في أجواء فاترة، احتفلت اليوم الأربعاء، الشغيلة العمالية في مدينة طنجة بعيدها الأممي، الذي يتزامن مع فاتح ماي من كل سنة، وسط تشتت نقابي بدا واضحا من خلال “الجزر النقابية” التي شهدها وسط مدينة البوغاز. وظلت الحركة عادية مع ساعات الصباح التي أعلنت خلالها النقابات تخليد العيد الأممي، في حين عاشت المحلات التجارية والمقاهي بشوار باستور، محمد الخامس، الحرية، بلجيكا، بيتهوفن، إنجلترا، ساحة أفريقيا، ساحة المدينة، ساحة الكويت، ساحة 9 أبريل، واد المخازن، وساحة الأمم، التي شهدت مسيرات متفرقة مباشرة بعد الخطابات النقابية، (عاشت)، أجواء شبه عادية. ومرت المسيرات العمالية، في جو يطبعه الحماس الممزوج بالتوجس وعدم الرضى بنتائج الحوار الاجتماعي الثلاثي الأطراف الموقع عليه يوم 25 أبريل الماضي، مع تسجيل عدم مشاركة الفيدرالية الديموقراطية للشغل FDT التي قاطعت احتفالات فاتح ماي لهذا العام، احتجاجا على نتائج الحوار الاجتماعي الذي رفضته بمعية نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل CDT، وهي النتائج التي اعتبرتها المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية الموقعة هزيلة مقارنة مع سقف المطالب المقدمة، وعلى أنها في ظل الظروف الراهنة وما يطبعها من احتقان وغلاء في المعيشة، تظل بكل المقاييس هزيلة وغير كافية، ولا ترقى إلى انتظارات وتطلعات الطبقة الشغيلة”. وطالبت النقابات من خلال الشعارات المرفوعة خلال هذه المسيرات، بإصلاح شامل للأوضاع الاجتماعية والمعيشية المتردية للطبقة العاملة نتيجة غلاء الاسعار وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين بسبب تدني وضعف الأجور في القطاعين العام والخاص، مع تجديد الدعوة للحكومة إلى الالتزام بتنفيذ ما تبقى من اتفاق 26 أبريل 2011، وإعادة مشاريع القوانين الاجتماعية المعروضة على البرلمان إلى طاولة الحوار، واحترام الحريات النقابية، والتراجع عن التوظيف بالتعاقد، حيث كانت قضية الأساتذة المتعاقدين حاضرة في جل شعارات المركزيات النقابية المشاركة في مسيرات فاتح ماي لهذه السنة بطنجة. وحسب المتتبعين، فإن مسيرات فاتح ماي للسنة الحالية لم تكن محليا بحجم ولا بحماسة سابقاتها كما وكيفا، بحيث نجدها قد اكتست طابعا بروتوكوليا محضا، ما حذا ببعض المتتبعين إلى تشبيهها ب(الكرنفال)، خصوصا في ظل غياب نقابة (ف.د.ش) عن التظاهر، في حين انقد قطاع سيارات الأجرة ماء وجه بعض النقابات المشاركة التي عجزت عن حشد الجماهير العمالية ورائها تخليدا ليوم عيد الطبقة العمالية بالمغرب، مع تسجيل مشاركة واسعة للأطفال في بعض المسيرات إلى جانب العمال، بل والباسهم سترات مهنية في وضع غريب ومثير، بعد الاستعانة بهم في المسيرات التي جابت شوارع المدينة الرئيسية.