واجهت عناصر من القوات العمومية، صباح أمس الخميس، بكلية الطب بالرباط، عقب الوقفات الاحتجاجية السلمية للطلبة الأطباء داخل بهو الكلية، بتدخل عنيف نجمت عنه إصابة 11 طالبا واعتقال ثلاثة آخرين، وفق مصادر من التنسيقية الوطنية لطلبة الطب . . ويأتي هذا التدخل العنيف تنفيذا للمقاربة القمعية للحكومة في تدبير ملف الطلبة الأطباء والتي جسدتهما مضامين البلاغ الحكومي ذات الصلة. وفي تطور لافت، هاجم أساتذة الطب والصيدلة بالدار البيضاء خلال جمع عام استثنائي للفرع المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي، عُقد مساء أول أمس الأربعاء بمقر كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، الحكومة، محملين إياها المسؤولية الكاملة في حالة "البلوكاج" التي أصبحت عليها المستشفيات الجامعية وكذا كليات الطب بسبب تعنتها واختيارها لمسلك التصعيد والتهديد من خلال بلاغ حكومي وصفوه ب"هزيل وتهديدي" بدل استجابتها للمطالب المشروعة والعادلة للطلبة والأطباء المقيمين والداخليين، حسب ما تضمنه نص البيان الختامي الذي خرج به الجمع العام الاستثنائي. ونبه الأساتذة، حسب نص البيان الذي تلاه أحمد بلحوس، الكاتب العام المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بكلية الطب والصيدلة بالبيضاء وتتوفر "رسالة الأمة" على نسخة منه، إلى أن "استمرار الأوضاع على ما هي عليه سيؤدي إلى نتيجة كارثية سيستحيل معها مواصلة عمل الأساتذة بتقديم العلاجات والتدريس والتكوين الطبي"، معلنين عن "رفضهم القاطع لممارسة التدريس تحت الضغط والتهديد"، ومحذرين من المساس بحرمة الكلية تحت غطاء أي مبرر". وعبر الأساتذة عن استعدادهم الكامل الوقوف بحزم إلى جانب الأطباء والطلبة، مانحين لأنفسهم حق التدخل حتى لا تصل الأمور إلى كارثة السنة البيضاء بعدما أصبحت كل المؤشرات تلوح بذلك"، محذرين في الوقت نفسه من بياض السنة "لأن عواقبها وخيمة على الجميع"، حسب تعبير نص البلاغ، قبل أن يعلنوا عن انخراطهم في وقفة إنذارية وتضامنية مع الطلبة المقيمين والداخليين يوم الاثنين المقبل وسط المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، حسب ما نقله الكاتب المحلي الجديد للنقابة. جاء هذا بعد دعوة الحكومة لطلبة كليات الطب إلى العودة إلى مدرجات الكليات واستئناف الدراسة، في بلاغ لمس فيه العديد من هؤلاء الطلبة ما اعتبروه "نبرة تهديدية"، وهو الأمر الذي دفع أساتذة كلية الطب بالدار البيضاء إلى الخروج ليعبروا عن تثمينهم ل"نضالات طلبتهم وأطبائهم المقيمين والداخليين والتضامن معهم في مطالبهم المشروعة والعادلة".