في تفاصيل جديدة حول الاعتداء الذي تعرض له أستاذ بثانوية سيدي داود بورزازت، والذي لاقى حملة استنكار واسعة، قالت تلميذة سابقة بالثانوية المذكورة، إن الأستاذ المعنف دائم الخصام مع تلاميذه، حتى أصبح الأمر طبيعيا بالمؤسسة. وأضافت التلميذة التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن الأستاذ "ع، أ" الذي يدرس مادة الاجتماعيات لأقسام الثانوي التأهيلي، كان يتعرض كثيرا للضرب من طرف تلاميذه، حتى أصبح الأمر بالنسبة للجميع طبيعيا بل اعتادوا عليه. وأوضحت المتحدثة، أن الغريب في الأمر هو أن الأستاذ لم يسبق له أن اشتكى لأحد من تلاميذه وبأنه يتشاجر معه ويتبادلون الضرب داخل القسم، دون أن يجرأ يوما على كتابة تقرير أو وضع شكاية ضد أحدهم. وأشارت التلميذة، أن الأستاذ المعنف يعاني من اضطرابات نفسية وقد تكون السبب في دخوله اليومي في شجار وعراك مع تلاميذه، مضيفة أن ذلك لا يعني أن على التلاميذ معاملة أستاذهم بتلك القسوة. وأردفت، أن الأستاذ ظل ولسنوات يعاني من الاعتداءات المتكررة عليه، حيث أنه لا تمر حصة دون ان يتعرض فيها للضرب من أحد التلاميذ، إلى أن كشف الفيديو المنتضر على "فيسبوك" المستور. كلام التلميذة تؤكده عدة مصادر في اتصال هاتفي مع جريدة "العمق"، حيث أوضحت أن الأستاذ فعلا يتعرض منذ سنوات لاعتداءات متكررة من لدن تلاميذه، وأنه يعاني من اضطرابات نفسية. هذا، وقد حاولت الجريدة ربط الاتصال أكثر من مرة بالأستاذ المعنف، ومدير الثانوية من أجل التعليق على الموضوع، غير أن هاتفهما ظل خارج التغطية. وكشف مصدر نقابي للجريدة، أن إدارة المؤسسة سبق لها وأن راسلت المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بورزازات من أجل نقل الأستاذ إلى مؤسسة أخرى بعد الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها، مشيرا أنه تم تكليفه بتدريس أقسام الإعدادي، قبل أن يعاد تكليفه بأقسام الثانوي من جديد. وأثارت حادثة الاعتداء على الأستاذ داخل الفصل الدراسي بثانوية "سيدي داود" التأهيلية بورزازات، غضبا عارما على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وخرجت دعوات بين صفوف الأساتذة للاحتجاج في مختلف المدن، "من أجل إعادة الاعتبار لكرامة رجال ونساء التعليم وحماية قيمتهم الرمزية والاعتبارية". إلى ذلك، أوقفت قوات الأمن بورزازات، اليوم الأحد، تلميذا قاصرا يبلغ من العمر 17 سنة، وذلك على خلفية ظهوره في مقطع فيديو يوثق لاعتدائه على أستاذه داخل الفصل الدراسي بالثانوية التأهيلية سيدي داود بنفس المدينة. وأقدم تلميذ يتابع دراسته بالثانوية المذكورة، على الاعتداء جسديا على أستاذه داخل الفصل، حيث أظهر شريط فيديو، جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، التلميذ وهو ينهال بالضرب على أستاذه داخل القسم، في حين حاول بعض التلاميذ ثنيه عن فعلته لكن دون جدوى، حيث عاد التلميذ المعتدي للمرة الثانية للانفراد بالأستاذ، ووجه له عدة لكمات على مستوى الوجه أسقطته أرضا، لينهال عليه بالضرب والرفس. وقررت المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بورزازات، تقديم شكاية لوكيل الملك، وإيفاد لجنة إقليمية للوقوف على حيثيات الواقعة واتخاذ الإجراءات التربوية والتأديبية اللازمة، واصفة ما حدث بأنه "اعتداء شنيع". كما أعلنت الأكاديمية الجهوية لوزارة التربية الوطنية بجهة درعة تافيلالت، عن إدانتها وشجبها الشديدين ل"هذا السلوك اللاتربوي"، معبرة عن تضامنها المطلق مع الأستاذ وزملائه وأفراد عائلته.