بعد تمتيعه بالسراح المؤقت ودفع كفالة، أصدر قاضي الحريات أمس الثلاثاء قرارا يقضي باعتقال المغني المغربي المثير للجدل سعد لمجرد و إيداعه السجن على خلفية واقعة «سان تروبيه»، ونظرا لاتهامه أكثر من مرة بجريمة الاغتصاب، أطلقت ناشطات مغربيات هاشتاج “Masaktach”، طالبن من خلاله الإذاعات المغربية بوقف بث أغانيه، حيث لم يحظَ الفنان المغربي هذه المرة ب”الدعم” من جمهوره وعشاق أغانيه، بل وُجّهت له انتقادات حادة وصلت حد الشتائم و تنظيم حملات ضده. واستجابة منهم ل”ما ساكتاش” قررت كل من اذاعة هيت راديو وراديو 2m حظر بث أغاني لمجرد وإذاعتها عبر الاثير، وعرف هشتاغ “ماسكتاش” تفاعلا كبيرا من طرف رواد مواقع التواصل ألاجتماعي الذين دعوا أصحاب المحطات الإذاعية إلى منع أغانيه وعدم إذاعتها. وفي أول تعليق لها، كتبت لورا بريول عبر صفحتها بموقع تويتر تدوينة قالت فيها “شكرا لأصحاب هاشتاغ ما ساكتاش، وللمقاطعين، ورسائل الدعم، وأخيرا العدالة”. وتجدر الاشارة إلى أن الشرطة الفرنسية أطلقت سراح لمجرد يوم الثلاثاء 28 غشت الماضي بكفالة مالية بعد احتجازه يوم الأحد 26 من نفس الشهر في مدينة سان تروبيه الفرنسية، بعد اتهامه من قبل فتاة تبلغ من العمر 29 عامًا ادعت اغتصابه إياها، وكان محاميه جون مارك قد نفى كافة التهم الموجهة إلى موكله في تصريح لراديو فرانس، موضحا ان سعد تعرف على الفتاة الفرنسية في أحد الملاهي الليلية، وعرض عليها أن ترافقه إلى غرفته في الفندق الذي كان يقيم فيه برضاها. وأضاف أن الطرفين “توافقا على إقامة علاقة بالتراضي، دون وجود أيّ دليل على تعنيف أو ضرب أو اغتصاب مثلما ادعت الفتاة”. وتابع في حديثه: “أنه لا توجد أي دلائل على وجود حالات تعنيف أو إثبات على اغتصاب الفتاة” كما أكد أن العلاقة كانت برغبتها، وهو ما جعل التهمة تسقط مؤقتاً عن سعد لعدم وجود دليل أو شهود على رواية الفتاة. و انتشرت الثلاثاء في وكالات الأنباء العالمية صور لمجرد، ظهر فيها عدد من أفراد الأمن الفرنسي يكبلونه ويدخلونه إلى إحدى الغرف استعدادًا لحضور جلسة المحاكمة. وكانت النيابة العامة الفرنسية قد قضت في وقت سابق بإطلاق سراح لمجرد ووضعه تحت المراقبة القضائية بشرط عدم مغادرة الأراضي الفرنسية لحين الانتهاء من المحاكمة على خلفية اعتقال صاحب اغنية “المعلم” في باريس من أجل ما اصبح يعرف بقضية “لورا بريول” في أكتوبر من سنة 2016، بتهمة الاعتداء الجنسي وأودع السجن، وفي أبريل 2017 أُطلق سراحه مع الإبقاء على سوار إلكتروني يلف ساقه بقرار من محكمة الاستئناف في باريس، لكن لمجرد لم يتعظ و لم يستوعب الدرس جيدا وعاود الكرة مرة ثانية. واستبعد آنداك عدد من معجبيه سواء داخل المغرب أو خارجه أن يكون قد ارتكب هذا الفعل الشنيع، معللين أن الأمر مجرد “مؤامرة” حيكت ضده بسبب نجاحاته وشهرة أغانيه. لكن بعد ارتكابه نفس الجرم وللمرة الرابعة، قرر محبوه هذه المرة عدم مساندته، بل التصدي له وتنظيم حملات ضده، وهذا ما يجدر بمرتكب جريمة الاغتصاب في حق النساء. و فوت لمجرد على نفسه فرصة الفوز بلقب لقب أفضل مطرب إفريقي لعام 2018، عقب اتهامه في واقعة اغتصاب جديدة في فرنسا. حيث قررت لجنة ترشحات جوائز الموسيقى الإفريقية “أفريما”، حذف اسمه رسميا من القائمة المنافسة للحصول على هذا القب وكان لمجرد مرشحا بارزا للفوز بجائزتي أفضل فنان إفريقي، وأفضل أغنية في إفريقيا عن أغنيته الأخيرة “كازابلانكا” التي حققت نجاحا ووصل عدد مشاهداتها إلى 62 مليون مشاهدة، إلى جانب جائزة أفضل فنان عن عمل فني في شمال إفريقيا، قبل أن يتم رفع اسمه من المنافسة، بعد اتهامه رسميا بجريمة الاغتصاب.