علمت "رسالة الأمة" من مصادر جد مطلعة ،أن الغرفة الجنحية التلبسية بابتدائية مراكش، قررت في جلستها، أول أمس الاثنين ، تأجيل مناقشة ملف زعيم شبكة الكوكايين "روتردام" المفككة بمراكش في شتنبر من السنة الماضية ، ورجل الأمن العامل بالنقطة الحدودية الناظور، وثلاثة متابعين آخرين ضمن الشبكة نفسها ، إلى يوم الاثنين القادم( 9 مارس الجاري) من أجل إعداد الدفاع. كما لم تمنح نفس الغرفة الجنحية التلبسية السراح المؤقت لرجل الأمن المذكور،المتابع بتهمة الرشوة وإفشاء السر المهني، بعدما ثبت تعامله مع بارون المخدرات "روتردام" العقل المدبر للشبكة، وتزويده بمعلومات تساعده على تخطي النقاط التفتيشية الأمنية . ويتابع هؤلاء المتهمون من أجل الاتجار الدولي في المخدرات والمخدرات الصلبة "الكوكايين"، ودخول التراب الوطني بشكل غير قانوني والرشوة وإفشاء السر المهني.. هذا، وقد تم عرض "حميد" والملقب ب"روتردام" العقل المدبر لشبكة الكوكايين ومن معه على أنظار النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمراكش، في حالة اعتقال، يوم الخميس المنصرم( 26 فبراير)، قبل أن تتم إحالتهم على الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة نفسها ، أول أمس الاثنين (2 مارس الجاري). وكانت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قد أوقفت "حميد روتردام"، الأحد 22 فبراير الماضي، بالناظور، وثلاثة متورطين ضمن الشبكة، قبل أن يتم نقلهم إلى مراكش، وسط حراسة أمنية مشددة، شارك فيها أزيد من 15 رجل أمن مدججين بالأسلحة النارية. وبناء على اعترافات "حميد روتردام"، تم اعتقال رجل الأمن المذكور، حيث أكد أن الأخير هو من كان يسهل عملية دخوله المغرب ومغادرته بالجواز المزور، بعدما صدرت في حقه مذكرة اعتقال دولية من قبل النيابة العامة بمراكش، إثر ورود اسمه ضمن شبكة الكوكايين المفككة. وطبقا لمصدر مطلع ، فإن الأبحاث التي أجرتها الشرطة القضائية بمراكش مع "روتردام" المتابع في حالة اعتقال، فإن الأخير يعد الرأس المدبرة لشبكة الكوكايين، وكان ذراعه الأيمن ومساعده الأول والرجل الثاني ضمن هاته الشبكة يدعى"الحراق" الملقب ب"عمي" والمدان بعشر سنوات سجنا نافذا. وأضاف المصدر نفسه ، أن "روتردام" وهو من مواليد سنة 1985، قد راكم ثروة هائلة تفوق 500 مليار سنتيم، عبارة عن عقارات بكل من إسبانيا وهولندا، حيث يقيم، وممتلكات أخرى بالمغرب، وضمنها ضيعة فلاحية بمنطقة "عين طاوجطات" بضواحي إقليمفاس، تبلغ مساحتها حوالي 10 آلاف هكتار، ناهيك عن أرصدة بنكية بكل من إسبانيا وهولندا، كل ذلك نتج عن نشاطه الدولي في مجال تهريب المخدرات. وكشفت الأبحاث التي أجرتها فرقة مكافحة المخدرات التابعة للمصلحة الولاية للشرطة القضائية بمراكش، أن أفراد هذه الشبكة ينقسمون إلى فريقين، الأول ينحدر أفراده من مدن الشمال والثاني من مدن الجنوب، إذ يتكفل الفريق الأول بجلب أطنان من مخدر الشيرا من مدن الشمال، وتنقل الحمولات إلى مدينة أكادير، حيث يتكفل الفريق الثاني بهذه المدينة، بتصديرها عبر شواطئ الجنوب في قوارب مطاطية وسفن متوسطة بأعالي البحار، وتقايضه بمخدر الكوكايين الخالص، قبل أن تعمل على نقله إلى مدن الشمال، حيث يعمل أفراد الشبكة على تصديره إلى أوربا مستعملين سفنا خاصة بالصيد، للتغطية على نشاطهم الإجرامي. يذكر أن ابتدائية مراكش، وزعت على 28 متابعا على خلفية قضية الإتجار الدولي في المخدرات والمخدرات الصلبة، 234 سنة سجنا نافذا، حيث أدانت 13 متهما بعشر سنوات سجنا نافذا لكل واحد منهم، وتسع سنوات في حق ثمانية متهمين، وثمان سنوات في حق أربعة متهمين، وستة أشهر في حق متهم واحد. وتم تفكيك أفراد هذه الشبكة، بداية شتنبر الماضي، إذ ألقي القبض على ستة من أفرادها، وضبطت بحوزتهم 226 كلغ من مخدر الكوكايين، كانت مخبأة بعناية داخل شاحنة خاصة بنقل الأسماك، قبل أن توقف باقي العناصر الأخرى على امتداد أسبوعين، ضمنهم المدعو "إدريس الحراق" والملقب ب "عمي"، الذي كان يستعد لمغادرة التراب الوطني عبر النقطة الحدودية بباب سبتةالمحتلة.