أسدل الستار مساء يوم الثلاثاء الماضي على حفل توزيع "جائزة دولة فلسطين التقديرية" في الفنون والآداب والعلوم الإنسانية، بعد غياب دام 14 سنة. حيث توحدت الحناجر في قصر رام الله الثقافي، مؤدية أغنية " موطني " لفرقة "الثلاثي جبران" التي فازت بجائزة فلسطين التقديرية عن حقل الفنون، وذلك تقديرا لأسلوبهم المتميز في العزف الجماعي على الة العود، والذي تمتزج فيه الموسيقى بالشعر، وبين الصوت والمعنى في تركيبة يتّحد فيها النغم الشرقي وإيقاع التحديث الغربي على العود، ما يحمل إلى العالم صورة رائعة و جميلة للإبداع العربي الفلسطيني، وشغفه الإنساني بالحب والحرية والسلام. وقد قررت لجنة الجائزة برئاسة الكاتب يحيى يخلف، منح جائزة الآداب مناصفة ما بين الأديب محمد علي طه، والقاص زياد خداش، فيما ذهبت الجائزة التقديرية عن مجمل الأعمال للدكتور حسام الخطيب، وأيضاً للدكتور عبد الرحمن ياغي. أما جائزة الدراسات، فقد منحت مناصفة بين الكاتب والإعلامي أحمد عبد الرحمن عن كتابه «عشت في زمن عرفات»، وإبراهيم نمر موسى عن كتابه "تجليات الوطن واستبطان الذات في شعر كمال ناصر". فيما استحدثت هذا العام جائزة المبدعين الشباب، وذهبت مناصفة أيضاً ما بين القاصة الشابة نسب أديب حسين، والفنانة الشابة ديما حوراني عن مشروعها الفني التفاعلي "الفعل الماضي المستمر". هذا الحفل كشف عن الابداع الفلسطيني المستمر و المتجدد رغم ما تعرفه البلاد من غطرسة الكيان الصهيوني الغاصب للأراضي الفلسطينية وقيام جنوده بتصفية عرقية للشعب الأبي الرافض و الممتنع عن التفريط في أي شبر من أرضه ،فقد استغل الصهاينة انشغال العالم بالأحداث الإرهابية المؤسفة التي شهدتها فرنسا مؤخرا لتقوم بتوجيه الة القمع والقتل صوب الشعب الأعزل، فقد أصيبت أكثر من 70 طالبة يوم الخميس الماضي، بحالات اختناق جراء استنشاقهن الغاز السام الذي أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي صوب مدرسة الزهراء الأساسية للبنات في البلدة القديمة بمدينة الخليل. وأكدت نائبة مديرة المدرسة عائشة ابو اسنينة في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) ، أن قوات الاحتلال أطلقت الغاز السام والمياه العادمة صوب المدرسة أثناء الحصة الأولى، ما أدى إلى إصابة الطالبات بحالات اختناق شديد، وتشنجات جراء استنشاقهن الغاز السام والروائح الكريهة. كما اندلعت يوم الأربعاء الأخير مواجهات عنيفة عند المدخل الرئيسي لبلدة سنجل شمال مدينة رام الله، بين عشرات الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي. حيث نظم الشباب مسيرة طالبوا من خلالها استرجاع جثة الشاب محمد منير حسن صالح لدفنه، الشيء الذي دفع بجيش الاحتلال الى إطلاق قنابل الغاز السام وقنابل الصوت بكثافة نحو الشبان، كما أطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط. ومن جهة أخرى، أعلنت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، قتلت 16 طفلا فلسطينيا منذ بداية أكتوبر الماضي، وما زالت تحتجز جثامين ستة اخرين، فيما أصابت 272 طفلا. الى متى سيظل المجتمع الدولي مكتوف الايدي أمام الانتهاكات الخطيرة التي تمارسها إسرائيل في حق إخواننا العزل في فلسطين ،فما الفرق بينهم وبين من قتلوا في باريس خلال التفجيرات الإرهابية ؟ أليسوا بشرا أبرياء ؟ لما لم نشهد تحرك الدول العظمى والتي تدعي رعايتها لحقوق الإنسان ولو بالتنديد والاستنكار لما يحدث، أم هناك استثناءات وحالات خاصة لبعض الدول دون غيرها.