وسط جوع غفيرة من عائلة المغربي طارق لحميدي، ضحية الجريمة البشعة بالديار البلجيكية على يد جزائري ، وصلت الجثة داخل صندوق خشبي الى مطار لمنارة بمراكش، حيث نقلت جثة الضحية على متن سيارة الإسعاف ومعه والده الذي بدا متأثرا وخلف عدد من الناس ( العائلة واصدقاء) من مدينة الدارالبيضاء لتوديع الفقيد والقاء النظرة الاخيرة، ووري الضحية الثرى بمقبرة بن البكار بعد اداء صلاة الجمعة،وكذا صلاة الجنازة وسط تدابير أمنية مشددة. وقد نقل جثمان الشاب لحميدي طارق 1982، صباح أمس الجمعة على متن طائرة أقلته من مطار بروكسيل في اتجاه مطار المنارة بمراكش حيث مسقط راس والده، ويشار إلى ان الضحية من والدين مطلقين، فقد الأمل في الحصول على عمل قار، بعد رسوبه في البكالوريا قرر اللجوء الى والده المقيم بالديار البلجيكية، وطلب من الأخير تحقيق حلمه في الهجرة ككل المغاربة الباحثين عن الأمل بالعمل في احدى الدول الأوروبية ( الفردوس)، وكذا الاقتراب اكثر من أشقائه من ابيه. وحسب تصريح لوالدة الضحية نادية في اتصال هاتفي مع " رسالة الأمة"، أوضحت الام المكلومة ان ابنها الفقيد هاجر الى بلجيكا قبل 7 سنوات، وهو مغربي حتى النخاع ومهووس بكرة القدم، كان يسكن بمفرده، لكن قبل شهرين انتقل احد المواطنين من جنسية جزائرية للعيش معه في الشقة. وأضافت الام عن ملابسات الجريمة وهي تبكي بحرقة، ان النقاش دار بين الطرفين حول تنظيم كاس افريقيا ( الكان) من قبل المغرب، لكن النقاش احتدم الى جدال ( ابني متعصب للكرة ويحب المغرب..)، فقام الجاني بقتله وفي محاولة التخلص منه خباه في قبو المنزل. تضيف الام انها تتمنى ان تدفن جثمان ابنها في الدارالبيضاء ، لهذا أحضرت معها الى المطار سيارة نقل الأموات ، لان هناك ماتما في حي عين الشق ينتظرها، لكن ان لم يسمح الأب بذلك فسترضخ لرغبته في دفن الضحية بمسقط راس والده بمراكش الحمراء. وحسب التحقيقات الأولية فالحادثة جاءت اثر نقاش حاد بين الطرفين بشأن تنظيم الكان، حيث اعتبر الجاني أن المغرب تنصل من مسؤوليته في تنظيم البطولة الإفريقية. و بسبب اختلاف وجهات النظر، قام المواطن الجزائري بتوجيه طعنات قاتلة بالسلاح الأبيض لشريكه في الشقة، ثم قام بالتمثيل بجثته وخباها في قبو المنزل الذي يقطنه الاثنان ببروكسيل. وظلت جثة الضحية طيلة 15 يوما في قبو المنزل ليتم اكتشافها من طرف الشرطة البلجيكية ثلاثة أيام بعد قيام عائلة الضحية بالتبليغ عن اختفاء الضحية. وقد فتحت السلطات البلجيكية تحقيقا معمقا في القضية، بعد إلقاء القبض على المتهم، في انتظار إحالته على العدالة.