في أجواء باردة احتفلت الشغيلة العمالية في مدينة الرباط بعيدها الأممي، الذي يتزامن مع فاتح ماي من كل سنة، اليوم الأحد، وسط تشتت نقابي بدا واضحا من خلال "الجزر النقابية" التي شهدها وسط العاصمة الرباط. وظلت الحركة عادية مع ساعات الصباح التي أعلنت خلالها النقابات تخليد العيد الأممي، في حين عاشت المحلات التجارية والمقاهي بشارعي الحسن الثاني ومحمد الخامس الذي شهد مسيرات متفرقة مباشرة بعد الخطابات النقابية أجواء شبه عادية. ورغم اختيار المركزيات النقابية هذه السنة العودة إلى الاحتفال بالعيد الأممي للشغل على عكس العام الماضي الذي سجل مقاطعة كبيرة، إلا أن هذه الاحتفالات كانت باهتة، ولم تعرف مشاركة كبيرة من القطاعات العمالية. ورغم التعزيزات الأمنية الكثيفة التي شهدتها أهم شوارع العاصمة، إلا أن الاحتفالات في ظل عدم التوافق بين الحكومة والنقابات حول المطالب المطروحة على طاولة الحوار الاجتماعي لدورة أبريل لم تكن في المستوى المطلوب، الذي يمكن النقابات من دفع السلطة التنفيذية إلى قبول مقترحاتها لفائدة الشغيلة المغربية. وعرفت شوارع الرباط الكبرى، والتي تعرف تنظيم احتفالات العمال المغاربة بعيدهم الأممي، حضورا أمنيا مكثفا من أجل السهر على حسن سير الاحتفالات، خاصة في شارع محمد الخامس، وباب الأحد، وباب البيبة. وحضرت مختلف تشكيلات الأمن، من عناصر شرطة وقوات مساعدة، فيما كانت الاحتفالات باهتة إلى حد كبير على عكس السنوات الماضية التي كانت تعرف تظاهرات ضخمة تضم مختلف القطاعات العمالية. ويبدو أن اختيار المركزيات النقابية الكبرى الاحتفال كما العادة في الدارالبيضاء أثر على احتفالات الرباط، باستثناء المنظمة الديمقراطية للشغل، الذراع النقابية لحزب الأصالة والمعاصرة، التي اختارت أن تقوم بالإنزال الوطني في العاصمة، إذ حج المئات من المنضوين تحت لوائها إلى الرباط من أجل تخليد هذا اليوم الأممي. وأنقذ المعطلون الذين حضروا بقوة لمساندة الطبقة العمالية في الفاتح من ماي خلال هذه السنة احتفالات العاصمة، إذ حضروا بمختلف مكوناتهم، من حاملي الإجازة والماستر، والدكاترة، إلى العاصمة للمطالبة بالحق في الشغل، معولين على مساندة النقابات لمطالبهم، وخصوصا معطلو محضر 20 يوليوز.