على غرار باقي مدن المملكة، احتفلت الطبقة العاملة بطنجة بعيدها الأممي يوم فاتح ماي الجاري، اليوم الثلاثاء، في جو يطبعه الحماس الممزوج بالتوجس وعدم الرضى بنتائج الحوار الاجتماعي التي اعتبرتها المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية هزيلة مقارنة مع سقف المطالب المقدمة والتي طالبت من خلال الشعارات المرفوعة في المسيرات العمالية الحاشدة، إلى إصلاح شامل للأوضاع الاجتماعية والمعيشية المتردية للطبقة العاملة نتيجة الغلاء وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين. وهكذا فقد خرج العشرات من العمال والموظفين بمدينة طنجة، في مسيرات حاشدة جابت أهم الشوارع الرئيسية للمدينة، بمناسبة عيد الشغل الذي اعتبر فرصة سانحة اغتنمتها النقابات المشاركة فيه لرفع "مطالبها" إلى الجهات الحكومية المعنية. وانطلقت المسيرات بداية من الساعة العاشرة والنصف صباحا، تلاها إلقاء خطابات حماسية بأهم ساحات المدينة الكبرى، تم من خلالها تهنئة الطبقة الشغيلة بالمكتسبات التي تم تحقيقها خلال جولات الحوار الاجتماعي الأخيرة، والتي اتفق الجميع على أنها في ظل الظروف الراهنة وما يطبعها من احتقان وغلاء في المعيشة، تظل بكل المقاييس هزيلة وغير كافية، ولا ترقى إلى انتظارات وتطلعات الطبقة الشغيلة"، كما تمت الدعوة إلى مزيد من الوحدة ورص الصفوف ومواصلة النضال من أجل الرقي بأوضاع الطبقة العاملة إلى حين تحقيق جل المطالب النقابية المدرجة في الملفات المطلبية القطاعية والعامة، في حين كانت قضية الوحدة الترابية للمملكة حاضرة وبقوة في جل المهرجانات الخطابية، وذلك من خلال الأغاني الوطنية التي تردد صداها عبر عشرات مكبرات الصوت المنصوبة على جوانب المنصات وعبر الشعارات العمالية المرفوعة خلال المسيرات الحاشدة والمنددة بمناورات الخصوم الرامية إلى عرقلة ونسف جهود المغرب الجادة لتسوية ملف الصحراء المفتعل بالطرق السلمية و الدبلوماسية، مشددين على الوقوف وراء جلالة الملك في كافة المواقف والخطوات التي يراها جلالته مناسبة للرد على خصوم قضية المغاربة الأولى.