قالت السفيرة روان أبو يوسف، مساعدة وزير الشؤون الخارجية الفلسطينية، إن اجتماع لجنة القدس في دورتها ال 20 ، المنعقد يومي الجمعة والسبت ( 17 و18 يناير الجاري) بمدينة مراكش، يعد بمثابة "رسالة للقدس وللمقدسيين"، مؤداها أن الفلسطينيين "ليسوا وحدهم" وأن اللجنة ورئيسها، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يقدمان للقدس والمقدسيين "دعما سياسيا وماليا هامين". وأضافت أبو يوسف في حديث ل"رسالة الأمة"، على هامش انعقاد الاجتماع التحضيري، على مستوى كبار موظفي الدول الأعضاء في لجنة القدس، لإعداد مشروع البيان الختامي للجنة، والذي سبق الافتتاح الرسمي للدورة، صباح أمس الجمعة، أن مواجهة ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من عمليات تهويد للمدينة المقدسة، وتشويه لمعالمها العربية والإسلامية، تحتم "تحركا عربيا وإسلاميا ودوليا." وأكدت أبو يوسف أن الدعم الذي تقدمه وكالة بيت مال القدس الشريف للقدس والمقدسيين، يساعد على "تثبيت المقدسيين على أرضهم ويمنحهم القدرة على مواجهة عمليات التهويد وتدنيس المسجد الأقصى والأماكن الدينية، بما فيها الكنائس"، مشيرة إلى أن "سلطات الاحتلال جعلت الوضع في مدينة القدس لا يحتمل". وبعد أن أعربت عن ثقتها بالنتائج التي ستتمخض عن أشغال اللجنة، أكدت أبو يوسف أن" ثقة الفلسطينيين عالية بما سيصدر من توصيات خلال اللجنة، والتي ستكون، من دون شك، في مستوى الحدث"، معتبرة أن الاجتماع هو في حد ذاته "رسالة سياسية هامة". وتوقفت أبو يوسف، في التصريح ذاته للجريدة، عند كل ما حققته وكالة بيت المال الشريف من مشاريع "حيوية"، تدعم "صمود المقدسيين"، مشيرة إلى أن اجتماع مجلس الوصاية يوم أمس الجمعة، "ثمن عمل وكالة بيت المال، وقدم مقترحات عملية، تهدف إلى تدعيم المهام المنوطة بها." وكشفت في هذا الصدد أن الاجتماع تميز أيضا ب"جرد المشاريع التي قامت بها الوكالة"، وكذا مشاريعها المستقبلية، بالإضافة إلى مناقشة كيفية استمرار التمويل لوكالة بيت المال وضرورة مساهمة كافة الدول الأعضاء في اللجنة في تمويل الخطة الخماسية والمشاريع التي تقوم بها وكالة بيت مال القدس الشريف. وبخصوص استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، أكدت أبو يوسف أن الموقف الفلسطيني واضح بهذا الخصوص، وهو إيجاد اتفاق يقود إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتجسد إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف. من جانبه، قال صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، إن المغرب يدعم القضية الفلسطينية، ويساند المقدسيين في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية، التي تسعى إلى تهويد القدس، وطمس مقدساتها العربية والإسلامية والمسيحية، مؤكدا، في تصريح للجريدة، أن اجتماع الدورة العشرين للجنة القدس سيساهم في دعم صمود سكان القدس، من خلال برامج بيت مال القدس، حيث امتد الجزء الثاني من هذا البرنامج، والذي يهم إنشاء مشاريع إنمائية في جميع مناحي الحياة، إلى غاية 2018. أما بالنسبة لحضور الوفد الإيراني، فقد أكد مزوار، في التصريح ذاته، أنه تم استدعاء إيران عبر منظمة التعاون الإسلامي، التي هي عضو بها، مضيفا أن "حضورها مساهمة لعمل لجنة القدس"، كما أنه "يدخل في إطار التزامات دولة إيران بهذا الشأن"، نافيا في الوقت ذاته إجراء أية محادثات مع الإيرانيين، وقال في هذا السياق، إن الأولوية تتجلى في "إنجاز أهداف اجتماع لجنة القدس، قبل أي شيء". يذكر أن الرئيس محمود عباس يشارك في اجتماع لجنة القدس، كما يشارك في الاجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في لجنة القدس والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي (منظمة المؤتمر الإسلامي سابقا)، إياد أمين مدني، إضافة إلى مبعوثين من مستوى رفيع، يمثلون البلدان دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، الأممالمتحدة،الاتحاد الأوروبي وكذا حاضرة الفاتيكان وجامعة الدول العربية. ويندرج انعقاد هذه الدورة في إطار الجهود والمساعي التي ما فتئ جلالة الملك، رئيس لجنة القدس، يقوم بها لدى الدول والأطراف المعنية بالقضية الفلسطينية، وكذا لدى البلدان دائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، من أجل إبراز الأهمية الخاصة التي تكتسيها قضية القدس الشريف بالنسبة للعالمين الإسلامي والمسيحي. كما يأتي انعقاد هذه الدورة في ظرفية صعبة تجتازها منطقة الشرق الأوسط بكاملها، وتقتضي التحلي باليقظة والحذر الضروريين، للتصدي للممارسات الاستيطانية والاستفزازية للسلطات الإسرائيلية، الهادفة إلى تغيير الوضع القانوني والديمغرافي للمدينة المقدسة، تزامنا مع انطلاق المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية برعاية الولاياتالمتحدة. كما يشكل انعقاد الدورة ال20 للجنة القدس، في هذه الظرفية الخاصة، رسالة واضحة للمجموعة الدولية، لكي تضطلع بمسؤولياتها كاملة إزاء الممارسات الإسرائيلية الهادفة إلى طمس معالم التراث الإسلامي والمسيحي بمدينة القدس، ودعوتها إلى التحرك الفوري من أجل حماية التراث الديني والحضاري للقدس الشريف. يشار إلى أن لجنة القدس قد أحدثت تنفيذا لقرار صادر عن المؤتمر السادس لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي (منظمة المؤتمر الإسلامي سابقا)، المنعقد في يوليوز 1975 بجدة بالمملكة العربية السعودية. وتعتبر اللجنة هيئة تابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، مكلفة بتتبع تطور الأوضاع في مدينة القدس وبالتصدي للمحاولات الإسرائيلية الرامية إلى طمس الطابع العربي الإسلامي عن المدينة المقدسة. وتتولى لجنة القدس متابعة تنفيذ القرارات الصادرة عن مؤتمرات وزراء خارجية البلدان الإسلامية، ومتابعة القرارات المصادق عليها حول القدس، من مختلف الهيئات والمحافل الدولية، وكذا الاتصال بالمنظمات الدولية الأخرى التي قد تساعد على حماية القدس وتقديم مقترحات للبلدان الأعضاء ولكل المنظمات المعنية بالأمر، تتعلق بالخطوات المناسبة التي يجب اتخاذها لضمان تنفيذ القرارات ولمجابهة التطورات الجديدة.