلى درجة أن عددا من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، التي وقعت فريسة لخطابات تكفيرية وانتشار مجموعات راديكالية، اتجهت نحو المملكة من أجل تجديد الارتباط مع التقاليد السمحة للإسلام.
* * وأوضح إسماعيل الركراكي أن مثل هذا البحث عن الأمن الروحي والتزود من معينه يجد تفسيره ب"الصورة المتميزة التي صنعها البلد عن نفسه اعتمادا على المكانة الدينية المرموقة لجلالة الملك"، معتبرا أن الأمر يتعلق أيضا بشكل من الديبلوماسية الدينية ومتراسا ضد مخاطر التطرف العنيف.
* وفي هذه الاستراتيجية الرامية إلى النهوض بإسلام الأنوار والوسطية، تتمركز مؤسسة أمير المؤمنين كدعامة ضامنة لوحدة الممارسة الدينية، مع حماية البلاد من الوقوع في المزايدات الدينية والطائفية التي تمزق العديد من بلدان المشرق.
* وكما هو مؤكد فإن جلالة الملك يضطلع بدور واضح ليس فقط في إشاعة فضائل التسامح والاعتدال التي يدعو إليها الإسلام، ولكن أيضا في حماية الإسلام ممن يدعون امتلاك المعرفة الدينية، والمتطرفين والجهلة.
* وتعتبر الخبرة المغربية ثمرة إصلاح شامل للحقل الديني انطلق منذ عقد، عقب أحداث ماي 2003 بالدار البيضاء. ويعتبر تأطير مجال الفتوى، وتأهيل التعليم العتيق، وتكوين النساء المرشدات من أبرز الإجراءات التي تم اتخاذها من أجل النهوض بإسلام وسطي يرتكز على العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني، المنفتح والمتسامح بطبيعته.
* فالمغرب ظل، كما أكد ذلك صاحب الجلالة في رسالة إلى المشاركين في المنتدى الدولي لأتباع الطريقة التيجانية المنعقد بمدينة فاس في ماي 2014، "الحصن الحصين للإسلام في الشمال الغربي لإفريقيا، والمنارة التي انطلقت منها أنوار الهداية إليه، إلى كافة ربوع البلدان الإفريقية جنوبي الصحراء، بتوجيه ملوكه العظام وعلمائه الهداة الأعلام، وصوفيته العارفين، الجامعين بين الشريعة والطريقة والحقيقة".
* إننا أمام خصوصية دينية تتأسس على مركزية إمارة المؤمنين التي تحول دون أي مزايدة أو توظيف سياسي للدين، وبالاستناد للتصوف الذي يلقن فضائل الروحانيات والحياة المتوازنة، والمذهب المالكي الذي يعد جدار صد قوي أمام نزعات التطرف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.