طفت على السطح بمختلف الشوارع وفي بعض الأحياء والمناطق بمدينة الدارالبيضاء الكبرى، بعض حالات المُختلين العقليين وهم يتجولون عراة بكل حرية وسط اندهاش كبير للرأي العام البيضاوي، وذلك بعد أسبوع واحد فقط من انتهاء وزارة الصحة من عملية إجلاء المصابين بأمراض عقلية ونفسية من ضريح "بويا عمر"، الشيء الذي دفع بكثيرين إلى التساؤل وربط هذه الحالات بنزلاء ضريح "بويا عمر"، خاصة وأن جل ملامحهم وَلَكَنات لهجاتهم توحي بانحدارهم من مدن أخرى غير مدينة الدارالبيضاء. وفي هذا الصدد، قال الدكتور سليمان التازي، طبيب متخصص في الأمراض النفسية والعقلية، "إن الحديث عن المختلين عقليا الذين يعيش معظمهم في الشوارع والدروب، هو بمثابة قنبلة موقوتة تستوجب التساؤل عن مدى قوة وصلاحية النظام الصحي المغربي المخصص لهذه الفئة من المرضى. وأضاف التازي عبر اتصال هاتفي مع "رسالة الأمة"، أن المغرب يعاني بشدة من ضعف فادح في مجال العناية بالمرضى العقليين، وما يستلزم ذلك من نقص واضح في عدد الأطباء ذوي الاختصاص ومراكز العلاج المؤهلة، والبنية التحتية الكافية لإيواء هؤلاء المختلين عقلياً"، مشيراً إلى أن "المرض العقلي لا يختلف في شيء عن سائر الأمراض، بل هو أشدّها حاجة للعناية والرعاية لكون الداء يصيب عضواً حيوياً في جسم الإنسان ألا وهو العقل، ويصبح حامله يهدد الأمن والاستقرار الاجتماعيين للمواطنين. ومن جانبهم، حمّل العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعية، المسؤولية لمختلف القطاعات الحكومية المعنية إزاء هذه الشريحة من المرضى، مبرزين في تعليقات على الحدث، أن المُصاب بخلل عقلي يجب أن يكون مكانه في المستشفى أو في المراكز الاجتماعية المتخصصة، وليس في الشارع العام وسط المواطنين. ناشط فيسبوكي علق قائلا، "إن تواجد أعداد كبيرة من المختلين العقليين في الشارع يهدد الأمن والاستقرار الاجتماعيين للناس، حيث أن هناك احتمالات واردة في حدوث اعتداءات على أطفال أو نساء.