انتخب أعضاء مجلس المستشارين حكيم بنشماش، عن حزب الأصالة والمعاصرة، رئيسا، وذلك بعد حصوله على 58 صوتا مقابل 57 لمنافسه عبد الصمد قيوح، عن حزب الاستقلال، الذي تقدم بطعن في الصوت الوحيد الملغى ، ضمن نتائج عملية الفرز، لرئاسة الغرفة الثانية، وذلك عقب دورين، لجلسة تصويت سرية، وذلك بسبب عدم وضوح ما كتب بالورقة الملغاة، بحسب ما أعلن عنه محمد عبو رئيس الجلسة. الانتخابات التي أجريت، مساء أول أمس الثلاثاء، لم يحصل فيها بنشماس على الأغلبية المطلقة سواء في الدور الثاني أو الدور الأول، الذي حصل فيه على 56 صوتا مقابل 51 لقيوح، وتم تسجيل 9 أصوات ملغاة. وقد شارك في عملية التصويت 116 مستشارا من أصل 120 وذلك بعدما قاطع مستشارو الكونفدرالية الديمقراطية للشغل عملية التصويت وفق ما جاء على لسان ثورية لحرش أحد أعضائها. وعقب انتخابه رئيسا لمجلس المستشارين، ألقى بنشماش كلمة أكد فيها أن جهده "سينصب على مواصلة الأوراش التي انطلقت في اتجاه عصرنة وتحديث إدارة مجلس المستشارين، والعمل على تحصين المكتسبات وتحسينها وإغنائها انسجاما مع الشعارات التي مافتئت تنادي بها الفعاليات النقابية بالمجلس" مقترحا تشكيل لجنة موسعة تضم ممثلا عن كل هيئة من الهيئات السياسية والنقابة والمهنية المكونة للمجلس، لتنكب على تعديل بعض مقتضيات النظام الداخلي للمجلس، لاسيما تلك المتعلقة بتأليف هياكل المجلس من مكتب وفرق ولجان دائمة، تحقيقا لمبدأ لتناغم مع الفلسفة الدستورية. وأكد رئيس مجلس المستشارين أن المجلس سيعمل على "تطوير أداء وأسلوب الدبلوماسية البرلمانية، والتركيز بشكل كبير على هذه الواجهة، مضيفا بالقول ""ستحظى بأولوية كبرى، فعدالة قضيتنا الوطنية، وقوة اندماجنا وتماسكنا الوطني، ومشروعية ومصداقية مؤسساتنا السياسية، لازالت تحتاج منا إضافة مجهود أكبر، ليس فقط للتعريف بالتحولات التي تعيشها المملكة المغربية، وما تحقق على درب الدمقرطة والتحديث، بل لقطع الطريق على مغالطات الخصوم والأعداء، وتنوير الرأي العام الدولي، كما تحدث عن أن الأولويات ترتبط ب"مواصلة العمل لتثبيت فعالية مجلس المستشارين، وتعزيز حيويته وشفافيته التي تجعله يتمتع بكل مواصفات المؤسسة الديمقراطية، والالتزام بكل الأحكام الدستورية، التي تضمن التطبيق الفعلي لحقوق الأقلية والمعارضة، وحماية حرية الرأي المخالف، وتثمين المبادرات والاجتهادات المواطنة والهادفة إلى تقوية حق المواطنات والمواطنين في التشريع والمراقبة بمكتسباتنا وإنجازاتنا". ومن بين كواليس انتخابات رئيس مجلس المستشارين في حلته الجديدة، بعد دستور 2011، هو أن الشكايل عابد، اعتذر عن حضور الجلسة، وبالتالي عن رئاستها بصفته العضو الأكبر سنا، كما ينص على ذلك النظام الداخلي لمجلس النواب، والذي يتابع حاليا للاشتباه في استعماله المال لاستمالة الناخبين، غير أنه بعد تلاوة رسالة الاعتذار وترؤس محمد عبو الذي يليه سنا جلسة التصويت، ولج الشكايل قاعة الجلسات من أجل المشاركة في عملية التصويت. وتبقى من بين اللحظات التي أثير فيها جدل حاد تسبب في توقيف عملية فرز الأصوات لأزيد من 40 دقيقة، حينما احتج حزب الاستقلال خلال الدورة الأول من الانتخابات على ورقة كتب عليها "الأستاذ حكيم بنشماش"، مطالبا باعتبارها ورقة ملغاة وغير قانونية، في مقابل تشبث الأصالة والمعاصرة باحتسابها، مذكرا بحالات مشابهة وقعت خلال انتخابات رئاسة مجلس المستشارين لسنة 2009. إلا أن الاستقلال، مساندين بمستشاري العدالة والتنمية، رفضوا ذلك الصوت، بدعوى عدم جواز إضافة أية كلمة لاسم المرشح المصوت عليه، إذ توقفت الجلسة، وبعد مشاورات، تم احتساب الصوت لفائدة بنشماس. ومن بين ما أثير خلال جلسة التصويت أيضا هو رغبة عبد السلام بلقشور، الدخول مع إحدى المستشارات إلى المعزل من أجل مساعدتها على كتابة اسم المرشح بدعوى عدم إتقانها للكتابة وهو ما رفضته اللجنة المشرفة، لتدلي بصوتها بمفردها. وهو الأمر الذي تصدى له برلمانيو حزب الاستقلال، إلى درجة كادت أن تنسف الانتخابات. وتجدر الإشارة إلى أن عبد اللطيف أوعمو، القيادي في التقدم والاشتراكية، ونائلة التازي، عن الاتحاد العام لمقاولات المغرب، قررا قبل انطلاق الانتخابات بساعات، سحب ترشيحهما لرئاسة الغرفة الثانية.