كشفت مؤسسة الفنون الحية، خلال ندوة نظمت بالدار البيضاء، عن برمجة الدورة ال 14 من “المهرجان الدولي مسرح و ثقافات”، التي سينعقد ما بين 22 مارس و 1 أبريل المقبل بمدينة الدارالبيضاء، ستعرف هذه السنة مشاركة عدد من العروض المسرحية الدولية والوطنية طيلة عشرة أيام تمكن الجمهور من اكتشاف والتمتع بعروض فنية تروق الشباب كما الكبار. وأشار نور الدين عيوش إلى أن هذه العروض المسرحية ستتوزع على مجموعة من الأماكن والفضاءات المسرحية بمدينة الدارالبيضاء، من بينها المركز الثقافي الفرنسي، واستوديو الفنون الحية، ومسرح لافول، إلى جانب قاعة سينما ريالطو، موضحا أن هناك عروضا تستهدف الكبار، والشباب والأطفال. وتستضيف الدورة 14 من هذه التظاهرة التي تساهم في إحياء مسارح المدينة، حيث سيجتمع الممثلون والراقصون والكوميديون مع العديد من نجوم المسرح الدولي والوطني، ويشارك المغرب في هذه التظاهرة المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة بمسرحيتي “خدموني” و”سيدي عبد الرحمان المجذوب” وتتطرق مسرحية “خدموني” لموضوع البطالة والصعوبات التي يواجهها الشباب، أثناء بحثهم عن عمل، وهي مستمدة من شهادات شباب يعيش رحلة وعناء البحث عن العمل. هذا العمل المسرحي خرج إلى الوجود بفضل المؤسسة المغربية للتربية من أجل التشغيل بالتعاون مع فرقة المسرح المغربي 19 H THEATREويعالج مشكلة البطالة بطريقة كوميدية وفكاهية ويقارب العديد من المواضيع الآنية بنظرة جريئة: البحث عن العمل، البحث عن الهوية، المعنى في العمل، الإعاقة والإدماج الاجتماعي. وبخصوص مسرحية “سيدي عبد الرحمان المجذوب” للمرحوم الطيب الصديقي الذي ألفها سنة 1966 واستلهم شخصيتها من التراث المغربي كباقي جل أعماله تقدمها فرقة “مسرح الناس” التابعة لمؤسسة الطيب الصديقي للثقافة والإبداع، أخرجها الممثل والمخرج المغربي محمد مفتاح برؤية فنية جديدة ويندرج عرض مسرحية عبد الرحمان المجذوب في إطار إحياء الريبيرتوار الفني للمسرحي الراحل الطيب الصديقي، ويشارك في أداء أدوار هذا العمل المسرحي كل من محمد مفتاح، آمال الثمار، مصطفى الخليلي، فاطمة إبليج، سناء كدار، جلال قريوا، الصديق مكوار، عمر البحاري، وخالد الناصري. اعتمد الراحل الطيب الصديقي في كتابة نص المسرحية على مقولات وحكم سيدي عبد الرحمن المجذوب، خلال أسفاره بين مدن المغرب في عهد الدولة السعدية التي حكمت المغرب في الفترة (1554-1659) ويعد عبد الرحمان المجذوب بحسب ما جاء في سيرته، شاعر وصوفي مغربي، له الكثير من القصائد والأمثال الشعبية متداولة في جميع أنحاء بلاد المغرب العربي، اشتهر بأزجاله التي عرفت بالرباعيات، وما زالت تحتفظ بها الذاكرة الشعبية إلى عصرنا هذا، وتتغنى ببعضها الكثير من الطوائف المتصوفة. وعلى غرار الدورات السابقة ومن خلال فقرة التكريمات اختار المنظمون هذه السنة تكريم وجوه بصمت المسرح المغربي، وفي هذا السياق سيتم تكريم الممثلة والمسرحية مليكة العمري في حفل الافتتاح إلى جانب أسماء أخرى لم يتم الإعلان عنها.