احتضنت مدينة مونتريال الكندية على مدى أسبوعين من 31 أكتوبر الماضي و إلى غاية 15 نونبر الجاري فعاليات مهرجان" العالم العربي" في دورته السادسة عشرة، حيث داع صيته كواحد من ألمع مهرجانات مونتريال العالمية في الشمال الاميركي. ويتميز بفرادته كمؤسسة عربية كندية تحولت من احتفالية موسمية متواضعة إلى شركة متخصصة بإعداد وإنتاج وإخراج مجمل برامجه وأنشطته الفنية والثقافية. يقدم للجمهور الكندي مشهداً فنياً راقياً يحاكي المهرجانات العالمية، كما يعد أيضا منتدى لحوار الثقافات والفنون واستيلاد الحداثة والعصرنة من أرحام القديم والتقليد . كما تضمن المهرجان كذلك أكثر من 30 عرضاً من ألوان الموسيقى والرقص والغناء والفكاهة. ويتعاقب على تأديتها فنانون ينتمون إلى جنسيات مختلفة عربية وأوربية وكندية وتركية وغيرها. واستهلت أولى أمسياته فرقة «بابا زولا» المعروفة بطقوسها الاسطنبولية والتي تزور مونتريال للمرة الأول منذ تأسيسها عام 1995 . وقد اختار المهرجان لهذ العام عنوان «HILARUS DELIRUS» الذي يتجسد بملصق يبدو غريباً ومثيراً للجدل وغير مألوف في شكله ومضمونه. ويرى فيه دني كودير عمدة مونتريال "لمعات فنية مضيئة تجمع الفرح والفكاهة والضحك وروح الدعابة ومقاومة النزعات الظلامية" ويضيف: "يتمحور حول السخرية كسلاح فني يواجه العنف، من خلال الرقص والغناء والموسيقى والمسرح والفكر والثقافة والحوار". فما أحوجنا في هذه الأيام لأعمال فنية وثقافية تواجه التطرف بشتى أنواعه وتقوم بتوعية أطفال اليوم و رجال ونساء الغد من خطر الوقوع في براثن الأفكار الهدامة ،فما وقع في لبنان وفي فرنسا من تفجيرات إرهابية راح ضحيتها العشرات من الأبرياء لأكبر حافز على العمل الجاد، كل من موقعه لمواجهة ظاهرة الإرهاب والأفكار الظلامية و الهدامة التي لا دين لها ولا لون كما أنه ليست هناك دولة في منأى عنه فالكل مهدد و الكل معني بهده الحرب التي أعلنت على البشرية من بعض الأشخاص اختاروا ازهاق أرواح الأبرياء بدل الحوار و التعايش فليس هناك دين على وجه البسيطة يدعو الى إزهاق أرواح الأبرياء ظلما وعدونا، فديننا الحنيف يقول " من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا " كما يقول أيضأ" لا إكراه في الدين" وهذه دعوة صريحة للتعايش ونبد كل أشكال الأقصاء و التفرقة القائمة على أساس ديني أو عرقي .