استمعت المصالح الأمنية المختصة التابعة لولاية أمن طنجة، في محضر قانوني، بعد زوال أمس الجمعة، إلى أستاذ يدرس مادة علمية، بالثانوية الإعدادية مولاي اسماعيل، التابعة لمديرية وزارة التربية الوطنية طنجةأصيلة المسمى “ط”، في حادث الاعتداء عليه بواسطة ضربة “رأس” داخل الفصل الدراسي، من طرف تلميذ يدرس بالسنة الثانية، يدعا “ص”، لأسباب محهولة، وفي ظروف غير محددة. وأقدم التلميذ المعني بالأمر، على “نَطْح” أستاذه والاعتداء عليه جسديا، إلى أن كاد يفقده الوعي، صباح أمس داخل القسم أمام ذهول باقي التلاميذ، قبل أن يتوجه الأستاذ الضخية إلى المستشفى، لتلقي العلاج الضروري. إلى ذلك، فمن المتوقع أن يتم استدعاء التلميذ المعتدي، بداية الأسبوع المقبل من أجل الاستماع إليه بحضور ولي أمره لكونه قاصرا، بخصوص ظروف وملابسات الواقعة، والأسباب المباشرة التي دفعته لارتكاب هذا الفعل الشنيع والخطير في حق أستاذه، والذي يتعلق بالضرب والجرح في حق موظف عمومي أثناء أدائه لمهامه. وأوضحت مصادر مقربة للجريدة، أن واقعة الاعتداء على أستاذ من طرف تلميذه داخل الفصل، تلخص وبوضوح، وضعية المدرسة المغربية المزرية، وانهيار قيم المجتمع، معتبرة أن تفاقم حوادث الاعتداء على رجال التعليم من طرف تلامذتهم كظاهرة غريبة ودخيلة على الجسم التربوي المغربي، تجعلنا ندق ناقوس الخطر حول تكرار هذه الاعتداءات التي تدل على وجود اختلالات عميقة داخل الجسم التربوي المعول عليه في تنشئة رجال الغد، معبرة عن إدانتها وشجبها الشديدين ل”هذا السلوك اللاتربوي”. وكرد فعل على الحادث الذي صادف تخليد العالم لليوم العالمي للمدرس الذي يُحتفل به يوم 5 اكتوبر من كل سنة، خاضت الأطر التربوية والإدارية بذات المؤسسة وقفة احتجاجية رمزية، صباح اليوم السبت، تضامنا مع زميلهم الضحية، مطالبين في ذات الوقت من الجهات الوصية بضرورة “التحرك العاجل” لتوفير الحماية للأساتذة وضمان سلامتهم داخل مؤسسات العمل، في ظل تكرار مثل هذه الاعتداءات التي عادة ما تتخذ صبغة “إجرامية” صرفة، متخطية مظاهر “الشغب” التلاميذ المعروف.